تأخير المدرسة 37 دقيقة "فقط" يحسّن أداء طلاب المرحلة الإعدادية.. ويبعد شبح الإدمان والاكتئاب!
جو 24 :
5 دقائق إضافية من النوم، هو ما يطلبه كل مراهق عندما يوقظه والداه، ولعل الوالدين نفسهما يقدّسان تلك الدقائق الإضافية كل صباح! دراسة أميركية تقترح منح المراهقين 37 دقيقة إضافية قبل بدء اليوم الدراسي؛ لضمان تحسن الأداء الأكاديمي، فهل من مجيب؟ ويذكر الفريق، الذي أجرى الدراسة المنشورة في دورية الصحة المدرسية Journal of School Health، أنَّ تأخير بدء الدراسة لـ 37 دقيقة كل صباح سمح للطلاب بالنوم 17 دقيقة إضافية في المتوسط طيلة ليالي الأسبوع، مقارنةً بطلاب مدارس أخرى بدأوا الدراسة في تمام الثامنة صباحاً.
نعاس أقل وتركيز أكثر
ويلفت مؤلفو الدراسة إلى أنَّ طلاب المدارس، التي بدأت في الموعد المتأخر، شعروا بقدرٍ أقل من النعاس في أثناء النهار، مقابل حصولهم على قسط أكبر من النمو والتركيز. وانتهى الفريق إلى أنَّ هذه الفئة العمرية تميل إلى السهر ليلاً، لدرجة تجعل من الصعب عليهم بدء الدراسة في الثامنة صباحاً. وتقول كبيرةُ معدّي الدراسة ديبورا تيمكين، التي تشغل منصب مدير الأبحاث التربوية لدى منظمة Child Trends غير الحكومية: "برغم تزايد الأدلة على ضرورة تأخير موعد بدء اليوم الدراسي للمدارس بالنسبة للمراهقين في المرحلة الثانوية، فإن قليلاً من الدراسات اهتمت بالمدارس الإعدادية". وتوصي الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال بحصول المراهقين على قسطٍ من النوم بمتوسط 8 ساعات كل ليلة؛ "للحفاظ على صحتهم". ومع ذلك، يحصل ما يقرب من ثلاثة أرباع طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة على أقل من 8 ساعات من النوم.
37 دقيقة إضافية تحقق فرقاً شاسعاً
وقالت تيمكين لصحيفة Daily Mail البريطانية، "بعض المناطق غيرت مواعيد البدء لصالح طلاب المدارس الثانوية على حساب طلاب المدارس الإعدادية، الذين بات عليهم البدء في مواعيد مبكرة". حلَّل الباحثون بياناتٍ تخص 11 مدرسة إعدادية في مقاطعةٍ كبيرة للمدارس بالولايات المتحدة خلال العام الدراسي 2014-2015. بدأت مدارس تضم طلاباً في الصفين السابع والثامن، اليوم الدراسي مع حلول الثامنة صباحاً، وبدأت مدارس تضم طلاباً في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر، في نحو 7:23 دقيقة صباحاً. وتتبعت الدراسة إجمالي 1000 طالب. وملأ أولياء الأمور والطلاب استطلاعات على شبكة الإنترنت بمواعيد النوم والاستيقاظ طوال أيام الأسبوع، وساعات النوم. وقيَّم الطلاب أيضاً مدى شعورهم بالنعاس في أثناء النهار، ووصفوا أمثلةً لأوقاتٍ وجدوا فيها صعوبةً بالغة في البقاء مستيقظين، وأمثلةً لمراتٍ ناموا فيها بالفعل. وانتهت الدراسة إلى أنَّ طلاب المدارس، الذين بدأوا في ساعات مبكرة، حصلوا على قسطٍ من النوم بمتوسط 8 ساعات و9 دقائق، في حين حصل طلاب المدارس التي بدأت بعد ذلك على متوسط ثماني ساعات و23 دقيقة. وكان متوسط وقت الخلود إلى النوم بالنسبة لجميع الطلاب نحو الساعة 10 مساءً طوال أيام الأسبوع، و11 مساءً في عطلات نهاية الأسبوع. وبالنسبة لطلاب المدارس التي بدأت في موعدٍ متأخر، أفاد الطلاب بحالاتٍ أقل من الشعور بالنعاس في أثناء النهار، وحالاتٍ أكثر لليقظة وزيادة التركيز والانتباه. وأيضاً، قلّت احتمالية عدم قدرتهم على مقاومة النوم في أثناء النهار أو الشعور بالتعب الشديد في أثناء ممارسة أنشطة ما بعد المدرسة. وتقول تيمكين: "الآن، علينا أن ننظر فيما تعنيه تلك الدقائق الـ17 الإضافية؛ هل نحصل عليها بالضغط على زر الغفوة مرتين في أثناء النوم، أم نحصل عليها بنوم عميق ومفيد؟".
قلة النوم قد تؤدي إلى الاكتئاب والإدمان
ويشير مؤلفو الدراسة أيضاً إلى أنَّ الطلاب حصلوا على نحو دقيقة إضافية من النوم مقابل كل دقيقتي تأخير في موعد بدء المدرسة. ويرغب الباحثون في معرفة ما إذا كان من الممكن أن يُحسِّن تأخير الدراسة من صحة الطلاب، حسب قول كيالا فالستروم (من جامعة مينيسوتا). وقالت إنَ قلة النوم لدى المراهقين، على سبيل المثال، مرتبطة بارتفاع معدلات استخدام الكحول، وإدمان المخدرات، والاكتئاب، والانتحار، وحوادث السيارات. وأضافت فالستروم، "من بين المشكلات الموجودة أيضاً، أنَّ الأطفال الذين لا ينالون قسطاً كافياً من النوم يكونون أكثر ميلاً إلى تناول الوجبات الخفيفة وأقل حركة؛ فالنوم مرتبطٌ بتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة".
أضواء الأجهزة تعبث بساعات الجسم
وأظهرت الدراسات أن المراهقين، على وجه الخصوص قد يتطلب منهم من 8.5 إلى 10 ساعات في الليلة بدلاً من 7-8 ساعات نوم الموصى بها للبالغين. يؤدي الافتقار المستمر للنوم إلى الاكتئاب واضطرابات نقص الانتباه (DAHL)، بالإضافة إلى صعوبة الاحتفاظ بالمعلومات، فضلاً عن أنه من الأصعب ببساطةٍ، البقاء مستيقظاً في الفصل. أما لماذا يميل المراهقون إلى السهر ليلاً، فتَعتبر دراسات أن استخدام الأجهزة الإلكترونية، مثل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، يمكن أن يسهم في عدم قدرة المراهقين على النوم. تبعث هذه الأجهزة الضوء الأزرق الذي يؤثر على المراهقين بشكل أكبر بكثير من البالغين. فإطلاق هرمون الميلاتونين هو طريقة الجسم في تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ. أما التعرض للضوء فيؤثر على هذه العملية.