2024-07-02 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

غول مجهول (18) | القلب الذي صعق العالم

غول مجهول (18) | القلب الذي صعق العالم
جو 24 :

اسم فابريس موامبا ذلك اللاعب الأفريقي الأصل والإنجليزي الهوية "باتريس موامبا" فرض نفسه على الساحة الكروية منذ السبت الماضي وحتى لحظة كتابة هذه السطور.

سقوطه على ملعب وايت هارت لين في ربع نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام توتنهام هوتسبير كانت "مرعبة" على كل من شاهدها، فقد بدا الأمر وكأن فابريس يلتقط أنفاسه الأخيرة في الحياة، لكن التدخل الطبي السريع ونقله في لمح البصر إلى مستشفى لندن للصدر أنقذه وأجل صدور الخبر الحزين لأجلأ غير مُسمى، أما المباراة فتم تأجيلها بناءً على طلب من الحكم هاوارد ويب وموافقة من كلا المدربين هاري ريدناب وأوين كويل واللاعبين الذين خرجوا عن شعورهم من هول الصدمة، وبعدها بأيام سمعنا أن بولتون ورغم مشاكله المالية الطاحنة يفكر في الانسحاب من كأس الاتحاد الإنجليزي -أخر بطولة ينافس عليها هذا الموسم- لاحترام موامبا وعائلته.

أعتقد أن ذلك الحدث بمثابة الفرصة الذهبية لعودة برنامجنا غول مجهول الذي غاب في الأسابيع الماضية لارتباطنا بتغطية الدوريات الأوروبية التي لا تتوقف، كي تتعرفوا أكثر عن تفاصيل حياة اللاعب الذي صعق توقف قلبه العالم طيلة الأيام الأربع الماضية...
البطل

أصبح نجم حلقتنا هو لاعب الأسبوع وربما الشهر في الملاعب الإنجليزية التي تفانت في إظهار مشاعرها النبيلة تجاه لاعب كاد يُفارق الحياة أمام أعين الجميع، هو ابن أكاديمية المدفعجية في شمال لندن ولاعب بيرمنجهام السابق وبولتون الحالي ..."باتريس موامبا".

من هو       

من عائلة كونغولية طفحت الكيل من ويلات الحروب الأهلية التي دمرت البلاد في النصف الثاني من تسعينات القرن الماضي، وموامبا الأب كان يعمل مستشاراً للديكتاتور الحاكم آنذاك موبوتو سيكو، ولهذا وجد نفسه مُجبراً على ترك كينشاسا خوفاً من تعرضه لمحاولة اغتيال أو تحديد إقامته بالنفي في إحدى الجزر الأفريقية كما حدث مع الطاغية الذي تحددت إقامته في توجو قبل أن تنتقل للمغرب التي توفى فيها عام 1997.

ونجح موامبا الأب في الحصول على حق اللجوء السياسي لمدة خمس سنوات في العاصمة لندن، وذلك تم في عام 1994 أي أن موامبا الابن كان في السادسة من عمره ولم يكن يعرف ما هي لعبة كرة القدم، فقط كان يعرف أهوال الحرب والدمار الذي هّرب منها رفقة العائلة التي كُتب لها عمر جديد في بلاد الإنجليز.

وسرعان ما تعلمت العائلة اللغة الإنجليزية في أقل من عام، مما ساعدهم على الاستقرار في شرق لندن إلى أن بدأت ملامح "الموهبة الكروية" تظهر على موامبا الصغير وهو في الـ14 من العمر، وعلى الفور أخذ الأب نجله للاختبار في أكاديمية آرسنال، ولأن موامبا مشروع لاعب كبير نجح في الاختبارات وأصبح بعد ذلك من الدعامة الأساسية لكل مراحل فرق شباب آرسنال.

ولم ينس الفتى الأسمر تاريخ الأول من أكتوبر لعام 2005 عندما وقع على أول عقد احتراف له مع مدفعجية الشمال، وبعد ذلك سجل حضوره الأول في التشكيلة الأساسية للمدرب آرسن فينجر في مباراة ضد سندرلاند في كأس رابطة الأندية الإنجليزية وأمام أكثر من 47 ألف مشجع آرسنالي. 

