"عمان العربية" تحتفل بذكرى الكرامة
جو 24 :
خلص المشاركون في احتفال بالذكرى الخمسين لمعركة الكرامة الخالدة نظم اليوم في جامعة عمان العربية إلى أن المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد الاردن لن تتمكن منه لأنه يتمتع بميزة مهمة "وهي التفاف الشعب خلف قيادته السياسية المحنكة وجيشه" في مقاومة أي مؤامرة.
رعى الاحتفال،الذي دأبت على تنظيمه الجامعة، رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عمر مشهور حديثة الجازي، وحضره نائب سمو الامير رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات الدكتور العميد الركن عدنان العبادي،ورئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ماهر سليم ، واعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة وفعاليات المجتمع المحلي.
أكد المتحدثون خلال الاحتفال على ضرورة استخلاص العبر من هذه المعركة الاسطورية بصمود وبسالة مقاتلي الجيس العربي المصطفوي، والمقاومة، والشعب الاردني.
وتساءل نائب سمو الامير رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الازمات الدكتور العميد الركن عدنان العبادي عن الدروس المستفادة، مبينا ان اهمها أن البيئة الضاغطة الان وما خلفتها الازمة السورية من آثار على الحدود الشمالية، والقرارالاميركي الاخيرالذي يمس المقدسات في القدس، لن تتكمن من النيل من سيادة الاردن او ثباته على موقفه، لان الاردنيين أثبتوا على مر التاريخ ،ومعركة الكرامة خير شاهد على ذلك، لن يسمحوا لأي دخيل أن يمس أمن واستقرار الاردن.
وقال إن الضغوط على الاردن كثيرة لكن "لن نتنازل عن شبر واحد من القدس.. هذا موقفنا النابع من ثوابتنا الاردنية، عقيدتنا العسكرية، ومباديء ثورتنا العربية الكبرى ونحن الوريثون لها ، والوصاية الهاشمية على المقدسات تؤكد ذلك".
وقال أن معركة الكرامة قدمت دروسا مهمة منها : أن القيادة السياسية بحنكتها وملازمتها تفاصيل المعركة ، كما أن الجراة في اتخاذ القرار ،وتوفر الارادة القوية من الضباط المقاتلين، والروح المعنوية العالية لدى الجميع حتى الانسان الاردني كانت جميعها من عناصر القوة ومن أسباب النصر.
وأشار العميد الركن العبادي للأهداف الاستراتيجية والتعبوية للمعركة، "والتي فشل العدو من تحقيق أي هدف له"، بسبب شحاعة القيادة السياسية التي أشرفت على المعركة بنفسها، وجرأة القيادة العسكرية، والتفاف الشعب، مبينا أن أسباب النصر الاعداد المعنوي، وتهيئة الشعب، والتخطيط الاستخباري، والتخطيط السليم والتنسيق المتكامل بين القوات العسكرية.
وقال رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور عمر مشهور حديثة الجازي إن معركة الكرامة أصبحت نهجا لا مجرد ذكرى معركة فقط، مشيرا للمخاطر التي تتعرض لها القدس بصدور الإعلان الغاشم والهمجي الاميركي.
وقال إن " مصير العرب هو مصير فلسطين، فإن هلكت هلكوا، وإن نجت نجوا، وان التفريط بالقدس أو يافا يعني تلقائيا التفريط بأي عاصمة عربية، لا قدر الله، ففلسطين هي عتبة الموت او بوابة الخلاص"، مؤكدا ان الدروس التي تعلمها من والده أكدت على ان البوصلة التي لا تشير إلى القدس هي بوصلة ضالة.
وأضاف أن" القيمة الاساسية للكرامة تجلت في انها اعادت الاعتبار للعسكرية العربية التي ظلمتها هزائم الماضي ، فالكرامة محطة وقوف وتوقف في تاريخنا الاردني، ومنعطف مهم في حياة كل أردني وأردنية اعادت لهم الكرامة والعز والاباء".
بدوره قال رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور ماهرسليم أن استذكار بطولات الجيش العربي في معركة الكرامة تستوجب التأكيد أهمية الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا الهاشمية لتفويت الفرصة امام أعداء الوطن ومحاولات البعض سلب حق الوصاية على الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية وفرض حلول غير عادلة من طرف واحد بالاضافة إلى تهميش الدور الاردني الذي يقودجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين".
وأضاف ان معركة الكرامة كانت أول انتصار عربي على العدو سجله التاريخ، وأثبت العسكري الاردني قدرته على الثبات والقتال بروح عالية وتصميم على تحقيق النصر.
وعرض خلال الاحتفال فيلم يمزج بين مشاهد حقيقية وأخرى تحاكي محطات المعركة، وترصد الأوامر العسكرية بصوت جلالة الملك المغفور له الحسين بن طلال، وصوت جلالة الملك عبدالله الثاني مستذكرا المعركة والابطال من الشهداء.
ونظم على هامش الاحتفال معرض صور أقامته مديرية التوجيه المعنوي لأبطال وشهداء المعركة، وأحداثها البارزة من جنود العدو المأسورين وخسائرهم المادية، وصور لصحف عالمية وعربية أشادت بالمعجزة العسكرية للجيش العربي، فضلا عن صور الملوك الهاشميين،ومؤلفات للسير الذاتية للقادة أبطال المعركة.