إنييستا يرسم آخر لوحاته في معرض "الكلاسيكو"
جو 24 :
بات أندريس إنييستا على مشارف توديع برشلونة، بعدما حسم أمره بالرحيل مع نهاية الموسم الحالي متجها للدوري الصيني، بعد 16 عامًا من الدفاع عن ألوان البلوجرانا.
وحاول الفريق الكاتالوني إنهاء الموسم بأفضل طريقة ممكنة، بالوصول للأدوار النهائية لدوري أبطال أوروبا، وإهداء اللقب لقائد الفريق قبل رحيله، ولكن أتت الهزيمة من روما لتعكر صفو الفوز بثنائية كأس الملك، والليجا، الذي أصبح على بعد نقطة واحدة لتحقيقها.
ومع بدء العد التنازلي لتوديع الرسام، لم يتبق أمامه سوى مهمة أخيرة يسعى من خلالها لرسم لوحة فنية جديدة، يختم بها تاريخه الحافل بالألقاب واللحظات التاريخية مع برشلونة، عندما يخوض اخر مباراة كلاسيكو أمام ريال مدريد، يوم الأحد الموافق 6 مايو، على ملعب كامب نو.
وشارك إنييستا في 37 مباراة أمام ريال مدريد في مختلف البطولات، ساهم في فوز برشلونة بـ 16 مباراة، والتعادل في 9، وتلقى الهزيمة 12 مرة، لتكون المباراة المقبلة فرصة له رفقة ليونيل ميسي، وسيرجيو راموس، للانفراد بالمرتبة الثالثة ضمن اللاعبين الأكثر مشاركة في الكلاسيكو بـ 38 مباراة.
ومحطات كثيرة بين مواجهات قطبي الكرة الإسبانية، شهدت على سحر إنييستا، فعلى الرغم من أنه لم يسجل سوى 3 أهداف، وصنع 8 طوال مسيرته أمام الفريق الملكي، إلا أن الأرقام دائما لن تكشف عن مدى أهمية الرسام لمنظومة البلوجرانا.
وتجلت إسهامات إنييستا في إمتاع مشجعي برشلونة بشكل خاص، وعشاق كرة القدم بشكل عام، تحت قيادة المدرب بيب جوارديولا، الذي بنى فريقا تسيد بها أنحاء أوروبا مرتكزًا، على سحر الثلاثي ميسي، وتشافي، بجانب إنييستا.
وخاض ذو الـ 33 عامًا عدة لقاءات كبيرة في الكلاسيكو سجلت في تاريخ برشلونة، ولعل أبرزها تلك الليلة الرائعة في موسم (2008-2009) التي هزم فيها برشلونة الفريق الملكي في عقر داره (6-2)، كما عاد بعدها بموسمين ليقدم أداء مبهرًا في فوز البلوجرانا بالخماسية الشهيرة في الكامب نو.
وقدم صاحب هدف إسبانيا للفوز بكأس العالم (2010) أداء رائعًا في مباراتي الليجا أمام ريال مدريد، موسم (2013-2014)، ووضع بصمته في لقاء الدوري الأول بصناعة الهدف الأول لنيمار، ثم يعود لإحراز هدف رائع في الدور الثاني، والتسبب في احتساب ركلة جزاء في المباراة التي انتهت بنتيجة (4-3) لصالح برشلونة في البرنابيو.
ولم تتوقف إبداعات إنييستا في مواجهات الكلاسيكو على السانتياجو برنابيو، ففي لقاء الدور الأول من موسم (2015-2016) لعب مباراة استثنائية أمام الفريق الملكي الذي كان تحت قيادة المدرب رافا بينيتز، وانتهت المباراة برباعية تاريخية أحرز فيها هدفا من تصويبة رائعة، وتمرير كرة سحرية لنيمار شارك بها في النتيجة الكبيرة.
وكما كان له صولات وجولات أمام الفريق الأبيض، أيضا تذوق الرسام مرارة الهزيمة أكثر من مرة، لا سيما في المباريات النهائية سواء في كأس الملك أو كأس السوبر، فخلال 5 مواجهات في نهائي البطولتين لم يفز إنييستا سوى ببطولة وحيدة لكأس السوبر المحلي موسم (2011-2012).
(كووورة )