فيديو- هل غابت الشمس عن "ظهر صبح"؟
جو 24 : على قمة جبل تتربع منطقة "ظهر صبح" تتوسط بلدات بديا، وكفر الديك، وبروقين، وسرطة غرب سلفيت، وتمتاز المنطقة بموقعها المرتفع المترامي الاطراف بمساحة تتجاوز ال 3000 دونم مزروعة بأشجار الزيتون، وتضم مواقع أثرية، كما أن موقعها المرتفع يُمكّن من التمتع برؤيةمناطق الساحل في الداخل والعديد من مدن الضفة الغربية.
وعلى الرغم من سحر هذا الموقع واستراتيجيته، إلا انه محاط بعدد منالمستوطنات من الجهة الجنوبية، وهي: "عيلي زهاف"، و"بدوئيل"، و"بروخين"، و"ليشيم"، ومن الشمال يحدها شارع "عابر السامرة".
"معا" رافقت بعض أصحاب الأراضي الذين يقضون معظم وقتهم في منطقة ظهر صبح، محاولين الصمود في وجه المخططات الإسرائيلية التوسعية والتي كانآخرها وضع أسلاك شائكة تمهيدا لإقامة بؤر استيطانية، وفق ما قال المزارع يوسف ابو صفية عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن الاراضي في محافظة سلفيت.
وأوضح صبح أنه يملك60 دونما في منطقة ظهر صبح وهو حاصل على قرار قضائي من المحكمة الإسرائيلية عام 1990 بملكيتها، مشيرا إلى أنه ومزارعين آخرين يملكون الاوراق الثبوتية لارضهمولكن الاحتلال يسعى منذ سنوات للاستيلاء عليها، بحجة انها اراضي دولة وغير قابلة للزراعة وأنها مصنفة أراض صخرية.
وأضاف: قبل 3 أعوام جرف الاحتلال حوالي 452 دونما في اعالي قمة الجبل، وزرعها المستوطنون بأشجار الزيتون والعنب ووضعوا بركسات لتربية المواشي والابقار، وبعد ذلك حظر على المزارعين الفلسطينيين الوصول إليها، ومنذ ذلك الوقت يواصل الاحتلال سعيه للاستيلاء على مزيد من الاراضي، والتي كان آخرها اعمال تجريف لإقامة بؤرة استيطانية كما اوضح لهم ضابط إسرائيلي تواجد برفقة الجرافات التي كانت تعمل في المكان.
وبعد أن وقف متأملا الأرض من حوله صاح أبو صفية قائلا:"يا عالم ظهر صبح ضاع، لم يتبق منه شيء".
المزارع مصباح الاقرع (62 عاما)، كان واقفا بالقرب من البوابة الحديدية التي وضعها الاحتلال على الأراضي التي تم تجريفها، بمشاعر من القهر والحزن على ما يحدث للأرض، قائلا: "منذ أيام جرف الاحتلال الأرض ووضع أسلاكا شائكة وبوابة حديدية حولها، دون الاكتراث لاعتراضنا على ذلك، بالرغم من وجود قرار لوقف أعمال التجريف من قبل المحكمة الاسرائيلية خلال العام الماضي، لكنهم طلبوا منّا التوجه إلى المحكمة لاصدار قرار جديد لوقف اعمال التجريف".
وبتصميم قل نظيره أكد صبح تمسكه بأرضه قائلا: "إنني لن اترك المنطقة ولن اترك ارضي، سأبقى فيها مدافعا حتى لو كلفني ذلك روحي، فلست أفضل من والدي الذي استشهد مدافعا عن هذه الأرض في ثمانينيات القرن الماضي".