الاستثمار في الذهب في الشرق الأوسط ... معلومات هامة يجب الاطلاع عليها!
أصبح الاستثمار في الذهب من أفضل طرق الاستثمار خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وذلك لعدة أسباب نذكر منها، أن أسعار الذهب على ارتفاع في الأعوام الثلاثة الأخيرة وهذا ما يحقق أرباحاً استثماريةً في هذا المعدن الثمين، فضلاً عن كون الذهب ومنذ القدم الملاذ الآمن والحكيم للاستثمار على مر الأزمان نظراً لاحتفاظه بقيمته حتى في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية.
طرق الاستثمار في الذهب عديدة ومتنوعة ومن تلك الطرق، البورصة وصناديق الأموال والاستثمار المشترك أو العقود الآجلة للذهب أو تخزين الذهب في عدة أشكال سواء في شكل سبائك ذهبية بغرض الاستثمار أو في صورة مشغولات ومجوهرات ذهبية، أما بالنسبة للاستثمار في الذهب عن طريق البورصات أو صناديق الذهب أو عقود الذهب يجب أن يتم باستخدام وسيط معتمد في سوق الأسهم تماماً مثل البورصة المعتادة، وهذه الطريقة تناسب الاستثمارات الكبيرة والمتوسطة وتناسب من يقوم ببيع وشراء الذهب عند تغير سعر السوق، ومن طرق الاستثمار في الذهب أيضاً هي شراء الذهب والاحتفاظ به لفترات معينة ثم بيعة إما مع تغير السعر لتحقيق الربح أو عند الحاجة إلى مزيد من السيولة النقدية، ويمكن للأفراد شراء الذهب للاستثمار في شكل سبائك بأوزان مختلفة تتراوح بين 5 غرام وتصل إلى كيلو غرام من أو في صورة مشغولات ذهبية بهدف الزينة والاستثمار معاً.
بمراجعة تاريخية بسيطة نجد أن الذهب حقق نمواً بنحو 300 في المائة في الـــ 15 عاماً الماضية، بينما حققت الأسهم (ممثلة بمؤشر داو جونز الأمريكي) ما يقارب 80 في المائة خلال الفترة نفسها، وعلى الرغم من خسارة الذهب 30 في المائة من قيمته هذا العام، فقد ارتفع مؤشر داو جونز بنحو 23 في المائة أي أنه باستثناء عام 2013 حقق الذهب نمواً تجاوز 450 في المائة خلال الــ 15 عاماً الماضية، بينما حقق داو جونز نمواً بنحو 42 في المائة خلال الفترة نفسها، بالإضافة إلى الأرباح الموزعة السنوية بحدود 1 إلى 3 في المائة.
ترتكز فكرة الاستثمار في الذهب على فرضيتين، الأولى أن القيمة الشرائية للعملات الورقية في تآكل مستمر، أما الثانية فهي أن كمية العرض من الذهب محدودة، لذا فإن سعر الذهب يرتبط دوماً بحجم الطلب عليه وهذا هو الحال منذ عقود طويلة، ومن جهة ثانية فإن كميات الذهب الأسواق فهي معروفة حيث إن مجموع ما تم استخراجه من الذهب على مدى العصور يقدر بأقل من ستة مليارات أونصة وهو ما يعادل 170 ألف طن، وما يُنتج منه سنوياً على مستوى العالم 2500 طناً تقريباً، وأكثر من نصف هذا الإنتاج تم خلال الـ 100 عام الماضية فقط، وهذا ما يعني أن كمية الذهب في العالم تزداد سنوياً بنسبة 1,5 في المائة تقريباً، ما يجعل الذهب يختلف اختلافاً جوهرياً عن كثير من السلع الأخرى التي لا تحظى بعامل التراكمية، أي أن تلك السلع التي تستخرج وتبقى على متواجدة بعكس سلع أخرى كثيرة ناضبة كالنفط الذي يستخرج ويستهلك بلا رجعة.
إن أسهل طريقة لشراء الذهب تتم من خلال الصناديق الاستثمارية المتخصصة أو حتى من خلال شراء أسهم صناديق المؤشرات المتداولة، وهي عبارة عن أسهم تباع وتشترى مثل بقية الأسهم ولا تختلف عنها في أي شيء، مثال ذلك سهم GLD الذي يحاكي سعره سعر أونصة الذهب حيث تعادل عشرة أسهم منه سعر أونصة واحدة من الذهب، وعلى الرغم من شعبية هذا الصندوق وسهولة تداوله فهناك من لا يعتبره شراءً حقيقياً للذهب ويختلف عن الامتلاك الفعلي لقوالب الذهب أو العملات الذهبية، وهناك خيار آخر للاستثمار في الذهب يتم عن طريق شراء أسهم الشركات العاملة في مجال التنقيب عن الذهب، وهناك صناديق متخصصة تجمع عدداً من هذه الشركات في سلة واحدة لتقليل مخاطر شراء أسهم شركة واحدة بعينها.