الريادي "زيد نصر" طالب التسويق في "الشرق الأوسط ":أطبق ما أتعلم من نظريات في كشك لبيع الكعك المحلى والمشروبات
جو 24 :
ليست الريادة بمفهومها الواسع ..مجرد نظرية في كتاب ،بل هي مشروع قابل للتطبيق بوجود إرادة حقيقية مؤمنة باهميته في صناعة القيادات الشابة.
في شارع "الثقافة" كما يحلو لطلبة جامعة الشرق الاوسط أن يسموه تيمنا بالجو العام الذي يسوده ..فالطلبة في حالة عصف ونقاش فكري ..يتباحثون في شؤون تخصصاتهم وموادهم العلمية، ولا أفضل من ذلك الشارع للقاء وعمل حلقات النقاش تلك، كما أن المناسبات الثقافية أوالاجتماعية تضمها جنباته إذ تلتقي وتتلاقح الثقافات فيه من مختلف بقاع البلدان العربية الشقيقة والعالمية.
في ذلك الشارع أيا كانت تسميته المحببة .. سيسرك أن تلحظ وجود كشك لبيع الكعك المحلى (الدونتس)، والمشروبات الساخنة يرتاده طلبة الجامعة لشراء ما يحتاجونه.. وقد تقول ان هذا أمر طبيعي .. لكنه ليس كذلك!.
تجد طريقك إلى الطابور، وتأخذ دورا، وتقف بانتظار أن تطلب .. لتكتشف أن الذي يبيعك شاب لا تفارقه الابتسامة يرحب بك ويعرض عليك ماذا تأكل او تشرب.
"نعم .. انا طالب وأدرس في الجامعة"، يجيبك وكله فخر بعمله وجامعته. يشدك ما يقوله وما يفعله لتبدأ بطرح الاسئلة عليه وهو في خضم عمله لتلبية احتياجات زملائه.
تكتشف أن الذي يفعله زيد محمود نصر طالب التسويق في جامعة الشرق الاوسط، بدأ بـ"مزحة" مع زملائه في الكلية وسؤال بسيط لكنه عظيم في نتائجه " لماذا لا يوجد دونتس في الجامعة"، ليقابل بعدم اكتراث من أصدقائه.
لكن الامر بدأ يتطور لديه من مزحة، إلى أمر أهم وأكثر جدية، وإصرار على العمل على التنفيذ. في تلك المرحلة لم يكن متبلورا التصور في ذهنه، لكنه بدأ.
توجه زيد نصر إلى دائرة الخدمات وعرض عليهم فكرة كشك بسيط لبيع "الدونتس" والمشروبات الساخنة، تفاجأ أن دائرة الخدمات أبدوا اهتماما وترحيبا بالفكرة .. فبدأت الامور تأخذ منحى أكثر جدية.
فانتقل إلى مستوى أعلى، وعرض المشروع على إدارة الجامعة التي رحبت كثيرا ،وقررت دعم المشروع الريادي مادياً و معنوياً وأبدت اهتماما، ليبرم الاتفاق مع زيد نصر الذي صار صاحب مشروع وخصصت الجامعة له مكانا تحول إلى كشك يعرض فيه المشروبات الساخنة، والباردة، والكعك المحلى (الدونتس).
أهمية المشروع بالنسبة لـ"زيد نصر"وهو طالب التسويق المحب لتخصصه، انه يعد فرصة مناسبة له لتجريب نظريات درسها أو يدرسها في تخصصه على غرار مساقات "سياسة التسعير، وسلوك المستهلك"، وهذه المساقات تعد ضرورية لطالب التسويق ان يتمكن منها حتى تؤهله لسوق العمل. كذلك تمكن زيد نصر من تجريب عملية التعيين، إذ عمل أيضا على تشغيل زميل له في التخصص أجر لقاء عمله.
هذه واحدة من الاهداف التي تعمل على تأصيلها جامعة الشرق الاوسط في برامجها وخططها الدراسية، إذ أن الجامعة لا تألوا جهدا في تكريس مفهوم العمل الريادي لدى طلبتها، وترجمته على أرض الواقع من خلال دعم المشاريع و تمويل الأفكار الريادية التي يتبناها الطلبة وتحويلها إلى مشاريع تطبيقية يكون فيها الطالب المحورالرئيسي في التطوير، فالجامعة في منهجيتها التي تؤمن وتعمل على تحقيقها تتمحور في ثلاثة أبعاد هي: التعليم، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع,
وقد سبق للجامعة أن مولت مشارع كهذه على غرارتأسيس شركة سياحية للأشخاص ذوي الاعاقة. فالجامعة تؤمن بضرورة إعداد الطالب في مسارين: الاول أكاديمي، والثاني يتعلق بالمهارات وصقل الشخصية، حيث تشجع الجامعة على المشاركة في النشاطات اللامنهجية والعمل التطوعي، وذلك من منطلق رؤيتها كجامعة جادة وملتزمة وساعية للتعلم، تعتقد بأهمية دور الجامعات في خدمة المجتمع لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لخدمة الوطن والمواطن.
ولعل أهمية هذه الرؤية في التشجيع على العمل الريادي الذي تؤمن به وتطبقه جامعة الشرق الاوسط أن ينسجم مع الرؤية الملكية التي عبرت ومرارا من خلال الأوراق النقاشية وتحديدا الورقة النقاشية السابعة على ضرورة إصلاح وتطوير التعليم عبر الاستثمار فيه من خلال تطوير جيل يمتلك المهارات العلمية والمعرفية والانسانية يمكن ان تفيد المجتمع وتساعد في تخريج جيل شاب يملك القدرة على خلق فرص عمل باستخدام مفاهيم ريادة الأعمال.
في الجامعة، لا يقتصر الايمان بضرورة التشجيع على العمل الريادي من منطلق المشاركة في البناء الوطني على الرؤية ، ولكن أيضا ينسحب على الافراد، فالدكتور يعقوب ناصر الدين لطالما شدد على دور الجامعة الريادي في عملية التنمية المستدامة من منطلق مبادئها في التعلم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، مبينا أن الجامعة تضع أمكاناتها المادية والمعنوية والعلمية في خدمة هذا المشروع الابداعي.
لدى اقتراب موعد مغادرة المكان .. (محل الدونتس) .. وبعد الاستمتاع باحتساء مشروب ساخن قدمه "زيد نصر" تعلم أن هذا النوع من الريادية خرج من كونه نظرية تسمعها كثيرا أو تقرأ عنها .. إلى مثال مطبق وبشكل ناجح يحقق الاهداف التي حددت له مسبقا ، فصار لدينا طالب مؤهل لسوق العمل ينقل تجربته لنظرائه، وجامعة تستطيع الاستمرار بتنفيذه بعد قياس مؤشرات النجاح.