يصنعون البهجة حتى عندما يمتزج الفرح بالحزن!
جو 24 :
كتب حفيظ دراجي - بعيدا عن نهايات كل موسم كروي أوروبي والتي كنا نستمتع فيها بأفراح المتوجين بالألقاب والبطولات ونشاهد أحزان الخاسرين في مختلف المسابقات، الأنظار الآن في نهاية هذا الموسم خطفتها مشاهد ومواقف ومشاعر فريدة من نوعها، شهدها ملعبا تورينو وبرشلونة بمناسبة مباراتي وداع إثنين من أكبر أساطير الكرة في يوفنتوس وبرشلونة ومنتخبي إيطاليا واسبانيا، جيجي بوفون واندريس انييستا.
ما لفت الانتباه بالمناسبة ليس تاريخ ولا رصيد ولا إنجازات بوفون وانييستا بقدر ما شد الانتباه، مشاهد الوداع الأسطورية وتلك الثقافة الكروية والإنسانية العريقة التي تعرف التعامل مع الفرح والحزن وكيفية منح المتعة لعشاقها في كل الظروف، وتعرف قدر أبنائها وكيف تحتضنهم وتودعهم وترد لهم الجميل في أجواء بهيجة تقلب صورة الوداع والدموع إلى متعة وفرجة لا تقل روعة عن متعة الكرة التي منحها الأساطير.
مشهد رحيل الحارس الأسطورة بوفون عن يوفنتوس اثر مباراته الأخيرة أمام فيرونا، كان سينمائيا بامتياز، وكأنه جزء من فيلم عاطفي اختلطت فيه مشاعر الحزن على الفراق بالفرح بالتتويج، فكان السيناريو والإخراج في مستوى ناد من حجم يوفنتوس ولاعب من حجم بوفون لبس قميص النادي لـ17 عاما، خلالها فاز معه بكل الألقاب ماعدا دوري الأبطال الذي استعصى عليه ثلاث مرات في النهائي. كل شيء بدأ بإعلان بوفون عن الرحيل قبل أسبوع من المباراة الأخيرة ضد فيرونا، ليعطي الوقت لنفسه وناديه وجماهيره حتى تبدع في توديعه على ميدان «يوفنتوس ستاديوم» الذي تزين بالمناسبة بصور الأسطورة في المدرجات ومن خلال فيديو من 3 دقائق يروي واحدة من القصص الجميلة تم بثه على الشاشة العملاقة للملعب.
ايطاليو يوفنتوس الذين أبدعوا عبر التاريخ كلاعبين، مدربين واداريين وجماهير، أبدعوا مجددا في صناعة صور مؤثرة جدا عند خروج اللاعب من الملعب وهو يذرف الدموع برفقة زملائه والآلاف من عشاقه في مدرجات الملعب، مشهد بوفون وهو يصر على مصافحة أكبر أياد ممكنة للجماهير جاء في الوقت نفسه التي كانت فيه المباراة متواصلة إلى نهايتها التي أعلنت إطلاق العنان للاحتفال بالتتويج والتوديع في آن واحد.
أما الحفل الذي حظي به انييستا إثر مباراته الأخيرة مع البارسا، كان بدوره أسطوريا امتزجت فيه مشاعر الفرح بالتتويج بالثنائية بمشاعر الأسف على وداع واحد ممن صنعوا أمجاد النادي لأكثر من عقدين، وصفه انييستا بأنه تشرف بالدفاع عن أفضل شعار في العالم، فكان التشريف والتكريم بالمثل لأفضل رسام في العالم خرج من الباب الكبير، بل كان هو الباب نفسه، وبتقدير ليس له نظير ينم بدوره عن ثقافة كروية عريقة اشترك فيها المسيرون، اللاعبون والأنصار وحتى الوسائل الإعلامية التي نقلت صورا حضارية عن مجتمع يقدر التميز والابداع ويقدر الوفاء لألوان البارسا. مسيرو البارسا أشركوا نجوم الكرة والرياضة العالمية في حفل توديع اسطورتهم بفيديو عبروا فيه عن تقديرهم للفنان الذي حظي قبل ذلك بحفل اسطوري في «كامب نو» لا يحظى به سوى العظماء ولا يصنعه سوى فريق من حجم البارسا، الذي لعب له نجوم كبار لم تسعفهم الظروف كي يغادروا النادي بالشكل نفسه. دموع الأطفال والصغار والكبار التي اختلطت بمشاعر الحب والاحترام لبوفون وانيستا في تورينو وبرشلونة، كانت تحمل رسائل حضارية تجاه العالم بأن اليوفي والبارسا ليسا مجرد ناديين في كرة القدم بل هما أكثر بكثير، يتقنان لعب الكرة والتتويج بالألقاب وتكريم نجومهم الأوفياء، ويتقنون المزج بين توسيع الفرح وتقليص هوامش الأسف. ما حدث في تورينو وبرشلونة جمع الفرحة والحسرة ليصنعا الفرجة، ذكرني بموقف وداع أسطوري من نوع أخر حظي به قائد فيورنتينا ومدافع منتخب إيطاليا دافيد أستوري الذي توفي عشية مباراة فريقه مع أودينيزي في مارس/اذار الماضي، وقامت جماهير الفريق برسم لوحة وداع تحمل اسم نجمها ورقم قميصه 13 في مدرجات الملعب لتتوقف المباراة قرابة دقيقة، وقف فيها الجميع يصفق للقائد الراحل تعبيرا عن وفاء ليس له مثيل.
