jo24_banner
jo24_banner

تعيين رؤساء الجامعات.. من لايعمل لايخطأ

تعيين رؤساء الجامعات.. من لايعمل لايخطأ
جو 24 :
ترقبت الاوساط الاكاديمية لمدة ثلاثة اشهر تقريبا قرار تعيين رؤساء للجامعات الثلاث اليرموك والحسين والتكنولوجيا التي شغر فيها منصب الرئيس بقرار مجلس التعليم العالي التاريخي انهاء خدمات رؤساء الجامعة فيها ، وتكريس رقابة المجلس على الجامعات واعمال رؤسائها ، وقد سال خلال هذه الفترة الكثير من الحبر حول آلية اختيار الرؤساء الجدد خاصة بعد تشكيل لجنة تم تحديد مهمتها بدراسة ملفات المتقدمين ومقابلة بعضهم والتنسيب للمجلس بثلاثة اسماء ليختار احدهم . 

بعث اختار اعضاء اللجنة الارتياح بشكل مبدئي فقد ضمت اشخاصا اكاديميين مشهود لهم بالخبرة والنزاهة والكفاءة ، وقد عملت اللجنة بشكل دؤوب لثلاثة اشهر فعدد المتقدمين كبير والموضوع يخص ثلاثة جامعات انتهت بالتنسيب الذي صدر بموجبه قرار المجلس بتعيين ثلة من الاساتذة الافاضل رؤساء للجامعات الثلاث . 

طرح بعض الاكاديميين العديد من الملاحظات القيمة حول اختيار رؤساء الجامعات الثلاث ، تركز بعضها حول آلية اختيار اعضاء اللجنة ، وطبيعة عملها ، في حين ركز اخرون على المعايير المعتمدة للتقييم التي جاءت فضفاضة تفتقر للدقة في بعض الاحيان ، وابدى آخرون ملاحظاتهم حول توزيع العلامات على المعايير والضابط المعتمد لذلك ، وابدى بعضهم تخوفهم من المقابلة الشخصية خاصة انها ستعكس انطباع اللجنة لا المجلس وتساءلوا- وربما بحق – لم لا يقوم المجلس بالمقابلات بذاته ويضع علامات المقابلة ليضمها الى علامات عمل اللجنة ، وطالب بعضهم ايضا بضرورة تقنين آلية اختيار رئيس الجامعة ووضع اسس واضحة اكثر صرامة ودقة مما يعتمد عليه لحد الان ، وربما كانت جميع هذه المطالب محقة لان الحرص على تبوء الافضل لمنصب حساس كهذا مصلحة للوطن ككل. 

الا ان هذا لا يمنع من ابداء ملاحظتين اساسيتين : اولهما ان بعض الانتقادات التي طالت اللجنة والمجلس كانت تصدر من بواعث شخصية صرفة اثارها اصحابها لمصلحة الجامعات او للمصلحة العامة وان غلف هؤلاء انتقاداتهم بديباجات النهوض بالتعليم العالي وحماية الوطن ، فقد سبق واختبر هؤلاء او من يحركهم وكانت النتائج كارثية بامتياز ، بل ان التغيير الحاصل الان كان بسبب مثل هؤلاء وحرصا على الا يرجعوا الى دفة قيادة الجامعات مرة اخرى . 

والملاحظة الثانية ان من ينتقد او يعارض تعيين الرؤساء الجدد عليه الا يغفل امرا مهما ان هؤلاء المعينين بالإضافة الى من سبقهم يخضعون لرقابة صارمة من مجلس التعليم العالي ، فالأمور لم تعد كما كانت في السابق ، فالتقييم دوري ، وصلاحيات المجلس بإنهاء خدمات من يثبت عدم كفاءته امر وارد دوما والتجربة خير دليل، اجتهد المجلس بالتعيين وسيقيم تجربته بالاختيار بعد عدة اشهر ، ستثبت انه ربما كان على صواب ويكرس حالة مهمة لقطاع التعليم العالي، او ربما لم تنجح آلية التعيين التي اتبعها بإفراز الافضل – وهو امر لا اتمناه ولا انتقد به من تم تعيينه بل ان الاوساط الأكاديمية ابدت ارتياح حذر لمن تم تعيينهم واتمنى لهم التوفيق من كل قلبي – وعندئذ لا بد من وقفة جديدة وتعديل آلية الاختيار وتطويرها ، فالمجلس يعمل وقد يخطئ وقد يصيب فعمله اجتهادات بشر ومن يعمل معرض للخطأ الذي لا يمكن ان يتحول الى خطيئة الا اذا تم تكريسه او اعتماده ، فان كان خطوة وتجربة نحو الافضل وتمت الاستفادة منه والتعامل معه فسيغدو ماضيا تم الاستفادة منه للوصول للهدف المطلوب. 

حمى الله هذا الوطن بجهود جميع ابنائه وفي ظل صاحب الجلالة الملك عبد الله حفظه الله ورعاه.
(محمد العمري)
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير