الوطن يلد الجوع ولا نريد أن يلد الموت
جو 24 :
كتب عبدالله الرعود -
وصلت حكومة الملقي إلى ذروة جنونها، وزادت وحشيتها ضراوة حين أدارت ظهرها لمزارعين ما زالوا ينثرون همومًا متواترة نسجتها قرارات الجباية وسياسات الإفقار.
لم يبق المزارعون منتجًا هددته قرارات الحكومة بالإنقراض إلا دفعوا به إلى مكان تجمع المسؤولين في العبدلي، حتى الأبقار تركت حظائرها وجاءت، لكي تناشد من جثم على صدور الأردنيين بجنونٍ عارٍ مستبد ..
أحمق من يعتقد أن الحكومة لا تتلذذ بتعذيب الأردنيين، ومجنون من لا يراها تستدرج موتًا لم يأت بعد. تستدرج موتًا لا نريده أن يتمدد على سكينةِ وطنٍ نعشقه ونفديه.
أيام مرت على اعتصام المزارعين أمام مجلس "الألو"، احتجوا وناشدوا وطالبوا وأوصلوا رسائل الفقر والجوع إلى العالم، لكنها لم تصل بعد إلى ضمير حكومة تنمّرت، وأصرّت على سد كل "خوازيق" الفساد والقرارات الكارثية من جيوب الكادحين حتى الإعياء !!
ولا يمر يوم إلا ونقرأ فيه أخبارًا طويلة منمقة عن خطط وبرامج واستراتيجيات لوزارة الزراعة، تؤكد أهمية دعم القطاع ليأخذ مكانته الحقيقية في عملية التنمية ورفع مساهمته في الاقتصاد الوطني !!
خطط وبرامج واستراتيجيات كشف زيفها المزارعون الذين حشدوا مصادر رزقهم أمام الحكومة والنواب، وقالوا للسلطتين : كفى كذبًا .. كفى لعبًا بأرزاقنا .. كفى تجويعًا لأطفالنا ..
ما ذنب المزارعين إذا كان فشل الحكومة ذريعًا في التعامل مع أزمة الوطن بعيدًا عن خبز الفقراء ودواء المرضى ؟
هل المزارعون مسؤولون عن مليارات نُهبت وأخرى تُنهب، الأولى طويت ملفاتها والثانية ستطوى ؟
هل المزارعون مسؤولون عن دوامة وحل صندوق النقد الدولي الذي أغرقتنا الحكومات فيه ؟
هل المزارعون مسؤولون عن مقدرات الوطن التي بيعت وتبخّر ثمنها البخس ولم يرَ الأردنيون منه شيئًا ؟
هل المزارعون مسؤولون عن عشرات مليارات المنح والمساعدات التي دخلت الوطن ولم يسمع عنها الأردنيون إلا في الإعلام؟
لا نطلب من عاشق الضرائب ومجوّع الفقراء أن يقدّم للأردنيين النعيم الذي يقدمه لأبنائه دراسةً وتوظيفًا، ولم نطلبه من موظفين كثر مرّوا على الدوار الرابع قبله ..
ولا نريد من حكومة فقدت كل مبررات وجودها العبثي، حياة سعيدة شبيهة بأخرى صنعها رؤساء حكومات في دول تحترم الإنسان وتقدس كرامته.
ولا نطلب منها استعادة مقدرات الوطن ومحاسبة ناهبيها، فهذه ملفات تقع في دائرة المستحيل الذي لا تستطيعه.
كل ما نريده ونطلبه من الحكومة التي تعبر أوجاعنا بعيون نصف مفتوحة، أن تبتعد عنّا وتتركنا نعيش بكرامة بالشيء القليل الذي نملكه ..
كل ما نريده من الحكومة التي كفرنا بجميع نسخها الوطنية، أن تلتفت قليلًا إلى الوطن، وتقف طويلًا عند نفوس تضخمت همومها، ولا ندري متى ستنفجر مخلفة وراءها ما يصعب جمعه وترميمه ..
نقول للحكومة : الوطن في عهدك أصبح يلد الجوع ولا نريده أن يلد الموت ..
تابعو الأردن 24 على 
