منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تجمد عمل بعثتها في سوريا وسط مخاوف أمنية
جو 24 :
جمدت الأربعاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عمل محققيها حول الهجوم الكيميائي المفترض في دوما بعد تعرض فريق استطلاع تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار. وبعد أربعة أيام من وصولهم إلى دمشق، لم يبدأ محققو المنظمة عملهم الميداني بعد في دوما. كما وأعلن مدير المنظمة أن نشر المحققين في مدينة دوما يتوقف على السماح "بوصولهم بدون عقبات".
أعلن أحمد أوزمجو مدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في بيان الأربعاء أن نشر المحققين في مدينة دوما يتوقف على السماح "بوصولهم بدون عقبات".
وكانت المنظمة قد جمدت الأربعاء عمل محققيها حول الهجوم الكيميائي المفترض في دوما، مطالبة بالوصول "من دون عقبات" إلى المدينة غداة تعرض فريق استطلاع تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار.
وبعد أربعة أيام من وصولهم إلى دمشق، لم يبدأ محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عملهم الميداني بعد في دوما، التي تعرضت في السابع من الشهر الحالي لهجوم كيميائي مفترض تسبب بمقتل أربعين شخصا، وفق ما أفاد أطباء ومسعفون واتهمت القوى الغربية دمشق بتنفيذه.
وتعرض فريق أمني تابع للأمم المتحدة لإطلاق نار الثلاثاء خلال قيامه بمهمة استطلاعية في دوما تمهيدا لدخول المحققين، وفق ما أعلن مسؤول أممي لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتوجه الفريق الأمني إلى موقعين ترافقه الشرطة العسكرية الروسية. وقال أوزمجو إن "حشدا كبيرا" من المتظاهرين استقبله في أحد المواقع مطالبا إياه بالمغادرة وفي الموقع الثاني "تعرض الفريق لإطلاق نار من أسلحة خفيفة".
ولم يحدد الجهة المسؤولة عن إطلاق النار.
ويؤكد الحادث وفق أوزمجو "مجددا الأجواء غير المستقرة التي تعمل في ظلها (بعثة التحقيق) والأخطار الأمنية التي تواجهها طواقمنا".
وقال إنه سينظر في انتشار فريق المحققين "فقط بعد الحصول على موافقة" الفريق الأمني التابع للأمم المتحدة "شرط أن يتمكن فريقنا من الوصول بدون عقبات إلى المواقع".
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أفادت قبل يومين أن دمشق عرضت على بعثتها مقابلة "22 شاهد عيان يمكن إحضارهم إلى دمشق" بينما تتم تسوية الوضع الأمني.
وأبلغ مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أن خبراء المنظمة لم يبدؤوا مهمتهم بعد في انتظار الضوء الأخضر من الفريق الأمني الأممي.
عرقلة وصول بعثة المحققين
تنتشر في مدينة دوما منذ مطلع الأسبوع الماضي شرطة روسية، قبل أن تعلن قوات النظام سيطرتها عليها بالكامل السبت إثر إخراج آخر مقاتلي جيش الإسلام منها.
وقال قياديون في الفصيل المعارض إنهم وافقوا على الخروج من المدينة بعد "الهجوم الكيميائي" الذي نفذته قوات النظام، فيما نفت موسكو مع حليفتيها موسكو وطهران شن أي هجوم بالسلاح الكيميائي.
وأثار الهجوم المفترض تنديدا غربيا، ووجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات مشتركة فجر السبت ضد مواقع سورية يشتبه بأنها مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية السورية.
وفيما أشادت الدول الثلاث بالضربات، قللت كل من السلطات السورية وفصائل المعارضة من تداعياتها، خصوصا أن المواقع المستهدفة كانت خالية بعدما أبلغت الدول الغربية روسيا بأمرها.
واتهمت دمشق الدول الغربية بشنها لإعاقة عمل بعثة تقصي الحقائق التي كانت قد دعتها إلى زيارة سوريا متعهدة بتقديم كل التسهيلات اللازمة لها.
ووقعت الضربات قبل ساعات من وصول البعثة التي يبدو مصير مهمتها مجهولا حتى اللحظة.
وقال أوزمجو الأربعاء "لا نعلم في الوقت الراهن متى يمكن نشر الفريق في دوما".
واتهم سفراء غربيون لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النظام السوري بعرقلة عمل البعثة.
بدوره، اتهم فصيل جيش الإسلام المعارض الذي كان يسيطر على دوما النظام بـ"طمس" الأدلة على الهجوم الكيميائي المفترض.
وكتب القيادي في جيش الإسلام محمد علوش على تويتر الأربعاء "مراوغة وتفجيرات مفتعلة وسيارات مفخخة وشهود زور ومضايقات ومداهمات للمقابر بحثا عن شهداء الكيماوي وعراقيل لا تنتهي وإطلاق نار على فريق اللجنة الدولية ليهرب من دوما ويرجع إلى دمشق. هذا ما يفعله النظام لطمس أدلة الكيماوي".
مكان دفن الضحايا
وأبدت باريس وواشنطن مخاوفهما من احتمال العبث بالأدلة قبل دخول المحققين إلى دوما.
وقال رائد صالح رئيس منظمة "الخوذ البيضاء"، متطوعو الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، لوكالة الأنباء الفرنسية "نعمل مع المؤسسات الدولية بشأن الهجوم على دوما".
ويعد عناصر الدفاع المدني أحد أبرز المصادر عن الهجوم الكيميائي المفترض لكونهم أول من وصل إلى الموقع المستهدف في دوما.
وأضاف صالح "وفرنا للجنة معلومات عن مكان دفن شهداء الهجوم الكيميائي".
وقال أحد متطوعي الدفاع المدني رافضا كشف اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية "الأساس هو زيارة اللجنة للموقع لأن كل الأدلة موجودة هناك" حيث تم "دفن جميع شهداء الاعتداء الكيميائي والقصف الآخر".
وتابع "النظام يقوم بإخفاء جميع الأدلة".
وتواجه البعثة مهمة صعبة في سوريا بعدما استبقت كل الأطراف الرئيسية نتائج التحقيق، بما فيها الدول الغربية.
ويهدف عمل البعثة بالدرجة الأولى إلى تحديد ما إذا كان تم استخدام مواد كيميائية، ولا يقع على عاتقها تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وبعد استعادة الغوطة الشرقية بالكامل، يسعى الجيش السوري حاليا إلى ضمان أمن العاصمة دمشق سواء عبر اتفاقات إجلاء جديدة أو عمليات عسكرية.
واستهدفت قوات النظام خلال الليل بعشرات القذائف والصواريخ مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" في جنوب دمشق وخصوصا في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ما أفاد المرصد السوري الأربعاء.
وتحشد قوات النظام منذ نحو أسبوعين تعزيزاتها العسكرية في محيط مخيم اليرموك وأحياء أخرى محاذية يتواجد فيها التنظيم المتطرف في جنوب دمشق تمهيدا لبدء عملية عسكرية تتيح للجيش السوري السيطرة على كامل العاصمة.
فرانس24/ أ ف ب