jo24_banner
jo24_banner

كذبة كبيرة أسمها (لاماسيا)!

كذبة كبيرة أسمها (لاماسيا)!
جو 24 : محمد العياصرة - بعد وقت طويل من التفكير وتقليب الاوراق، اتضح ان الاعلام محلياً يجب ان يكف يده وقلمه عن الرياضة الاردنية، لا لأن لا حياة لمن تنادي -والعياذ بالله-، بل لان الخبراء هنا قطعوا ارزاق الصحفيين بحنكتهم وافاقهم الواسعة، فلا حاجة لنا اطلاقاً!

عندما يجتمع مجلس ادارة نادي أو اتحاد لعبة جماعية على سبيل المثال، فانه -المجلس- يعتقد ان هموم ومشاكل وقضايا اللعبة وما يترتب عليها من قرارات مصيرية تتعلق بـ «الهيئة التنفيذية» فقط، ما يوجب عدم ايصال أي معلومة لوسائل الاعلام «الفضولية» والجماهير الواسعة، فالامر هنا يتعلق بشأن داخلي بين الاعضاء، وكأنهم يتباحثون حول «ديكور» منزل اياً منهم أو يتناقشون بقضية تخص احدهم، ولا داع لأن يعرف الشارع الرياضي ما يحدث .. حسناً، لنتحدث نحن ايضاً عن الكرة العالمية طالما الرياضة المحلية بألف خير مع خبرائنا الاعزاء.

شخصياً، طالما تعجبت من كذبة اسمها «اكاديمية لاماسيا» والتي صنعت بعناية من وسائل الاعلام الكاتالونية الاسبانية، والغريب ان الصحافة العالمية والعربية على وجه التحديد تصدق «الهراء» وتطالب انديتنا بالاقتداء والتعلم!

هي كذبة كبيرة بلا شك، والتاريخ يؤكد ذلك، والحاضر يوثق كلامي، ولا عزاء للمتعصبين، فالشمس لا تغطى بغربال، ولنترك احاديث صحيفة «الموندو» و»سبورت» قليلاً ونتسائل .. ماذا قدمت لاماسيا؟

لمن لا يعرف هذه الاكاديمية، فهي المدرسة الكروية الرافدة لنادي برشلونة، والبعض يؤكد انها التجربة الافضل في تاريخ كرة القدم، مستدلاً على ما قدمته وتقدمه لاماسيا للفريق الكاتالوني، وانا اتسائل ببرائة: ماذا قدمت؟

يتحدثون عن ميسي وتشافي وانيستا وبويول وبيكيه والبا وفالديز وبيدرو وفابريجاس وجيوفاني دوسانتوس وجونثان وبوسكيتس وبويان .. ولاحقا سيتحدثون عن بارترا وكوينكا وتيو ومونتويا، وفي المستقبل القريب ستظهر اسماء جديدة اكثر بريقاً بلا شك.

نظرياً، تقدم هذه الاكاديمية الرياضية لاعبين على مستوى متميز، وبرشلونة يفاخر الجميع بـ «ابناء النادي»، والغريب ان احداً من الصحف المدريدية لم يحاول ان يكشف حقيقة هذه «الكذبة» ويوضح للجميع الوقائع التي منحت لاماسيا هذا الرصيد غير المستحق!

«لاماسيا» التي تدعي اكتشافها للاعبين والمواهب، هي ذاتها التي رفضت ميسي مرتين .. صدق أو لا تصدق، ثم وافقت على مضض منح افضل لاعب في العالم حالياً فرصة اخيرة بخوض ثلاثة اختبارات قاسية بهدف اقصائه، لكن الصدفة وحدها واصرار رجل اسمه كارلوس ريكساش قادت ميسي الى برشلونة وهو في طريقه برفقة والده الى ريال مدريد!

في المقابل، فان فابريجاس الذي غادر لاماسيا وهو بسن الـ (17) وبمركز وسط مدافع، نما كلاعب و»صانع العاب» تحت ظل الفرنسي ارسن فينجر مع ارسنال، ليعود بعد ان اشتد عوده الى برشلونة وبصفقة مالية «خاسرة» باعتباره «ابن النادي»، والقصة ذاتها حدثت مع بيكيه الذي رحل عن اسبانيا بعد ان اعتبرته «لاماسيا» غير ملائم فنياً لتمثيل الفريق الاول، ليجد السير اليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد والذي منحه ثقة افتقدها كثيراً في «اكاديمية الخبراء»، قبل ان يعود الى برشلونة بعد سنوات!

