كانت غارقة في سباتها حين لفظت آخر أنفاسها... دلال الزين رحلت تاركة أطفالها الثلاثة
كانت نائمة في فراشها، حين شاء القدر ان يتوقف عداد الزمن في حياتها، لم تتمكن بعدها من الاستيقاظ والاعتناء باولادها الثلاثة، رحلت من دون اية مقدمات او اشارات تدل على ان النهاية باتت قريبة... هي دلال الزين ابنة بلدة قبريخا الجنوبية التي ولدت وترعرعت في افريقيا واليوم وصلت الى وطنها جسداً بلا روح لتلتحف تراب بلدة قانا مسقط رأس زوجها.
نوم ابدي
لم تكن تعاني دلال كما قال عمها والد زوجها الحاج علي عطية من اية امراض "انجبت قبل ثلاثة اشهر توأما، طفل وطفلة اطلقت عليهما اسم علي ولانا، حيث انضما الى شقيقتهما ماريا ذات الاربع سنوات ونصف السنة، كانوا محور حياتها، فرحتها وسعادتها، الى ان خطفت منهم فجأة وهي راقدة في سباتها في دولة الكونغو حيث تسكن مع زوجها محمد". وشرح "عند الساعة التاسعة والنصف من ليل الاثنين الماضي دخلت دلال الى غرفتها للنوم في حين اكمل ابني محمد سهرته في غرفة الجلوس، عند الساعة الواحدة همّ للنوم، استيقظت زوجته قالت له (bonne nuit)، ليستيقظ عند الساعة الرابعة والنصف من فجر الثلاثاء على صوت شخير قوي، حاول ايقاظها بدأت تشهق، قام باجراء مساج لها، ليسارع بعدها بنقلها الى المستشفى لكنها كانت قد فارقت الحياة".
مصطلح غير دقيق
في العام 2011 تعرفت دلال التي ولدت في ابيدجان إلى محمد هناك، ارتبطت به قبل ان تنتقل للعيش معه في الكونغو. "كانا زوجين مثاليين، غمر الحب والتفاهم منزلهما، لكن الزمن بخل عليهما، فتوقف مشوارها في الحياة. رحلت تاركة اطفالا في امس الحاجة الى حنانها ودفئها والسبب كما قيل لنا سكتة قلبية اصابتها"، لكن استخدام مصطلح "سكتة قلبية" في حالات الوفاة المفاجئة التي تصيب الشباب غير دقيق طبياً، بحسب ما سبق واكده الاختصاصي في كهرباء القلب في الجامعة الأميركية في بيروت برنارد ابي صالح لـ"النهار" عند سؤاله عن هذه الحالات بعد وفاة الصيدلانية رانيا ادريس بشكل مفاجئ في تشرين الثاني من العام الماضي، حيث اعتبر أن "الوفاة المفاجئة عند فئة الشباب غالباً ما تكون ناتجة عن خلل في كهرباء القلب".
التشخيص المبكر... ممكن
ابي صالح لفت الى أن "معظم الشباب بعمر صغير يعانون مشكلة السكتة القلبية الناتجة من خلل في كهرباء القلب المرتبطة بعامل وراثي (مشكلة بخلايا القلب- سماكة او شريط كهرباء زائد...) بالإضافة الى مشاكل صحية أخرى كالتهابات وضعف في عضلة القلب وغيرها، وهي أخطر من انسداد الشرايين في القلب، لأنه غالبا ما يكون العارض الاول هو الأخير ويسبب الوفاة، وقليلة هي الحالات التي تنجو منها"، مشيرا الى انه "يمكن تشخيص مشكلة كهرباء القلب من خلال إجراء تخطيط قلب".
كما تطرق الى انه "لا تظهر الأعراض دائما على الأشخاص، فأحيانا تتبدى بعض المؤشرات التحذيرية وأحيانا أخرى لا تكون مصحوبة بأي عارض. لكن اذا كان الشخص يعاني من رجفة قلب قوية، غيبوية او حالة اغماء وتعب قوي عند اي مجهود يتوجب عليه استشارة الطبيب للتأكد من صحة قلبه". وعن سبل الوقاية شرح "تفادي الجهد، ممارسة الرياضة لبعض الأشخاص، بعض الأدوية التي يُمنع تناولها، لكن هناك حالات تستوجب علاجاً بالأدوية بالإضافة الى الاحتياطات بحسب نتيجة التخطيط".
لتأمين جهاز "الانقاذ"
وتابع الاختصاصي في كهرباء القلب حديثه بالتشدد على أهمية "علاج السكتة القلبية المفاجئة الذي يتمثل بتوفير صدمة سريعة للقلب تُعرف باسم الصدمات الكهربائية. ويساعد جهاز خارجي آلي لصدمات القلب الكهربائية (AED) لإنقاذ الشخص. من هنا نناشد بأهمية تأمين هذا الجهاز في المدارس والجامعات بالتنسيق مع وزارة التربية للتصرف سريعاً في حال حدوث اي حالة صحية مفاجئة والتوعية حول أهمية السكتة القلبية وكيفية الوقاية منها عند صغار السن. ولقد نجحنا في الجامعة الأميركية من إنقاذ حياة 4 شباب بفضل هذا الجهاز".
نقلا عن النهار اللبنانية