تجمع انتخابي للرئيس التركي في ساراييفو ومشاركون يهتفون "السلطان أردوغان"
جو 24 :
توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد إلى ساراييفو حيث ألقى كلمة في تجمع انتخابي يعد الوحيد له خارج تركيا، إثر حظر دول الاتحاد الأوروبي مثل هذه التجمعات قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية الشهر المقبل.
وحظي التجمع بدعم السلطات البوسنية برغم أنه أثار استياء جزء من السكان والشخصيات والصحف.
واختار أردوغان ساراييفو بعد منع دول أوروبية عدة على رأسها ألمانيا، إقامة أي مهرجانات انتخابية مؤيدة له قبل استفتاء نيسان/أبريل2017 حول تعزيز صلاحياته. موقف ساهم في تعزيز التوتر بين أنقرة وبروكسل.
ويسعى أردوغان من خلال عقد هذا التجمع الانتخابي قبل شهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي دعا إليها في 24 حزيران/يونيو، إلى كسب أصوات مواطنيه في الخارج، والذين يتجاوز عددهم ثلاثة ملايين ناخب، بينهم 1,4 مليون في ألمانيا وحدها.
وتجمع عدة آلاف في زيترا، أكبر موقع رياضي في ساراييفو حيث جرى التجمع الانتخابي .وقدم العديد من المشاركين من دول أوروبية بينها ألمانيا والنمسا والدانمارك وفرنسا، ورفعت الأعلام التركية وصور أردوغان. وعلقت لافتات ترحيب بالرئيس التركي باللغتين التركية والبوسنية. كما شددت الإجراءات الأمنية في المنطقة المحيطة بالتجمع.
وكانت السلطات الهولندية والنمساوية حذرت في نيسان/أبريل من أنها لن تنظر بارتياح إلى أي تجمع سياسي من هذا القبيل هذه السنة.
"السلطان أردوغان"
وكان أردوغان مطمئنا من خلال اختياره ساراييفو لعدم مواجهة أي رفض لعقد التجمع من قبل الزعيم السياسي لمسلمي البوسنة بكر عزت بيغوفيتش، الذي دُعي إلى حفل زفاف ابنة الرئيس التركي في 2016.
ولم يتوان حزب العمل الديمقراطي الذي يقوده بيغوفيتش، عن تأكيد قربه من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان. وقالت وسائل إعلام بوسنية إن حزب العدالة والتنمية ينوي فتح فرع له في البوسنة قريبا.
كما أكد العضو البوسني المسلم في الرئاسة الثلاثية للبوسنة التي تتشارك في إدارة السلطات المركزية وتضم أيضا عضوا صربيا وآخر كرواتيا، في العاشر من أيار/مايو "سنبرهن أن لديه أصدقاء وأنهم فخورون به".
وقال بكر عزت بيغوفيتش إنه يدرك أن ضيفه "ليس محبوبا من الغرب وأن العديد من البوسنيين المحبطين لا يحبونه في هذا البلد". وتابع "ما هي المشكلة؟ المشكلة هي أنه مسؤول مسلم قوي لم نحظ بمثله منذ فترة طويلة".
وهتف الحشد "الله أكبر "و "السلطان أردوغان" لدى وصول أردوغان إلى التجمع يرافقه عزت بيغوفيتش.
وحث الرئيس التركي مواطنيه في الشتات على المشاركة في سياسة الدول التي يعيشون فيها وعلى التجنس. وقال في كلمته التي استمرت نحو ساعة "لدي طلب واحد منكم، العبوا دورا نشطا في الأحزاب السياسية في الدول التي تعيشون فيها". وتابع "يجب أن تأخذوا مكانكم في البرلمانات".
من جهته، طالب عزت بيغوفيتش المشاركين بالتصويت لصالح أردوغان الذي وصفه بـ"الرجل الذي أرسله الله لنا".
ترحيب بـ"أمير المؤمنين"
وأنشئت مجموعة على موقع فيس بوك "للترحيب بأمير المؤمنين". لكن هذا الدعم ليس موضع إجماع. وهذا ما كشفته عناوين صحف الأحد. حيث كتبت يومية "فيسرنجي ليست" التي كشفت عن أن اللقاء مع "السلطان" سيستمر لثماني ساعات، وأن "سكان ساراييفو يستمعون اليوم لأردوغان وغدا بوتين ولم لا يكون الأسد بعد غد؟".
وعنونت منافستها "دونيفي أفاز"، " الأتراك يحتلون ساراييفو ".
وقبل ساعات من اللقاء، كانت المدينة ساكنة، وعرض بعض الباعة أوشحة وأعلام تركية للبيع وبعض اللوحات المرحبة بأردوغان التي نشرت على جوانب الطرق.
وتساءلت رميزة (58 عاما) بائعة في السوق، قائلة "لم تكن هناك مشكلة عندما أتى بوتين إلى صربيا. لماذا يثار كل هذا عندما يعقد أردوغان لقاء في ساراييفو؟".
وأبدى سبومنكا بوس المتقاعد (74 عاما) استياءه، وصرح "بطبيعة الحال هذا يقلقني، لماذا يعقد الاجتماع في البوسنة وليس في تركيا؟".
"نزعة عثمانية جديدة"
واعتبر متابعون أن الزيارة ما هي سوى تعبير عن النزعة العثمانية الجديدة. حيث خضعت منطقة البلقان وخصوصا البوسنة لسيطرة السلطنة العثمانية لأكثر من أربعة قرون حتى 1878.
وسخر المخرج دينو مصطفيتش الذي يعيش في ساراييفو، على حسابه على "تويتر" من "هذا التجمع المؤثر والرومانسي الذي يعود إلى زمن الاستعمار"، عندما "كان الرعايا المحليون المساكين يصفقون بحرارة للسلطان". وتابع المخرج المسرحي "لا نستحق أفضل من ذلك، لأننا لا نحترم الحرية ولا الكرامة".
من جهته، عبر الزعيم السياسي لصرب البوسنة ميلوراد دوديك عن أسفه لأن الرئيس التركي "يتدخل كثيرا" في شؤون البوسنة.
وكانت تركيا لعبت دورا بارزا في إعادة إعمار هذا البلد الصغير في البلقان بعد الحرب التي شهدها في 1992-1995، وتتبع سياسة استثمار نشطة فيه كما في كل المنطقة.
ونصف سكان البوسنة البالغ عددهم3,5 ملايين نسمة مسلمون وثلثهم من الصرب الأرثوذكس فيما يشكل الكروات الكاثوليك 15 بالمئة.
فرانس24/ أ ف ب