البحث عن الذات

ورغم أنه قدم مباراة رائعة إلا أن المدرب فينجر أخرجه من حساباته والأسوأ من ذلك أنه بعده عن قائمة الـ18 لاعب، الأمر الذي جعل اللاعب يطلب الحصول على فرصة خارج النادي ولو على سبيل الإعارة، ووافق كشاف النجوم على ذلك الاقتراح وتركه يرتدي قميص بيرمنجهام حتى نهاية الموسم.

ووجد نفسه بالقميص الأزرق للنادي الساحلي، وقدم عروضاً يمكن وصفها بالمميزة، ولهذا أرسلت إدارة بيرمنجهام مبلغ قدره 4 ونصف مليون جنيه إسترليني في الحساب البنكي لآرسنال مقابل شراء عقد موامبا. .

وفي موسمه الأول لعب دور كبير في عودة بلوز بيرمنجهام للدوري الممتاز، حيث لعب 41 مباراة وصنع عديد من الأهداف لرفاقه، هذا بالإضافة لتسجيله هدفين أولهما كان في مباراة ضد سندرلاند في قمة دوري البريميرشيب، ووقتها انتهى اللقاء بفوز القطط السوداء بنتيجة 4/2.

وتفجرت موهبة نجم حلقتنا في سماء البريميرليج وخطف الأنظار بعروضه الاستثنائية خصوصاً في مواجهات الكبار التي كانت تُلعب في سانت آندروز، وظل يطور من مستواه إلى أن طلب مدرب بولتون آنذاك "سام آلاردايس" التعاقد معه بعد هبوط فريقه إلى دوري القسم الأول، وتمت الصفقة في صيف 2008 ومنذ تلك اللحظة وموامبا لا يغيب عن التشكيلة الأساسية لبولتون إلا في حالة تعرضه لإصابة أو إيقاف.


والموسم الجاري يُعتبر الثالث على التوالي لموامبا مع بولتون، وخلال تلك الفترة ظهر بالقميص الأبيض في أكثر من 150 مناسبة، منهم 130 في الدوري، لكنه لم يُحرز سوى هدفان فقط نظراً لاهتمامه بالأدوار الدفاعية على حساب الهجومية.

مشهد الموت

بعد عصر السبت الماضي، كانت الجماهير الإنجليزية على موعد مع إحدى مباريات دور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي بين توتنهام وبولتون، الأمور كانت على ما يرام حتى عندما تقدم بولتون في النتيجة وتعادل بعد ذلك ديفو، لكن بدون سابق انذار "سقط" موامبا على الأرض دون أن يشترك معه لاعب من الخصم، وبدا المشهد مخيفاً حين جاءت الكاميرا على وجوه اللاعبين وعلى الطاقم الطبي لبولتون الذي فجأة وجد نفسه مُجبراً على إعادة نبض موامبا، لكن من أقدار الله تواجد بالصدفة "طبيب قلب" في الملعب لمشاهدة المباراة والوقوف بجانب توتنهام الذي تعرض لخسائر عديدة في الآونة الأخيرة.

الطبيب نزل بسرعة لا تُصدق إلى أرض الملعب وقام بعمل الإسعافات اللازمة والصحيحة لإبقاء اللاعب على قيد الحياة إلى أن يُنقل إلى العناية المركزة، حيث سيجد هناك الأجهزة والخدمات الطبية التي تُخرجه من الأزمة، ولأن الاحترام مبدأ لا يُباع ولا يشترى فلم نسمع حتى الآن عن قصص وروايات لهذا الطبيب الذي كان همه الأول حياة انسان وليس البحث عن الشهرة..كما أنني ترددت كثيراً في نقل تلك المعلومة في سياق "خبر" تحسباً لاتهام القسم الإنجليزي بالمبالغة في نقل أخبار موامبا الذي كان قبل يومين بين الحياة والموت...وقررت تأجيل طرحها للوقت المناسب لإعطاء كل ذي حق حقه.(جول)

تابعو الأردن 24 على google news