jo24_banner
jo24_banner

أهل ‘‘مهووسون‘‘ بنشر صور أبنائهم على ‘‘السوشال ميديا‘‘

أهل ‘‘مهووسون‘‘ بنشر صور أبنائهم على ‘‘السوشال ميديا‘‘
جو 24 : هوس الكثير من الأهالي بما ينشرونه على السوشال ميديا كي يحصدوا مزيدا من الإعجابات من قبل أصدقائهم على صفحات العالم الافتراضي، جعلهم يبتكرون أشكالا وطرقا مختلفة قد تكون خطرة أو مضحكة في تصوير أبنائهم فيديوهات بهدف نشرها، بدون النظر إلى الظروف الخطرة التي يتعرض لها الأطفال لحظة التصوير، كما أنهم لا يلقون بالا بمدى أثر ذلك الجسدي أو النفسي على فلذات أكبادهم.
وخير شاهد على ذلك؛ الفيديو الذي انتشر مؤخرا ويصور رجالا من أجهزة الدفاع المدني يحاولون مساعدة طفلة على الخروج من قدر طعام وضعتها أمها فيها للحصول على لقطة تصويرية أكثر إضحاكا تشارك فيها أصدقاءها على صفحات "فيسبوك"، ما عرض حياة الطفلة للخطر، بعد أن عجزت عن إخراجها من القدر، ما اضطر الأم بالنهاية إلى الاتصال بالدفاع المدني لإنقاذ طفلتها من الخطر الذي حدق بها.
والفيديوهات من هذا النوع مختلفة، فقد تقوم إحداهن بتصوير ابنها وهو في حالة هستيرية وعصبية وبكاء شديد لأجل وجبة طعام يرفضها أو رفضه لجنس المولود الجديد لأخيه أو أخته، من دون رأفة بحاله، أو احترام خصوصية اللحظة له، وتقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتضحك هي وصديقاتها على ذلك التصرف، وتجمع عددا من اللايكات، ومنهم من يعيد نشر الفيديو أو الصور على صفحتهم ليصبح الطفل بطل صفحات عديدة ويضحك العالم عليه بدون استئذان، أو مراعاة لطفولتهم وحقه بعدم انتهاك خصوصيته.
وفي ذلك، يرى اختصاصي علم الاجتماع، د. محمد جريبيع، أن السوشال ميديا أصبحت محركا لحياة الجميع، وتتحكم بتصرفاتهم، وهوس الناس بها جعلها مساحة لتفريغ المشاعر من فرح وسعادة وحب وحزن، كصور الهدايا الزوجية، أو العزاء، أو صورة لطفل، وتعد تلك الصور جميعها انتهاكا لحقوق الأفراد، وسلبيات انتشارها أكبر من عدمه.
والانتشار الواسع لتفاصيل حياتية على السوشال ميديا، كما يقول، يعرض العائلة وأفرادها للخطر الحقيقي؛ إذ يجعل المشاعر مستهلكة، ويفقدها الخصوصية، مشيرا إلى أن الهوس بالتقاط صور بوضعيات خطيرة وخصوصا للطفل، ما هي إلا مجموعة من الانتهاكات.
ويتوجب الحذر بنشر ما هو خاص على السوشال ميديا، وفق جريبيع، لأن الضرر أكبر بكثير مما هو متوقع، ويتوجب العلم أن هذه الحالات لا تكون إلا من فراغ عاطفي وروحي وناجمة عن قلة وعي. ويتفق اختصاصي علم النفس، د. موسى مطارنة، مع الجريبيع، في أن الحالتين العاطفية والنفسية وهوس الجمهور بالتسلية الآنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعرض هدايا الزوج ووجبات الطعام ولقطات خاصة للعائلة وعدم احترام حق الطفل بعرض حالاته المختلفة، جميعها تنم على الفراغ وقلة الوعي.
ويتوجب إعادة التفكير بالمصلحة الفضلى للطفل، كما يقول، واحترام خصوصيته وحقه بعدم الانتشار، وعدم الإيذاء النفسي والجسدي له، فوضعه داخل غسالة لالتقاط صورة مميزة أو داخل قدر طعام أو وهو متسخ أثناء لعبه أو تناوله الطعام جميعها لها ضرر نفسي كبير وجسدي عليه، منوها إلى أن الضغط على الطفل لجعله فرحا لأجل صورة وهو غير مستعد نفسيا لذلك، يؤثر عليه وعلى نموه النفسي وجعله لا يعبر عن ذاته بالطريقة الصحيحة.
وتؤكد دراسة بريطانية نشرت في مجلة "Parent Zone" بعنوان "الأهل الذين ينشرون صور أولادهم على مواقع التواصل الاجتماعي"، كشفت أن "فيسبوك" هو الموقع الأكثر نشرا لصور الأولاد بنسبة 54 %، بينما يستعين 16 % من الأهل بـ"إنستغرام" و12 % بـ"تويتر".
وفي البحث عن أعداد الصور، فإن 32 % من الأهل ينشرون بين 11 و20 صورة خلال شهر واحد، و28 % لم يفكروا يوما في أن يسألوا طفلهم قبل نشر الصورة.
وعند سؤالهم عن تأثير نشر الصور على الإنترنت، 55 % قالوا إنهم لا يجدون أن لذلك أي تأثير عليهم أو على الطفل. وعن مدى إدراكهم لكيفية المحافظة على خصوصية الصور ومن سيراها، 38 % قالوا إنهم ليسوا أكيدين من هوية الأشخاص الذين سيرون الصورة، بينما 29 % اعترفوا أنهم لم يحاولوا جعل صورهم سريّة.
وخلصت الدراسة إلى أن 1500 صورة تنشر لطفل على الانترنت قبل بلوغه خمسة أعوام.
ويؤكد مطارنة، أن استئذان الطفل بنشر صورته ومشاركتها مع الأقارب ليس فقط احتراما لخصوصيته وحمايته، وإنما تطوير في نموه السليم وقدرته على اتخاذ القرار المناسب له وحق الاختيار.الغد
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير