ردود فعل دولية وإقليمية بعد الضربات الغربية على سوريا والأمم المتحدة تدعو إلى "ضبط النفس"
جو 24 :
توالت ردود الفعل على الضربات العسكرية الأمريكية الفرنسية البريطانية على مواقع تابعة للنظام السوري بين إدانة ودعم ودعوات لضبط النفس.
واعتبرت دمشق أن العملية العسكرية تعد "انتهاكا فاضحا للقانون الدولي" وقالت روسيا إن هذه الضربات تأتي "بينما كانت لدى سوريا فرصة لتتمتع بمستقبل سلمي".
من جانبها دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس مؤكدة على ضرورة التحرك بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
اعتبرت دمشق السبت أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مع فرنسا وبريطانيا في محيط دمشق ووسط البلاد تنتهك القانون الدولي.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن "العدوان الثلاثي ضد سوريا انتهاك فاضح للقانون الدولي وكسر لإرادة المجتمع الدولي وسيكون مآله الفشل". مطالبة المجتمع الدولي "بإدانة العدوان الثلاثي حفاظا على الشرعية الدولية والأمن والسلم الدوليين".
واعتبرت أن "دول العدوان الثلاثي تستبق عمل بعثة التحقيق الخاصة بالغوطة" التي وصلت إلى دمشق، في إشارة إلى بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي وصلت إلى سوريا والمقرر أن تبدأ عملها اليوم السبت للتحقيق في هجوم في دوما قرب دمشق قالت منظمة "الخوذ البيضاء"، الدفاع المدني في مناطق المعارضة، إنها أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين شخصا.
وأوردت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته "سانا"، أن "توقيت العدوان الذي يتزامن مع وصول بعثة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا، يهدف أساسا إلى إعاقة عمل البعثة واستباق نتائجها والضغط عليها في محاولة لعدم فضح أكاذيبهم وفبركاتهم".
قالت وزارة الخارجية الصينية يوم السبت إنها تؤمن بأن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لحل المسألة السورية داعية لإجراء تحقيق شامل وعادل وموضوعي بشأن هجمات في سوريا يشتبه بأنها كيماوية.
وأدلت بالتصريحات هوا تشون ينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية خلال مؤتمر صحفي وذلك وفقا لما ورد في بيان على موقع الوزارة.
وقالت هوا إن الصين عارضت ولا تزال اللجوء إلى القوة فيما يتعلق بالعلاقات الدولية وترى أن أي إجراء عسكري يتجاوز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعد انتهاكا للمبادئ والقواعد الأساسية للقانون الدولي.
بوتين يدين الهجوم على سوريا ويدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن
قال الكرملين يوم السبت إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أدان الهجوم الصاروخي الذي قادته الولايات المتحدة على سوريا ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وقال بوتين إن التحركات الأمريكية في سوريا زادت الكارثة الإنسانية سوءا وسببت المعاناة للمدنيين فضلا عن إلحاق الضرر بالعلاقات الدولية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن "أنظمتها للدفاع الجوي لم تشارك في اعتراض الهجوم الصاروخي الأمريكي على سوريا"، بحسب وكالة أنترفاكس.
كما أدانت روسيا "العداوان الإرهابي"، وكتبت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا على فيس بوك "تم توجيه ضربة إلى عاصمة دولة تتمتع بالسيادة حاولت لسنوات طويلة الصمود وسط عدوان إرهابي".
وأضافت أن الضربات الغربية تأتي "بينما كانت لدى سوريا فرصة لتتمتع بمستقبل سلمي"، في إشارة إلى استعادة القوات الحكومية السورية جزءا كبيرا من الأراضي التي كانت تحت سيطرة فصائل المعارضة المسلحة.
وتابعت أن "وسائل الإعلام الأمريكية ووسائل إعلام غربية أخرى يجب أن تعي مسؤوليتها في ما حدث للتو".
طهران تحذر من تداعيات إقليمية
كما حذرت طهران حليفة دمشق، "بحزم" السبت من "التداعيات الإقليمية" للضربات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على حسابه على تطبيق "تلغرام" السبت "نفذت الولايات المتحدة وحلفاؤها من دون أن تنتظر حتى موقفا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية هذا العمل العسكري (...) ضد سوريا، وهي مسؤولة عن التداعيات الإقليمية لهذه المغامرة".
وأضاف أن "هذا العدوان يهدف إلى التعويض عن فشل الإرهابيين" في الغوطة الشرقية التي سيطر عليها الجيش السوري وحلفاؤه مؤخرا، منددا بـ"انتهاك واضح للقواعد والقوانين الدولية".
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا يوم السبت جريمة ولن يحقق أي مكاسب.
وأضاف خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الإيراني ”لن يحقق حلفاء أمريكا أي إنجازات من وراء الجرائم في سوريا. مهاجمة سوريا جريمة. إن الرئيس الأمريكي ورئيسة الوزراء البريطانية ورئيس فرنسا مجرمون".
ونقلت قناة المنار عن حزب الله قوله إن الحرب الأمريكية على سوريا والمنطقة و"حركات المقاومة" لن تحقق أهدافها. وأن الحزب يشيد بالدفاعات الجوية السورية لتصديها "للعدوان الثلاثي".
الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس
أما الأمم المتحدة، فدعت كل الدول الأعضاء السبت إلى "ضبط النفس" والامتناع عن كل عمل من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد بعد الضربات الغربية في سوريا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان "أدعو كل الدول الأعضاء إلى ضبط النفس في ظروف خطرة، وتجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى تصعيد للوضع وتزيد من معاناة الشعب السوري". وأرجأ غوتيريش رحلة مقررة له إلى السعودية بعد الضربات الغربية.
وأكد غوتيريش أن "أي استخدام لأسلحة كيميائية رهيب"، لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة التحرك بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وحصل التدخل الغربي بدون تفويض من مجلس الأمن الدولي.
ودعا غوتيريش الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى الاتفاق على فتح تحقيق لكشف هوية منفذي هجوم دوما الذي وقع في 7 نيسان/أبريل واتهمت به دمشق، وتسبب بحسب أطباء ومسعفين، بمقتل أكثر من أربعين شخص بينهم أطفال.
الحلف الأطلسي يعلن دعمه للضربات
من جانبه، أكد حلف شمال الأطلسي دعمه للضربات وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في بيان صباح السبت "أدعم التحركات التي قامت بها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضد منشآت وقدرات النظام السوري للاسلحة الكيميائية".
وأضاف أن هذه الضربات "ستقلص قدرة النظام على شن هجمات أخرى على الشعب السوري بأسلحة كيميائية".
وتابع ستولتبرغ أن "الحلف الأطلسي دان لجوء سوريا باستمرار إلى أسلحة كيميائية معتبرا أن ذلك انتهاك واضح للمعايير والاتفاقات الدولية". وأكد "يجب أن يحاسبوا على ذلك".
ولا يشارك الحلف بشكل مباشر في عمليات التحالف الدولي في سوريا.
ردود فعل دولية
من جانبه، اعتبرأردوغان العملية المنفذة ضد سوريا صائبة.
ورحبت الخارجية التركية بالضربات الأمريكية والبريطانية والفرنسية على سوريا ووصفتها بأنها "رد مناسب".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "نرحب بهذه العملية التي تعبر عن ضمير البشرية جمعاء في مواجهة هجوم دوما الذي تجمع المؤشرات على تحميل النظام السوري مسؤوليته".
وفي سياق متصل اعتبرت اسرائيل السبت أن الضربات على سوريا "مبررة"، قائلة إن النظام السوري يواصل "أعماله المجرمة".
وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته "العام الماضي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن استخدام أسلحة كيميائية سيعني انتهاك خط أحمر. وهذه الليلة وبقيادة أمريكية، تحركت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا نتيجة لذلك"، مؤكدا أن "سوريا تواصل أعمالها المجرمة".
وأضاف أن "إيران تستخدم أيضا سوريا كقاعدة للقيام بمثل هذه الأعمال، ما يعرض أرض سوريا وقواتها وقيادتها للخطر".
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن تل أبيب أبلغت مسبقا بهجمات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وفي موقف مماثل، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو على موافقة كندا تجاه قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا شن ضربات على الترسانة الكيميائية في سوريا.
وقال ترودو في ليما حيث يشارك في قمة الأمريكيتين إنه يدعم قرار الدول الثلاث "اتخاذ اجراءات لإضعاف قدرة النظام (السوري) على شن هجمات بأسلحة كيميائية على مواطنيه".
وكالات
وكالات