القدس تنتفض بوجه الاحتلال وتزدان في رمضان
تزدان القدس المحتلة في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك لهذا العام بالفوانيس الرمضانية والأهلة المضيئة وعبارات التوحيد المخطّطة المزخرفة، وبلوحات الكترونية ترحب بالضيوف.
وهذه المشاهد باتت تعبر عن هوية القدس في ليل رمضان قبل نهاره، حيث تتزين شوارع المدينة ونوافذ المنازل بها، احتفالا بقدوم الشهر الفضيل.
ويشكل شهر رمضان في القدس العتيقة مشهدا خاصا لا يوجد له مثيل في أي من بقاع الأرض، فقد تزينت حارات البلدة القديمة وأزقتها بالإنارات الملونة والفوانيس اليدوية، وكذلك المسجد الأقصى المبارك استقبل آلاف المصلين القادمين من أنحاء فلسطين ومن خارجها في الجمعة الأولى وفي صلاة التراويح.
المقدسيون لا يبدون هذا العام مبتهجين بشكل كبير وقد ارتأوا أن تقتصر الاحتفالات على استقباله بالمراسم الدينية والزينة المعتادة، حدادا على أرواح أكثر من 60 شهيدا ارتقوا برصاص الاحتلال قبيل حلول الشهر الفضيل خلال قمع مسيرات العودة في قطاع غزة.
وشهدت أحياء مختلفة من البلدة القديمة عراقيل عدة من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين، وتحديدا عرقلة عمل لجان الحارات خلال تزيين الأزقة والشوارع.
وتأخذ اللجان الشبابية في أحياء البلدة القديمة على عاتقها مسؤولية تزيين وإضاءة الأزقة المؤدية للمسجد الأقصى المبارك.
وخلافا لسنوات سابقة، يحل شهر رمضان هذا العام على القدس المحتلة وسط إجراءات أمنية مشددة بشكل كبير اتبعتها شرطة الاحتلال، حيث كثفت من وجودها العسكري في مداخل البلدة القديمة المؤدية للأحياء السكنية وللمسجد الأقصى.
وموائد الرحمن هي مشهد يومي في باحات المسجد الأقصى في شهر رمضان، حيث يتم إطعام آلاف المصلين والمرابطين يوميا من الوافدين والزائرين للمسجد.
ويقول مدير الأوقاف الشيخ عزام الخطيب إن 7 مؤسسات من داخل فلسطين وخارجها ستعمل على تقديم وجبات إفطار لجميع المتواجدين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان لهذا العام.
وأشار إلى أن الداعمين في وجبات الإفطار يشترطون أن تقدم الوجبات داخل المسجد الأقصى، وأن يتم ذلك تحت إشراف دائرة الأوقاف، وستكون الوجبات مراقبة صحيا وستصدر فيها شهادات رسمية صحية لضمان السلامة.
وفي سياق متصل، قال الخطيب إن دائرة الأوقاف أعدّت برنامجا للوعظ والإرشاد داخل مصليات المسجد كافة (قبة الصخرة، والمصلى القبلي، والمصلى القديم، والمصلى المرواني، إضافة إلى المصاطب) طوال الشهر الفضيل من الصباح وحتى المساء، موضحا أن صلاة التراويح سيتناوب عليها عدد من أئمة المسجد الأقصى وفق برنامج معين من قبل دائرة الأوقاف.
وعلى صعيد اللجان الصحية، أوضح الخطيب أن 8 مؤسسات صحية ستعمل طيلة شهر رمضان وعلى مدار 24 ساعة في القدس؛ حيث سيتم العمل داخل الباحات والمصليات بالتنسيق مع دائرة الأوقاف، وأن 12 سيارة إسعاف ستكون في خدمة جميع حالات الطوارئ لنقلها من المسجد الأقصى إلى مستشفيات القدس وقت الحاجة، كما ستنصب خيام خاصة بكل مؤسسة صحية في أرجاء المسجد الأقصى للإسعاف الميداني السريع.
وتعتبر الأسواق في البلدة القديمة من مدينة القدس واحدة من أبرز معالمها، وهي في معظمها تجاور الحرم القدسي الشريف، وأصبحت جزءا من أسواره.
وأسواق القدس شوارع صغيرة على جوانبها محال تعتليها منازل مقببة الأسقف، وعلى نوافذها مشربيات خشبية، وفي كل شارع طويل تستقر محال تجارية تبيع نفس النوع من البضائع.
ويعود تاريخ هذه الأسواق إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، فقد بنيت في عهود إسلامية مختلفة، وحدِّثت في العهود الإسلامية المتتالية، وبقيت حتى سقوط المدينة كاملة تحت الاحتلال الإسرائيلي حيث طمس بعضها، وبني مكانها الحي اليهودي.
ومن أشهرها، أسواق: العطارين، واللحامين، وباب القطانين، والحصر، والبازار، وباب السلسلة والخواجات، وباب خان الزيت، وغيرها.(وفا)