ماتت والدتها وفقد والدها بصره وتركت المدرسة.. ثم أصبحت أغنى امرأة عصامية في العالم!
جو 24 :
حصل الكثير من الأثرياء على ثرواتهم عن طريق الميراث، لكن الصينية تشو كونفي تخطت مأساة يتمها وإعاقة أبيها لتصبح أغنى امرأة في ترتيب مجلة Forbes الأميركية هذا العام، وليس أي امرأة إنما هؤلاء اللواتي صنعن ثرواتهن بأنفسهن. تقدر ثروة كونفي بحوالي 9.8 مليار دولار، وهي المؤسس والمدير التنفيذي لشركة Lens Technology. شركة تقوم بالبحث والتطوير وتصنيع وبيع شاشات الزجاج (جزء من المليمتر) التي تستخدم في الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة لشركات مثل Apple أو Samsung. ولدت كونفي العام 1970، واليوم وهي في سن الـ 48، تقود إمبراطورية تولد أرباحاً هائلة؛ ووفقاً لتوقعات السوق، ما زالت مستمرة في النمو.
يتيمة وفقيرة ولكن حالمة
ولدت تشو كونفي، وهي أصغر ثلاثة أطفال، في بلدة زراعية بإقليم هونان الصيني. لم تكن طفولتها سهلة أبداً؛ فقد فقدت أمها عندما كان في الخامسة من عمرها وكان والدها شبه أعمى بسبب حادث في العمل. عملت في مزرعة لتربية الخنازير والبط، وتعلمت العيش في ظل ظروف قاسية. وفي سن السادسة عشرة تركت تشو المدرسة الثانوية للبحث عن عمل، فذهبت للعيش في مدينة شنتشن (جنوب الصين)، وهناك حصلت على وظيفة صنع زجاج للساعات بحوالي دولار أميركي واحد في اليوم. سرعان ما حصلت تشو على ترقية في الشركة حتى أُعطيت دوراً قيادياً. ولكن بعد أن أمضت بعض الوقت في هذا المنصب، قررت في سن الـ 22 أن تبدأ مشروعها الخاص.
مكالمة هاتفية من موتورولا غيرت حياتها
بفضل مدخراتها ودعم أسرتها، أنشأت كونفي ورشة في نفس الشقة التي تقيم فيها، والمكونة من ثلاث غرف. بدأت مع أسرتها في تصنيع زجاج الساعات لأعوام. وبمرور الوقت، عملت على تحسين التقنيات المعقدة المستخدمة للحصول على زجاج ذي سمك قليل وجودة عالية.في ذلك الوقت، اتصل بها القائمون على شركة Motorola لسؤالها عما إذا كانت مستعدة لمساعدتهم في تطوير شاشة زجاجية لهواتفهم المحمولة. آنذاك، كانت شاشات معظم الهواتف مصنوعة من البلاستيك، وكانت موتورولا ترغب في صنع زجاج أكثر مقاومة وذي جودة أفضل. وتذكر سيدة الأعمال في تصريحات صحافية، "كان التحدي الأكبر الذي واجهني هو التغلب على منافسيَّ والحصول على عقد مع شركة موتورولا".
اختراع آيفون كان بوابتها إلى عالم المليارات
بعد بضع سنوات، أطلقت شركة Apple هاتف آيفون بشاشة زجاجية تعمل باللمس، محدثة ثورة في سوق الهواتف المحمولة. كان ذلك في العام 2007 ، أي عندما اختارت Apple شركة كونفوي Lens Technology كمورّد لها. حينها اقتحمت تشو كونفي عالم الكبار بضراوة.
قالت تشو لصحيفة The Australian Financial Review، "في فترة النمو الاقتصادي السريع للصين، كانت البلاد مليئة بالفرص المتاحة لأصحاب المشاريع، بما في ذلك النساء".
التحول الاقتصادي في الصين لم يكن عائقاً
يتفق العديد من المحللين، مثل هوانغ ياشينغ من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ، على أن سيدة الأعمال جزء من جيل رجال الأعمال الذين كوّنوا ثروتهم من القاع. ويعزون ذلك إلى حقيقة أن الحزب الشيوعي الحاكم لم يضع عقبات في طريق ازدهار النساء عندما بدأت الرأسمالية في التوسع داخل الصين في التسعينيات. وفي المقابل، تعين على الدولة إنشاء الشركات، وكان لدى تشو أفضل المؤهلات لذلك. وكرمز للنجاح، استضافت سيدة الأعمال الرئيس شي جين بينغ عندما أراد زيارة مقر شركتها. وحتى اللحظة ينظر الصينيون إلى تشو كنموذج للجهد والتفاني. وتعد Apple وSamsung من أهم عملاء كونفي في الوقت الحالي، وهذا هو سبب سفرها باستمرار في طائرتها الخاصة إلى وادي السيليكون وسيول.
ومن نصائحها لرجال الأعمال والمستثمرين:
حضروا جيداً
تعلموا دائماً
لا تستسلموا أبداً
وعن ذلك تقول :"لأنك عندما تتخلى عن مشروعك منتصف الطريق، فلن تكون لديك الشجاعة للعودة والبدء من القاع مرة أخرى، وسوف تستسلم.. فقط عندما نستمر، يمكننا أن ننجح". تزوجت مرتين من زميلين لها في المصنع، وتعتبر أن عملها هو هوايتها الأولى إلى جانب رياضة تسلق الجبال والبينغ بونغ. وقالت سيدة الأعمال "فقد أبي بصره، لذلك إذا وضعنا شيئاً في مكان ما، كان يجب أن يكون في المكان الصحيح كي لا نتسبب في حدوث المشاكل.. هذا هو الاهتمام بالتفاصيل الذي أطلبه من الموظفين في شركتي".