بعد غياب الرزاز ومقطش.. "محادين" يوضح لماذا نجح الطلاب "خاوة" في أكاديمية عمان
جو 24 :
هديل الروابدة - و "خاوة" نجح طلاب مدرسة أكاديمية عمان، كما بدا واضحاً من الفيديوهات التي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي، وسط ردات فعل كان غالبها رافضاً لإساءة الطلبة لمدرستهم بهذه الطريقة وبين مستنكر لظلم بيان مديرة المدرسة فاتن مقطش بإلغاء حفل التخرج السنوي لهم، للطلبة البريئين من المشاركة بأحداث الفيديو.
سلوك الطلبة في الفيديو يحمل كثير من معالم الشبه بظواهر الشغب التي نراها بعد كل مباراه، وتمزيق الكتب عقب انتهاء السنة، والسؤال هنا.. خاوة عن من نجح الطلاب المحملين بعبء اجتياز عقبة "التوجيهي" بنجاح ؟ عن معلميهم أو ذويهم أو ربما وزارة التربية والتعليم التي بذلت جهودها مؤخراً في سبيل ان لا يبقى التوجيهي صخره على قلوبهم؟!
والمحير في الأمر غياب التصريحات الرسمية من وزير التربية والتعليم عمر الرزاز وامتناع إدارة مدرسة أكاديمية عمان ممثلة مديرتها فاتن مقطش من التواصل معنا بالرغم من محاولاتنا العديدة ،و رفض أي من الطلاب المشاركين في الفيديو الرد أو التبرير أو حتى توضيح وجهة نظرهم.
أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤته الدكتور حسين محادين، يرى أن السبب في هذه الممارسات تعود إلى أن طريقة التربية المتبعة في المجتمع الأردني لا تبنى على غرس مبدأ الحوار بين أفراد الأسرة، وإنما تأخذ منحى عمودي، من الأب للشقيق الأكبر ثم الأم وهكذا، ولا تمنح الطفل فرصة للحوار والتفاعل بل تغلب عليها سياسة تلقي الأوامر المغلفة بطابع "القداسة" وهي ما تسمى بعلم النفس (ثقافة المغالبة).
ويرى الدكتور محادين في السياق ذاته، أن انصباب جل اهتمام الاهل والمحيطين بالطالب بـ"العلامة" واغفال الجوانب الشخصية والنفسية الأخرى ساهم في تشكيل ضغط كبير على الطلبة وخاصة في ظل انعدام برامج ترفيهيه قيمية وتوعوية لتفريغ طاقاتهم بالسبل الصحيحة، وزيادة منسوب الكبت الذي يُفرغ عند أول فرصة بطريقة انفلاتية كما شاهدنا في الفيديو وكما نشاهد دوما من مظاهر وسلوكيات مشابهة.
ويؤكد في ذات الإطار على ضرورة تكثيف وجود أصحاب الخبرة والكفاءة في الفضاء الالكتروني، بصفته جزء لا يتجزأ من حياتنا، لزيادة الوعي من خلالة والتأثير في الرأي وفتح مجال للحوار الذي سينعكس على السلوك في نهاية المطاف.
ويدعو محادين وزارة التربية والتعليم إلى أخذ السلوكيات التي بدأت تطفو على السطح مؤخراً والذي بدا واضحاً في فيديو مدرسة "أكاديمية عمان" وقبله فيديو الاعتداء على طالب في مدرسة "الشويفات" بعين الاعتبار، لافتاً الى أن توفير المرشدين في المدارس كما صرحت الوزارة في وقت سابق غير كافٍ.
حيث باتت الحاجة ماسة إلى تغيير نوعية المناهج المعتمدة على الحفظ للحصول على "العلامة"، وإدخال سياسة التعليم بالترفية، وإعادة هيبة مناهج الرياضة والتذوق الجمالي والنشاطات التي تعزز ثقافة العمل الجماعي والحوار وتقبل الآخر.