هل ليفربول المرشح الأبرز لنيل اللقب الأوروبي؟
جو 24 :
شاهدنا كيف قدّمت الفرق الخاسرة في ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، أداء بطوليا خلال مباريات الإياب، في محاولة منها لقلب النتيجة، ما يعد دليلا على شدّة المنافسة في بطولة الموسم الحالي.
وتمكّن روما من تخطي برشلونة بثلاثية نظيفة ليحجز مكانا في دور الأربعة، واقترب يوفنتوس من تحقيق المستحيل لولا ركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت البديل أمام ريال مدريد، ورفض إشبيلية اليأس وقاتل كي يعود بالنتيجة أمام بايرن ميونخ ليتعادل الفريقان 0-0.
بيد أن فريقا واحدا، فقط، تمكّن من الفوز بمباراتي الذهاب والإياب، وهو ليفربول الذي فاز على مانشستر سيتي 3-0 في القسم الأول من المواجهة، قبل أن يتخطّاه 2-1 في القسم الثاني على ملعب "الاتحاد".
وقبل قرعة الدور نصف النهائي، يقف ليفربول كمرشح قوي للغاية، بعد 13 عاما على إحراز لقبه القاري الأخير، وذلك في ظل تمتّعه باستقرار فني تحت قيادة المدرّب الألماني يورجن كلوب، وخط هجوم ربّما يعتبر الأكثر إرعابا في أوروبا حاليا.
المراقب لأداء ليفربول هذا الموسم، يعلم تماما كيف يمكن للفريق الأحمر أن يهز شباك الخصوم من كافة المحاور، وذلك بسبب تألّق مهاجميه هذا الموسم، وأبرزهم الجناح الدولي المصري محمّد صلاح، الذي أحرز 39 هدفا في كافة المسابقات هذا الموسم، 9 منها في دوري الأبطال بحساب الأدوار التمهيدية.
ويحظى صلاح بمساندة كبيرة من قلب الهجوم البرازيلي روبيرتو فيرمينو الذي بدوره أحرز 9 أهداف في المسابقة الأوروبية أيضا، أضاف إليها 14 هدفا في الدوري الإنجليزي الممتاز، في وقت يقدّم فيه الدولي السنغالي ساديو ماني مستويات مميّزة هذا الموسم، فهز الشباك 7 مرات في دوري الأبطال و9 مرات في الـ"بريميرليج".
هذا الهجوم الخارق، لم يكن ليتألّق بهذا الشكل، لولا اعتماد المدرّب كلوب على أسلوب الضغط العالي، حيث يقوم لاعبو الوسط بالجري سريعا نحو مدافعي ولاعب وسط الخصم بهدف إرباكهم واستخلاص الكرة للانطلاق بهجمات سريعة دائما تشكّل تهديد كبيرا.
ويبرز في هذه الناحية النجم الدولي أليكس أوكسليد-تشامبرلين الذي يتمتّع بالتسديد القوي، والهولندي جورجينو فينالدوم الذي يبدو مرشّحا لتعويض غياب الألماني إيمري كان حتى نهاية الموسم، إضافة إلى قائد الفريق جوردان هندرسون.
لكن المفاجأة الأكبر في تشكيلة ليفربول خلال دوري الأبطال هذا الموسم، هو المخضرم جيمس ميلنر، الذي يقدّم أداء ناضجا مساهما في انتصارات فريقه، علما بأنه يتصدّر قائمة صانعي الأهداف في المسابقة القارية حاليا برصيد 8 تمريرات حاسمة.
ويبقى جمهور ليفربول قلقا من المستوى الدفاعي للفريق، رغم أن المؤشّرات الأولية تبيّن تقدّما ملحوظا في هذه الناحية، بعدما أكمل المدافع الهولندي فيرجيل فان ديك عملية تأقلمه عقب انتقاله للفريق قادما من ساوثهامبتون الشتاء الماضي، في وقت اكتسب فيه الظهير الأيمن الشاب ترينت ألكسندر-أرنولد ثقة كبيرة في الآونة الأخيرة بعد أداء لافت أمام مانشستر سيتي.
ويظهر أندي روبرتسون بأداء مستقر في الناحية اليسرى، وحتّى الحارس الألماني لوريس كاريوس، بدأ يكتسب الثقة اللازمة في الآونة الأخيرة، بعد فترة صعبة ارتكب فيها هفوات عديدة.
ومع استعراض هذه المعطيات، نجد أن ليفربول مرشّح قوي للمنافسة على لقب دوري الأبطال بغض النظر عن منافسه في نصف النهائي الذي تجري قرعته يوم الجمعة، وفي حال تمكّن من رفع الكأس في النهاية، فإن مكانة كلوب وصلاح في النادي، سترتقي لمرتبة الأساطير.
(كووورة )