وضع محفظة النقود والهواتف النقالة بالجيوب الخلفية يؤدي لانحناء العمود الفقري
جو 24 :
قرر الموظف الخمسيني ناجي، نزع محفظة نقوده من جيبه الخلفية إثر تسببها باوجاع في منطقتي الظهر والورك، وهو ما اكده اطباء متخصصون لخصوا حالته الصحية بما يسمى مجازا بمرض " متلازمة محفظة النقود ".
وبين الاربعيني عدنان بانه شعر ودون مراجعته لاطباء بأن نزع محفظته جانبا يريحه اكثر، قائلا "محفظة نقودي بلا نقود، بها هوية شخصية وتعج بالاوراق والبطاقات، لذا فإن سماكتها تسبب لي الازعاج ولا أجد وقتا لتعزيلها".
أما الموظفة اقبال فقالت بانها لدى مراجعتها احد الاطباء بعد الم بكتفيها نصحها قائلا: لا يلزمك في حقيبة اليد أكثر من هوية شخصية ومصروفك اليومي، لأن الاوزان الثقيلة لها أثر بالغ السوء صحيا على المدى القريب والبعيد.
ويعاني اشخاص من آلام سببها نمط التعامل اليومي الخاطىء مع الحقائب اليدوية، وكذلك وضع الهواتف النقالة ذات الوزن الثقيل بالجيوب الخلفية، ما يشي بمخاطر صحية قد تستدعي التدخل الجراحي لمعالجة التهابات او تليفات قد تصيب العصب الوركي والعمود الفقري وغيرها من اعضاء الجسم المختلفة.
اطباء ومتخصصون أكدوا لـــ(بترا)، ضرورة تغيير نمط السلوك اليومي كعدم الجلوس لمدة طويلة اثناء وضع المحافظ والهواتف النقالة، بل ونزعها جانبا أثناء ذلك، محذرين النساء تحديدا من حمل الحقائب اليدوية ذات الوزن الثقيل، داعين الى أهمية الوقاية من الامراض الناجمة عن ما يسمى بـــ "الاوضاع الدائمة الخاطئة".
استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور طاهر عضيبات يقول ان وضع محفظة النقود في الجيوب الخلفية يؤدي مع الوقت الى انحناء في العمود الفقري او ما يطلق عليه "متلازمة محفظة النقود "، وأن استمرار وضع المحفظة في الجيوب الخلفية والجلوس عليها لمدة طويلة يتسبب بفقدان التوازن في منطقة الحوض واحداث ميلان في نقطة ارتكاز العمود الفقري، داعيا الى وضع المحفظة جانبا في حال الجلوس وخاصة لمن تقتضتي طبيعة اعمالهم المكتبية المكوث لفترات طويلة.
ويضيف ان الجلوس على المحفظة قد يوقف سريان الدم المغذي لعضلة تسمى " بيرفوريس " في منطقة الحوض ما يؤدي الى الشعور بخدر الاطراف السفلية كنتيجة للشد العضلي المتكرر.
ويشير الى ان علاج الامراض الناجمة عن تلك الحالة ممكن اذا اكتشفت بوقت مبكر، داعيا الى الجلوس بطريقة مستقيمة، والانحناء بين الفينة والاخرى للخلف.
ويلفت الدكتور عضيبات الى ان انحناء العمود الفقري لا يقتصر على الرجال بل قد يصيب النساء، ولكن الاسباب مختلفة كالحمل والوزن الزائد وحمل الحقائب اليدوية الثقيلة، داعيا ان لا يزيد وزنها عن كيلو غرام واحد، واستبدال وضعها من الكتف اليمين الى اليسار، بل وارتداء الحقائب التي تتوزع على الكتفين قدر الامكان خاصة اثناء التسوق.
ويبين ان ما نسبته 85 بالمئة من حالات انحناء العمود الفقري مجهولة الاسباب، فيما تنجم بقية الحالات عن اسباب عدة كالشلل الدماغي وضمور العضلات وغيرهما.
