مؤسساتنا وفقدان شهية العمل

جو 24 : لماذا فقد الكثيرين منا.... حبهم لعملهم .... واخلاصهم لعملهم .... وابداعهم في عملهم..... من هو المسؤول عن فقدان شهيتهم للعمل والابداع ........ هل هم الجالسين على الكراسي وابوابهم مغلقة .... ام هل ان ابداعاتهم نفذ مخزونها ... ام انه لايوجد بيئة سليمة للابداع....ام ان السبب في من يرسمون اللوحة لهم ... ام السبب في من يقرأون العمل المؤسسي من على اطراف الكرسي ... ام ان السبب في من هم يُصدرون الاوامر والتعليمات بدون معرفة امكانيات موظفيهم ومؤسساتهم ما هو السبب؟؟؟؟؟ لااعرف .... هل فقدوا شهيتهم للعمل لانهم يفكرون بالرغيف وصحن الحمص .... قد يكون .... ولكن لم يكن يوما الحمص سبباً لعدم الابداع .... ولكني اعتقد ان هناك ماهو اكبر من الحمص ورغيف الخبز ..... اعتقد انها العقد النفسية التي تولدت عند البعض هي التي تجعلهم يفقدون شهيتهم للعمل والابداع و الفكر الاداري القديم العقيم التقليدي(الفزعه) و عدم قدرة الادارات على اتخاذ القرار او الخنوع، او (بعسلك يا نحلة ولا تُقرصيني )... لان الادارات لاترغب بالصدام والنقاش الايجابي الذي يولد نتائج ايجابية من خلال التكاشف والوضوح وبدون (الفلفه) او درج يا غزالة انطلاقاُ من الحفاظ على مراكزها الادارية .
ان عدم التنظيم و الترهل والفزعه المرتجلة والتخبط الاداري المؤسسي والولاءات الداخلية والولاءت الخارجية ... تلميع الذات ومكاسب شخصية من قبل الادارات في المؤسسات بكافة مستوياتها وعدم قدرة هذه الادارات على استخراج الطاقات العظيمة لدى موظفيها تُولد لدى العاملين الاحباط الذي ينتج عنه عدم اللامبالاة بالاكراه الذي قد لايكون من الجينات الوراثية التي يمتلكها اؤلئك الموظفين .
ملعون هذا الكرسي الذي يعمي العيون .. كم هو مؤثر في جميع المؤسسات ان نُفكر فقط بالكرسي الذي نجلس عليه لان ذلك سيجعلنا نغفو عن كثير من الاموروتُغشى العيون عن الترهل وضياع الطاقات وتسرب الخبرات ... عندها ستسير المؤسسات الى طريق الفوضى وتنحدر نحو سوء المخرجات ... لانه ليس هناك سياسات تنظيمية عامه ترتكز عليها هذه المؤسسات
ولذا اقول ان ادارة المؤسسات الصحيحة والقويمة لأي عمل مهما كان صغيراً او كبيراً تحتاج الى الحكمة ،لان الادارة تتعامل مع بشر وليس مع مجموعة من التروس والالات ،فرب كلمة صغيرة فعلت فعل السحر في نفس سامعها فدفعته الى الامام وايضا رُب كلمة فعلت في نفس سامعها فعل السحر فألقت به الى الهاوية .والادارة (فن قيادة الرجال) والرجال لهم مشارب شتى ولا يستطيع أحد أن يقودهم الا بالحكمة ، والحكمة أن تضع كل شئ في مكانه .