الرقابة السورية تمنع عرض مسلسلين في رمضان.. تعرّف عليهما (فيديو)
رغم الأزمات التسويقية والمشكلات الإنتاجية للدراما التلفزيونية السورية، إلا أن صنّاعها يحرصون على الحضور والمنافسة بأعمال تتنوع بين الاجتماعية والبيئية والمعاصرة، كما تتحدث عن الأزمة السورية حتى لا ينطفئ وهجالدراما السوريةرغم ما تمر به من صعوبات، لكن بعض صنّاعها وجدوا أنفسهم أمام صعوبات أخرى متعلّقة بالرقيب.
"ترجمان الأشواق”
يروي المسلسل قصّة ثلاثة أصدقاء يساريين، افترقوا في منتصف تسعينيات القرن الماضي، تحوّل أحدهم إلى التصوف، والثاني بقي وفيًا لمبادئه، لكنّ موجة التغيير لطمته إلى مالا يشتهي، والثالث هاجر إلى خارج البلاد.
وفي ظل الحرب التي تعصف بسوريا، يعود نجيب من الخارج ليبدأ رحلة بحث عن ابنته المفقودة، ويستعيد خلال رحلته هذه صداقاته القديمة وذكرياته، ويعيد اكتشاف نفسه والبلاد من جديد.
ويعرِّف صنّاع هذا العمل عنه بأنه مسلسل عن الحب والسلم والعودة إلى الجذور، وهو من تأليف بشار عباس وإخراج محمد عبد العزيز. وبطولة نخبة من نجوم الدراما السورية منهمعباس النوريوغسان مسعود وفايز قزق وثناء دبسي وشكران مرتجى وسلمى المصري وغيرهم الكثير.
وفوجئ المشاركون بهذا العمل، مؤخرًا، بقرار لجان الرقابة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منع عرض العمل على القنوات السورية لأسباب تتعلق بالأفكار التي يتناولها، ورأيهم بأنها غير مناسبة فكريًا وسياسيًا، علمًا أن جهة إنتاج هذا المسلسل هي مؤسسة حكومية سورية "المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي”، وقد حصلت على موافقات لتصوير العمل داخل العاصمة السورية دمشق.
ودفع هذا القرار العديد من المواطنين السوريين والفنانين المشاركين منهم و غير المشاركين بهذا العمل إلى التفاعل مع هاشتاغ "لا_لمنع_عرض_مسلسل_ترجمان_الأشواق”.
معلنين رفضهم الأسباب التي تم ذكرها من قبل لجنة الرقابة، ومطالبين بالسماح بعرض هذا العمل على القنوات السورية.
كما دفع الكاتبة السورية عنود الخالد إلى توجيه رسالة لرئيس الجمهورية العربية السورية بشار الأسد شاركها كثيرون، معربة عن أملها في أن تصل رسالتها إليه لمنع استغلال البعض لمناصبهم وبالتالي يذهب جهد كثيرين سدى؛ بسبب قرارات غير مسؤولة وغير مبنية على منطق بحسب رأيها.
"هارون الرشيد”
وتعود الأعمال التاريخية للدراما السورية هذا العام عبر عمل تم تصويره في أبو ظبي، ويضم أيضًا نخبة من نجوم الدراما السورية والعربية على رأسهم قصي خولي، كاريس بشار، عابد فهد، عبدالمحسن النمر، ياسر المصري، حبيب غلوم، كندا حنا، أسيل عمران وسمر سامي وغيرهم.
ويبحث العمل في سيرة الخليفة "هارون الرشيد” ويعتمد على المزج بين التوثيق وهامش من الخيال له علاقة بعرض العصر العباسي، من خلال شخصية الرشيد ومن حوله، بالدخول الى كواليس الحكم والمؤامرات.
ويحاول العمل التركيز على جانبين أو ثلاثة من حياة الخليفة العباسي الذي كان شخصية عسكرية وسياسية وفكرية، كما اهتم أيضًا بالعلوم والثقافة.
وتسير الأحداث في أروقة ذلك الزمن حاملة في طياتها إلى جانب الحبكات الدرامية، صورًا ثقافية خاصة من الشعر العربي، وترفيهية في عالم الغناء، إلى جانب صورة مشرقة للمرأة العربية الفاعلة غير المستكينة كـ "زبيدة” و”العباسة”.
وتتداخل قصص واسعة ومعقدة من الحب ومعاناته في الكواليس المخفية، في صراعات لا تقل عن الحرب الضروس على السلطة.
ودارت حول هذا العمل إشكاليات عديدة أثارها البعض، مؤكدين أن العمل قيد النظر في وزارة الإعلام السورية، وأنه يزيد من الفتنة وأن أفكاره غير مناسبة للمرحلة الحالية التي تمر بها سوريا، خاصة لأنه يثير أفكارًا طائفية بحسب ما ذكروا.
وأكد مصدر خاص لـ”إرم نيوز” أنه لا صحة لمثل هذه الأقاويل، وأنها ادّعاءات غير واقعية لغايات أخرى غير متعلقة بالفن. مضيفين أن العمل لم يعرض بعد وبالتالي لا يمكن الحكم عليه.
وستبعد هذه الملاحظات العمل خلال رمضان من العرض على القنوات السورية، بالرغم من عرضه على أكثر من 12 فضائية عربية.