عائلة فقيرة في عمان يعاني افرادها الستة من مرض السكري
كادت سناء ذات الستة عشر ربيعا ان تختنق اثر سعال يرشح دما وهي التي تعاني مرض السكري اضافة الى الربو وورم بالكبد ..
فيما عيون والدتها شاخصة اليها وبقية اشقائها المصابين بالسكري لتبكي الما وحسرة لعدم قدرتها على توفير العلاج اللازم لضيق ذات اليد .
سناء واحدة من اسرة مكونة من ستة افراد مصابين جميعهم بمرض السكري , يحتاجون يوميا الى حوالي اثنتي عشرة جرعة انسولين , بيد انهم لا يستطيعون تأمينها لاسباب عدة وعلى رأسها الفقر والعوز .
تقطن الاسرة في احد احياء جبل القلعة في عمان في مكان يطلقون عليه – مجازا بيتا - بالاجرة المستحقة عليهم منذ تسعة اشهر , فيما هو يفتقر الى ادنى متطلبات العيش , اذ تستخدم الثلاجة على سبيل المثال كخزانة لما يشبه الثياب , حيث لا كهرباء , ولا مواد غذائية متوفرة لتخزن بالثلاجة او غيرها من خزائن البيت .
ويلح صاحب البيت على العائلة المريضة الفقيرة بهدف الاخلاء او دفع ما يستحق عليها من اجرة شهرية , وفواتير كهرباء يتقاسمها معها لان عداد الكهرباء مشترك , واحلى الخيارين ( الدفع او الاخلاء ) مر بالنسبة للعائلة كما تقول الوالدة الثلاثينية الارملة المريضة لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ).
وتضيف وهي مصابة ايضا بمرض السكري ان اكبر ابنائها محمد - 17 عاما - مصاب بالسكري منذ الولادة وهو غير قادر على العمل مطلقا بسبب عنقود من الاوجاع التي المت به جراء مضاعفات مرض السكري , حيث انه غير قادر على الحصول على العلاج من اي جهة كانت شأنه شأن بقية العائلة المصابة بالمرض ذاته ..
كما ان شقيقاته الاربع واكبرهن 16 عاما واصغرهن ثمانية اعوام مصابات ايضا بمرض السكري منذ الولادة , ويعانين العديد من الامراض ومضاعفات عدم اخذهم لجرعات الانسولين وعلى رأسها الاغماء المستمر .
تصف الوالدة المكلومة حالة ابنائها الخمسة بالمأساوية , حيث تجدهم في اغلب الاحيان طريحي الارض , ولا قدرة لديها على معالجتهم حينها الا برمي الماء على وجوههم , ولكنهم يبقون اسرى الاغماء والصحو المؤقت , واحيانا تطول فترات الاغماء ما يوقعها بهلع وخوف من خسارة محتملة في اي وقت لحياة واحد من ابنائها المرضى والجوعى في آن معا .
وتوضح ان اصعب موقف تعيشه هو ان يطلب ابناؤها الاكل ولا تجد منه كسرة خبز , حيث يرفض صاحب البقالة المجاورة لبيتها السماح لها بالاستدانة من دكانه اكثر بسبب تراكم الديون المستحقة منذ اشهر مشيرة الى انها تعيش على ما يجود به فاعلو الخير في بعض الاحيان .
وغير الفقر والجوع والمرض تعيش هذه العائلة المستورة بلا وقود يقيها برد الشتاء , ويعطيها فرصة تسخين ولو ماء ومرق دجاج على نار الغاز وفقا للوالدة التي تروي حكايتها والدمع الحر يحشرج صوتها المخنوق راجية وجوه الخير مساعدتها ولا سيما لجهة تأمين الجرعات العلاجية من انسولين وغيره لها ولابنائها الخمسة .
تنام واولادها الخمسة على بقايا سجادة وفرش عربي نصف متدثرين باغطية لا تكفي لتدفئة شخص واحد , تحلم بيوم تعالج به ابناءها الخمسة قبل نفسها وتتطلع الى لحظة تطعمهم طعاما مطبوخا على نار , يشتهون رائحته يوميا حين تنبعث من بيت الجيران .
تستصرخ الوالدة المكلومة اهل الهمة والخير لمساعدتها من الفقر والمرض والجوع والبرد , فهل من مستجيب ؟
اول المستجيبين لحالة العائلة المرضية كانت الجمعية الاردنية للعناية بالسكري وفقا لرئيس اللجنة العلمية والتثقيفية فيها الدكتور نديم الجراح الذي وعد بالوقوف عند حالتها ودراستها وتقييمها ومساندتها وفقا للامكانات المتاحة .
وفي سياق ذي صلة يقول الدكتور الجراح ان ربع الاردنيين مصابون بمرض السكري خاصة سكري الكبار , الناجم عن عدم قدرة الجسم على التفاعل مع الانسولين المتبقي في الجسم كما يجب , فيما يعرف بظاهرة ( مقاومة الانسولين ) حيث تضعف كفاءة البنكرياس ليقلّ مع الوقت تركيز مادة الانسولين في الجسم .
وعطفا على حالة العائلة المصابة بالسكري يقول ان الوراثة تلعب دورا اساسيا في الاصابة بمرض السكري خاصة اذا كانت الام مصابة بها وهذا ما حدث بالفعل مع تلك الاسرة .
وحول عدم تمكن الاسرة من تلقي العلاج اللازم ( الانسولين ) يشير الدكتور الجراح الى ان عدم المعالجة يؤدي الى اعتلال في الاوعية الدموية والى مضاعفات السكري ومنها التأثير على شبكية العين , وامراض الكلى والجهاز العصبي ما يستدعي سرعة التدخل لانقاذ العائلة من مرضها .
(بترا)