واوضح ان معظم حالات الانحناء قد تحدث في فترة النمو من 10 الى 15 سنة، ناصحا بمراقبة نمو الابناء في هذه الفترة تحديدا حتى يسهل اكتشاف الحالة ومعالجتها سريعا.
وقال ان ميلان العمود الفقري قد يتسبب بالتقوس " الامامي الخلفي" اي التحدب، وكذلك التقوس الجانبي، وهو ما يطلق عليه "الجنف" الذي يسبب اعوجاجا على أحد جانبي العمود الفقري، لافتا الى انه من الممكن علاج الحالتين بسهولة اذا اكتشفتا مبكرا.
وينصح اثناء الجلوس لوقت طويل بنزع المحفظة جانبا، واختيار المقاعد اللينة واعتماد المشي والرياضة والسباحة، والعلاج المؤقت كالادوية التي تؤدي الى ارتخاء العضلات، واستخدام الثلج في منطقة الالم.
يقول رئيس جمعية جراحي العظام الاردنية الدكتور وائل العزازي ان المشكلة الناجمة عن ارتداء المحفظة في الجيوب الخلفية او وضع الهواتف النقالة واوزان ثقيلة، هي ان منطقة تلك الجيوب تعد نقطة انطلاق العصب الوركي من داخل منطقة الحوض الى خارجه، وعندما تتعرض لضغط تمر باربع مراحل، هي الاولى تبدأ بالشعور بالانزعاج كون جهة من الحوض مرتاحة اكثر من الثانية، وتتلخص المرحلة الثانية بشعور المريض بالخدر جراء الجلوس المتكرر لمدة طويلة في الوقت الذي لا يتنبه فيه المريض لاصل المشكلة ظنا منه ان السبب في المقعد غير المريح، والثالثة هي مرحلة " اشعاع الالم " والتي تبدأ من منطقة الجيوب الخلفية وصولا حتى اصبع القدم الصغير مسببة الالم والخدر والشعور بــ " النمنمة "، والمرحلة الرابعة هي الاخطر وتتلخص بفقدان السيطرة على حركات معينة من الرجل والمشي بطريقة خاطئة بحيث تسبق مقدمة الرجل مؤخرتها.
ويكمن الحل وفقا له بضرورة تغيير نمط الحياة ووضعية الجلوس على المكاتب بحيث يكون الكرسي اخفض من المكتب، بل ومائلة في بعض الاحيان قليلا الى الخلف ليتسنى تخفيف الضغط على العمود الفقري.
ويشاطر الدكتور عضيبات لجهة ضرورة ازالة المحفظة كليا من الجيوب الخلفية اثناء الجلوس ووضعها جانبا، ومراجعة الاطباء المتخصصين فورا لدى الشعور بالالم والخدر، مؤكدا ان العلاج المبكر عبر ادوية محفزة للاعصاب على رأسها فيتامين بــ 12 يأتي بنتائج ايجابية، فيما تحتاج المرحلة المتقدمة من المرض الى اجراء عملية جراحية تعالج تليف العصب وتهيجه والتهابه.
استشاري جراحة العظام والعمود الفقري الدكتور محمد فواعرة يقول ان "متلازمة محفظة النقود " تتسبب مع الوقت في الضغط على العصب الوركي، الذي يسبب كل الآلام الاخرى في الظهر والقدمين والمفاصل ايضا، ناصحا عدم الانتظار لمرحلة التدخل الجراحي، مستدركا ولكن اذا استمر الالم وتفاقم؛ فإن العملية ضرورية لتحرير العصب وإزالة الضغط عنه، مشيرا الى ان الوقاية خير من العلاج عبر اعتماد الطرق السليمة بالجلوس واتباع انماط سلوكية صحية بشكل عام.
--(بترا)