ميسي - الأرجنتين.. "أنا لستُ لي"
هذا المنتخب هو فريق ميسي، بعد التجارب العديدة التي مرّ بها بات يملك خبرات أكبر ونظرة مغايرة عن السابق" - هكذا وصف المدرب خورخي سامباولي وضع المنتخب الذي يُشرف - ولو بالاسم - على تدريبه. لم يخجل، لم يتلكأ في الوصف الذي لم يتجرّأ أي مدرب مرّ على موهبة ميسي بالبوح به. "هذا الفريق هو فريق ميسي". البعض يعتبر ان هذه الجملة إطراء كبير للاعب يضعه البعض بخانة الأفضل في التاريخ، إلا أنها قد تصيب مسيرة ليو بمقتل مع نهاية الصيف القادم.
"فريق ميسي"، اللاعب الذي هناك مسدّس موجّه الى رأسه في حال الخسارة، يلعب تحت هذا النوع من الضغط؛ فبعد 3 نهائيات متتالية مع هذه المجموعة، بات مجرّد العدول عن الاعتزال بمثابة الوعد المبطّن - لا أحد يعود عن قرار العودة الا اذا كان هناك وعد بالبقاء والتمسّك، وفي حالة "ميسي - الأرجنتين" الوعد يتمثّل بالتتويج.
خاض ليونيل 3 نُسخ متتالية من بطولة كأس العالم، وشتّان بين الأولى 2006 وبين الأخيرة 2014، في الأولى كان هو أصغر لاعب يُشارك مع منتخب الأرجنتين وعلى أكتافه عبء أنه "النجم المنتظر" وفي 2014 - النُسخة التي وصل بها الى الدور النهائي ذهب الانتظار لـ8 سنوات سُدىً.. أقرب ما وصل إليه ميسي من الكأس هو لحظة استلامه ميدالية "الرقم 2" هو الذي أراده شعب روزاريو أن يكون الرقم 1 أرجنتينياً ايضاً وليس أوروبياً.
ما جرى بين 2006 و2014 ليس فقط تغيير على مستوى المدربين والجهاز الفني والتشكيلات، ما حصل أشبه بنكبة لمنتخب الأرجنتين، خسارة 3 نهائيات (كأس عالم و2 كوبا أمبركا) - اعتزال ليونيل ميسي اللعب الدولي وعودته مع مدربين جديدين (باوزا وسامباولي).
ما قام به المدرب الحالي يٌعتبر رفع مسؤولية بكاملها عن كاهله ووضعها على كاهل ميسي المثقل،المنتخب هو منتخبك أنت. "لدينا أفضل لاعب في العالم ونريد أن نبيني فريقًا متكاملًا حوله"، أي في حال الفشل أيضاً فاللوم يقع على ميسي الذي إن لم يكن في أفضل حالاته، فهو في هذه الحالة لم يحمل منتخب بلاده و"صليب مجد الأمة"، لذا فليُعلّق عليه ايضاً.
مارادونا لم يتوّج بلقب كأس العالم وحيداً، كريستيانو لم يّتوّج بأمم اوروبا وحيداً، بودولسكي وانيستا لم يرتديا النجمة الذهبية على صدورهما منفردين وحيدين، فلماذا يُطلب من ميسي ما لم يُطلب من غيره؟
لماذا يُطلب من ميسي أن يذهب إلى روسيا وحيداً؟ هنا تأتي الاجابة أن كتيبة الأرجنتين مدججة بالأسماء الكبيرة: هيغوايين (أكبر علامة استفهام في تاريخ الأرجنتين)، دي ماريا (الذي يُصاب في كل مباراة كبيرة)، أغويرو (الذي ينسى أنه هداف عندما يرتدي قميص بلاده والأمل الوحيد اليوم يتمثّل بتتلمذه على يد غوارديولا)، ديبالا (الذي حتى اليوم لم يجد سامباولي طريقة لإدماجه مع الفريق)، إيكاردي (العائد الجديد والغائب عن الاستدعاء في الوديات)، أوتاميندي، لانزيني، بيليا وماسكيرانو. ميسي هو الرجل الوحيد في هذه الأسماء الذي لا غُبار عليه. عن أي اسماء كبيرة يتحدثون؟
ميسي أقرب إلى الفشل من التتويج بكأس العالم، والمدربون والإعلام يُكيلون المديح المؤذي "إلى المنقذ الأفضل في العالم"، فالأفضل لا يفشل في المحاولة الرابعة، وإن فشل فهي مسؤوليته هو.