قصة البا مختلفة، وهنا نتحدث هن «مهاجم ايسر» غادر لاماسيا دون ان يشعر احد بغيابه، ليجد فريق الميستايا - شباب فالنسيا -، ثم وصل الى الفريق الاول، فنقله المدرب الباسكي اوناي ايمري لمركز الظهير الايسر، فخطف الاضواء وظهرت ملايين البرسا لتعيد «ابن لاماسيا»!

لا يخفى على احد ان تشافي كان في طريقه الى ميلان قبل سبع سنوات، وتحديداً عندما كان بسن الـ (26)، وعاش انيستا اللحظات ذاتها، لكن المدرب هولندي فرانك رايكارد منحه الثقة وزميله ورفض رحيلهما وتوصيات «الخبراء»، وصنع شيء اسمه «التيكا تاكا»، فنسب هذا الانجاز لاسطورة «لاماسيا»!

لا داع للحديث عن باقي الاسماء، فالحارس فالديز ليس بالظاهرة الكروية ليضيف الرصيد الكافي لحساب «لاماسيا»، وان كان بيدرو يتمتع بموهبة جيدة اسوة بزميله بوسكيتس، فمن المعيب ان لا يقدم نادي بحجم برشلونة مدافعا بقيمة بويول خلال 20 عاماً، ومن هنا تتضح حقيقة هذه الاكاديمية التي تضم نخبة الخبراء وكشافي المواهب في العالم، ولمن يشكك بما سبق.. اين كانت «التيكا تاكا» قبل ظهور رايكارد وتبني جوارديولا لهذا النهج التكتيكي الهولندي؟

في المقابل، فان اكاديمية كاستيا التي تنتمي لريال مدريد قدمت العديد من المواهب في السنوات الاخيرة، ويكفي الحديث عن كاسياس وراؤول وماتا –افضل لاعب في الدوري الانجليزي- وسيلفا –افضل صانع العاب في انجلترا- ونيجريدو وسولدادو وديلاريد –اعتزل قبل عامين بسبب مرض في القلب- واربيلوا –افضل لاعب بدنياً في كأس اوروبا الاخيرة- والعديد من الاسماء امثال كافارخال – افضل ظهير ايمن بالدوري الالماني حالياً-، لكن هذا النادي يعشق صرف الملايين لشراء لاعبين جدد، وليس لديه من الخبراء الفنيين من يستطيع التمييز بين الموهوب و»المنكوب»!

بالمناسبة، فان برشلونة الذي يدعي امتلاكه لافضل اكاديمية لاعبين في العالم، صرف في المواسم الثلاثة الاخيرة ضعف ما دفعه الريال لتدعيم صفوفه، ويكفي الحديث عن صفقة ابراهيموفيتش (78 مليون يورو)، وفيا (50 مليون) وسانشيز (36 مليون)، بعيداً عن ابناء النادي فابريجاس (40 مليون) والبا (16 مليون مع الامتيازات)!

شخصياً، اراهن على ان «لاماسيا» ستقدم للعالم خلال السنوات الخمس القادمة (5) لاعبين على اعلى مستوى .. ليس لقدرة الاكاديمية على صناعة النجوم، بل لان الادارة نجحت قبل اشهر قليلة بـ «خطف» افضل ثلاثة لاعبين من شباب نادي فالنسيا (16 سنة) ولاعب اندلسي (17 سنة) الى جانب مدافع صغير من لاس بالاماس، وقد حدث ذلك دون الرجوع الى انديتهم، بل من خلال اولياء امور اللاعبين مباشرة مستغلين قوانين الاتحاد الاسباني للاعبين دون الـ (18)!

ليس انتصاراً لريال مدريد، ولا كرهاً لبرشلونة، بل حزناً على فرق امثال فالنسيا واشبيلية وفياريال وغيرها من الاندية الاسبانية التي تقف على حافة الافلاس وتستسلم لملايين «الكبار» .. وأنا ادعو ادارة «لاماسيا» و»كاستيا» لالقاء نظرة سريعة على خبراء اللعبة محلياً في الاندية والاطلاع على تجاربنا مع قطاع الشباب قبل الحديث عن انجازاتهم «الزائفة»!


(الرأي)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير