2024-07-29 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

عنصرا أمن يختالان بمسدّساتهما ويعتديان على مواطن بسبب "أزمة سير" !!

عنصرا أمن يختالان بمسدّساتهما ويعتديان على مواطن بسبب أزمة سير !!
جو 24 :

تامر خرمه- الاستغلال التعسفّي للوظيفة من قبل بعض العاملين في الأجهزة الأمنيّة، يكرّر ذاته في كثير من الحالات التي تسيء لصورة أجهزة الدولة ومؤسّساتها، ويذهب ضحيّتها مواطنون تعثّروا صدفة بغرور أحد المتعطّشين للسلطة والجبروت.

يوسف البستنجي، أحد ضحايا تقصير الجهات المعنيّة وتفاقم ظاهرة التجاوزات التي يصرّ البعض على ارتكابها، ظنّا منهم أنّ من يطبّق القانون لا يخضع له !!

الحكاية تعود أحداثها ليوم الجمعة الماضي، حيث كان البستنجي برفقة زميله يعبران بسيّارتهما البوابة الرابعة للمدينة الرياضيّة، حيث كانت أزمة السير تفرض على زميله السائق الانتظار بضع دقائق قبل أن يتسنّى له المرور، الأمر الذي لم يرق لسائق سيّارة "بك آب" كان يهمّ بتجاوزهما، فأشار له البستنجي من نافذته بأن بإمكانه التجاوز، إلا أن سائق "البك آب" توقف بجانبهما معرباً عن غضبه.

"إذا كنت مستعجلاً.. تفضّل".. جملة لم يكن البستنجي يدرك أنّها ستستفز سائق "البك آب" عندما قالها له باقتضاب، حيث توقّف السائق العصبيّ بعد تمكّنه من التجاوز وترجّل من سيّارته متوجّهاً إلى سيّارة البستنجي وزميله، وأزاح معطفه ليبرز المسدّس الذي كان بحوزته، قبل أن يضرب بكفّه مقدّمة السيّارة طالباً من سائقها التوقّف.

صاحب المسدّس طلب من البستنجي -بعد أن وضع يده على كتفه عبر نافذة السيّارة- الترجّل منها، مخاطباً إيّاه بلهجة عصبيّة آمرة، فيما لحق به صديقه الذي كان معه بسيّارة "البك آب"، إلاّ أن البستنجي رفض النزول من سيّارته، متسائلا عن هويّة هذا الشاب الذي يقود سيّارة خاصّة ويهدّد الناس بمسدّس يختال بوجوده على خصره.

"أنا بحث جنائي.. وبقلّك إنزل"، قال الرجل بلهجة المعتدّ بوظيفته، إلاّ أنّ البستنجي طلب منه مخاطبته باحترام، معرباً عن عدم يقينه بحقيقة ما يقوله هذا الغريب، فما كان من الأخير إلاّ أن شدّه من كتفه حاملاً إيّاه على الترجّل من السيّارة، قبل ان يستجيب البستنجي الذي تلقى فور ترجّله ضربة على رأسه بكعب المسدّس، حيث قام صديق السائق المسلّح بالإمساك به من الخلف لينهال عليه الآخر بالضرب.

البستنجي الذي ملأت الدماء وجهه، رفض المضيّ مع سائق "البك آب" وصديقه اللذين حاولا اقتياده إلى سيّارتهما، مبدياً شكّه في حقيقة هويّتهما.. وفي تلك الأثناء تجمهر الناس حولهم لتخليص صاحبنا من أيدي الرجلين، فما كان منهما إلا أن أشهرا مسدّساتهما في الهواء معلنين انّهما عناصر "أمن" ولن يسمحان بتدّخل أحد، قبل أن يعودا لسيّارتهما ويلوذان بالفرار.

ومضى البستنجي إلى مستشفى الاستقلال، حيث قدّم إفادته لعناصر الأمن بعد أن تلقى علاجه، ليتمّ التعميم على سيّارة "البك آب" التي تبيّن أن لا علاقة لمن كان يستقلّها بجهاز البحث الجنائي.

وفي اليوم التالي حضر ثلاثة ضبّاط إلى غرفة البستنجي في المستشفى، وعرّفوا على أنفسهم بأنّهم من مرتّبات مكافحة المخدّرات، وأخبروه أن ما حصل كان خطأً، وأن "عيالنا غلطوا" لأنّهما "شباب أغرار" و"الحق علينا".. إلا أن البستنجي طالب بمحاسبة المتجاوزين، وتقدّم بشكوى لدى مركز أمن الحسين.

الغريب في القصّة أن عنصريّ الأمن اللذين تجاوزا على القانون وقاما بالاعتداء على البستنجي تقدّما بشكوى كيديّة ضدّه.. فيما يترقّب البستنجي ما ستؤول إليه الأوضاع، متسائلا عمّا إذا كانت العدالة ستجد لها مكاناً في قادمات الأيّام.

يذكر أن البستنجي يعمل صحافيّا في قناة رؤيا الفضائيّة، ومازال يرقد في مستشفى الاستقلال.

تابعو الأردن 24 على google news