MBC دورة رمضانية ..فواصل ساذجة واعلانات يتخللها مسلسلات لا تحترم حرمة الشهر

خاص - مع انطلاقة الدورة الرمضانية التلفزيونية لهذا العام ، أظهر الانتاج التلفزيوني الدرامي أنه لا يراعي حرمة الشهر الفضيل، ولا يتناسب مع قيمته ومكانته الروحية، بل أصبح عامل هدم وتخريب للأجيال القادمة و حرمانها من أي خيارات معرفية صحيحة وسليمة.

وفي هذا المضمار، برزت شاشة "العرب" كما تسمي نفسها مجموعة (MBC) التي خسرت معظم متابعيها بسبب رداءة محتواها في الاعوام الاخيرة بعد أن كانت وجهة المشاهدين الأولى من كافة اقطار الوطن العربي بعد أن عجزوا عن ايجاد أي تغييرنوعي على طبيعة برامجها الاجتماعية والتاريخية والدينية والترفيهية .

بعد 6 أيام متابعة حثيثة لشاشة العرب بدأ يتسرب إلينا الشعور بخيبة الأمل ، حيث ظهرت المسلسلات والبرامج التي يتم عرضها عبر قنواتها الثلاثة الرئيسية MBC 1 ، MBC drama ، MBC 4 منذ اليوم الاول من رمضان، روتينية ومملة، حمل بعضها طابع الابتذال والإسفاف، بما يتناقض مع حرمة رمضان الذي تتكثف فيه برامج الذكر والعبادة، بدلا من اعمال المسيئة اجتماعيا ودينيا، لا تخلو حلقاتها ومشاهدها من مظاهر العري والخمور والمخدرات والانحلال الأخلاقي.

ومن ناحية أخرى فقد غابت البرامج الدينية التي تتواءم وطبيعة هذا الشهر على أقل تقدير عن ساحة المنافسة تماماً، الا من برنامج "قمرة " اليتيم، والذي اتى بطابع اجتماعي أخرجه من خانة البرامج الدينية، وفي ذات الاطار، لم تقدم قنوات المجموعة كلها أي مسلسل تاريخي يكسر سخافة الدورة البرامجية أو يضفي عليها بعض هيبة.

وكان هذا الموسم "خليجي" بامتياز حيث حازت المسلسلات الخليجية على حصة الأسد فيها و بلغ عددها 6 مسلسلات أو أكثر تعاد 3 مرات على مدار اليوم، تحمل نفس القصص الأسرية والظواهر الاجتماعية.

أما عن برنامج " رامز تحت الصفر"، والذي كان له من اسمه اكبر نصيب وحاز فعلا على مرتبة (صفر)، بعد أن ملّه المتابعين وحفظوه عن ظهر قلب، بل إن الكثير منهم بات يؤمن بأنه تمثيل مدفوع الثمن، جاء بذات النمطية التي يعتمد فيها رامز جلال على الشتائم والسخرية والإيحاءات الجنسية من أجل تحقيق شهرة "محروقة" معتمدة على الترويع والتخويف.

ومن جانب آخر فقد خلت المسلسلات العربية التي تبثها الـ MBC في دورتها الرمضانية، من أي أهداف أو افكار ذات قيمة إلا من بعض السموم المبثوثة الى عقول مجتمعاتنا على هيئة حب فاشل وخيانات زوجية وإرهاب، بل انها تظهر بلداننا العربية بأبشع صورة فيظن المشاهد أن شباب الخليج غارق بين الأموال والنساء و لبنان تحت سيف تجار السلاح والمخدرات، وسوريا مشتتة ممزقة وأكثر من هذا بكثير.

وتزامنت هذه المسلسلات مع كم هائل "ثقيل دم" من الاعلانات حتى ظن بعض المتابعين أنهم يشاهدون اعلانات يتخللها قليلا من المسلسلات، فكل 3 دقائق وربما أقل تسمع كلمة "شاهد"، او اعلانات كرتونية ساذجة لا تحمل الا المصطلحات السخيفة الشاذة.

ومن المفارقات اللطيفة أن المتابع يستغل وقت الاعلانات التي تشكل اكثر من وقت المسلسل نفسه في انهاء عمل ما او قضاء حاجة، فتخسر شاشة العرب بكل ذكاء معظم مشاهديها.