انهم يصنعون البهجة في السراء ويكرسون الوفاء والتقدير في الضراء، ويصنعون البسمة عند استقبال النجوم ويقدرونهم عند توديعهم وعند رحيلهم أيضا، ويؤسسون لتقاليد عريقة، ويرسمون صورا تبقى خالدة يصعب تقليدها أو تكرارها لأنها علامة مسجلة تخص الكبار، وتكريم بوفون في تورينو وإنيستا في برشلونة رفع سقف وداع الأساطير وما دون ذلك بعدهما سيحس المودع بحزن المغادرة مرتين.
ما لفت الانتباه بالمناسبة ليس تاريخ ولا رصيد ولا إنجازات بوفون وانييستا بقدر ما شد الانتباه، مشاهد الوداع الأسطورية وتلك الثقافة الكروية والإنسانية العريقة التي تعرف التعامل مع الفرح والحزن وكيفية منح المتعة لعشاقها في كل الظروف، وتعرف قدر أبنائها وكيف تحتضنهم وتودعهم وترد لهم الجميل في أجواء بهيجة تقلب صورة الوداع والدموع إلى متعة وفرجة لا تقل روعة عن متعة الكرة التي منحها الأساطير.
مشهد رحيل الحارس الأسطورة بوفون عن يوفنتوس اثر مباراته الأخيرة أمام فيرونا، كان سينمائيا بامتياز، وكأنه جزء من فيلم عاطفي اختلطت فيه مشاعر الحزن على الفراق بالفرح بالتتويج، فكان السيناريو والإخراج في مستوى ناد من حجم يوفنتوس ولاعب من حجم بوفون لبس قميص النادي لـ17 عاما، خلالها فاز معه بكل الألقاب ماعدا دوري الأبطال الذي استعصى عليه ثلاث مرات في النهائي. كل شيء بدأ بإعلان بوفون عن الرحيل قبل أسبوع من المباراة الأخيرة ضد فيرونا، ليعطي الوقت لنفسه وناديه وجماهيره حتى تبدع في توديعه على ميدان «يوفنتوس ستاديوم» الذي تزين بالمناسبة بصور الأسطورة في المدرجات ومن خلال فيديو من 3 دقائق يروي واحدة من القصص الجميلة تم بثه على الشاشة العملاقة للملعب.
ايطاليو يوفنتوس الذين أبدعوا عبر التاريخ كلاعبين، مدربين واداريين وجماهير، أبدعوا مجددا في صناعة صور مؤثرة جدا عند خروج اللاعب من الملعب وهو يذرف الدموع برفقة زملائه والآلاف من عشاقه في مدرجات الملعب، مشهد بوفون وهو يصر على مصافحة أكبر أياد ممكنة للجماهير جاء في الوقت نفسه التي كانت فيه المباراة متواصلة إلى نهايتها التي أعلنت إطلاق العنان للاحتفال بالتتويج والتوديع في آن واحد.
أما الحفل الذي حظي به انييستا إثر مباراته الأخيرة مع البارسا، كان بدوره أسطوريا امتزجت فيه مشاعر الفرح بالتتويج بالثنائية بمشاعر الأسف على وداع واحد ممن صنعوا أمجاد النادي لأكثر من عقدين، وصفه انييستا بأنه تشرف بالدفاع عن أفضل شعار في العالم، فكان التشريف والتكريم بالمثل لأفضل رسام في العالم خرج من الباب الكبير، بل كان هو الباب نفسه، وبتقدير ليس له نظير ينم بدوره عن ثقافة كروية عريقة اشترك فيها المسيرون، اللاعبون والأنصار وحتى الوسائل الإعلامية التي نقلت صورا حضارية عن مجتمع يقدر التميز والابداع ويقدر الوفاء لألوان البارسا. مسيرو البارسا أشركوا نجوم الكرة والرياضة العالمية في حفل توديع اسطورتهم بفيديو عبروا فيه عن تقديرهم للفنان الذي حظي قبل ذلك بحفل اسطوري في «كامب نو» لا يحظى به سوى العظماء ولا يصنعه سوى فريق من حجم البارسا، الذي لعب له نجوم كبار لم تسعفهم الظروف كي يغادروا النادي بالشكل نفسه. دموع الأطفال والصغار والكبار التي اختلطت بمشاعر الحب والاحترام لبوفون وانيستا في تورينو وبرشلونة، كانت تحمل رسائل حضارية تجاه العالم بأن اليوفي والبارسا ليسا مجرد ناديين في كرة القدم بل هما أكثر بكثير، يتقنان لعب الكرة والتتويج بالألقاب وتكريم نجومهم الأوفياء، ويتقنون المزج بين توسيع الفرح وتقليص هوامش الأسف. ما حدث في تورينو وبرشلونة جمع الفرحة والحسرة ليصنعا الفرجة، ذكرني بموقف وداع أسطوري من نوع أخر حظي به قائد فيورنتينا ومدافع منتخب إيطاليا دافيد أستوري الذي توفي عشية مباراة فريقه مع أودينيزي في مارس/اذار الماضي، وقامت جماهير الفريق برسم لوحة وداع تحمل اسم نجمها ورقم قميصه 13 في مدرجات الملعب لتتوقف المباراة قرابة دقيقة، وقف فيها الجميع يصفق للقائد الراحل تعبيرا عن وفاء ليس له مثيل.
انهم يصنعون البهجة في السراء ويكرسون الوفاء والتقدير في الضراء، ويصنعون البسمة عند استقبال النجوم ويقدرونهم عند توديعهم وعند رحيلهم أيضا، ويؤسسون لتقاليد عريقة، ويرسمون صورا تبقى خالدة يصعب تقليدها أو تكرارها لأنها علامة مسجلة تخص الكبار، وتكريم بوفون في تورينو وإنيستا في برشلونة رفع سقف وداع الأساطير وما دون ذلك بعدهما سيحس المودع بحزن المغادرة مرتين.