رئيس من نفس العلبة
خيارات الكتل النيابية التي أفرزها قانون الانتخاب الحالي اقتصرت على ذات العلبة، وذات الشخوص، لترشيح اسم رئيس الحكومة المقبل.
كان بإمكان الملك أن يختار أي من الأسماء المطروحة تحت قبّة البرلمان لتشكيل الحكومة، حيث لم تأت المشاورات النيابيّة بأي جديد، ولو من قبيل تغيير الوجوه، بل تحدّدت خيارات البرلمان ضمن ذات حدود آليّة تشكيل الحكومات، ولا نعلم إن كانت الحكومات البرلمانيّة تعني -بالنسبة للبعض- إعادة تدوير الرؤساء السابقين في ضوء مقايضات رسميّة.
المشهد لم يختلف على الإطلاق، ولم يتمخض عن المشاورات النيابيّة أي جديد، بل أفضت إلى ترديد أسماء الجسم الواحد الذي والمدرسة القديمة ذاتها، التي لن تحيد فيما يبدو عن منطلقاتها وسياساتها، فتردّدت أسماء رئيس الحكومة الحالي عبدالله النسور، ونائبه د. عوض خليفات، ورئيس الهيئة المستقلّة للانتخاب، عبدالإله الخطيب، كخيارات لا يختلف أي منها عن الآخر.
وعوضاً عن محاولة الوصول إلى مخرج من الازمة المركّبة، يتواءم مع طموحات الناس ومصالحهم، يصرّ المطبخ السياسي على الدوران في ذات الدائرة المفرغة، ليعيد تدوير الفريق الملتزم بالرؤى والتوجّهات القديمة.. ورغم هذا تصرّ السلطة على الترويج لـ "إنجازاتها" باعتبارها "ثورة" في تاريخ الديمقراطيّة !!