سوريون في بيروت يطبعون قبلة على جبين دمشق مساء كل جمعة
"الزيكو هاوس"، المكان الذي يعد أحد نوافذ بيروت الثقافية، حيث احتضن منذ تسعينيات القرن الفائت تجارب ثقافية وفنية تركت أثراً في الذاكرة اللبنانية بعيداً عن صخب الحرب وقسوتها، يعود اليوم ليساهم في تضميد جراح "دمشق" من خلال عبور شعراء وكتاب وموسيقيين يقومون باقتراف قليل من الشعر والكثير من الحنين لعاصمة الأمويين "دمشق".
في قلب العاصمة اللبنانية "بيروت"، يحتضن "الزيكو هاوس" مساء كل يوم جمعة كرنفالاً شعرياً بعنوان "يا مال الشام"، الاسم الذي أطلقه الكاتب والشاعر اللبناني إسكندر حبش، حيث افتتح الليلة الأولى بمجموعة قراءات لنصوص جديدة له.
كما قرأ في ليلة الافتتاح الشاعر السوري الشاب أحمد باشا بعض مختارات من مجموعته الشعرية "رصاصة واحدة تكفي"، والذي قال لـ"العربية.نت" إن "بطولة السوريين خلال الثورة السورية وأساطيرهم التي لا تنتهي في مواجهة جرافة الحقد والموت تحتاج إلى الكثير من الأدب والشعر لنمتلك أدنى جرعات التفاؤل والقدرة على الاستمرار في فعل الحياة".
وقامت الممثلة السورية أمل عمران والمخرج المسرحي السوري أحمد كنعان بقراءة مجموعة نصوص للقاصة السورية رشا عباس في الأسبوع الثاني. كما أن روائع الشعر العربي حاضرة دائماً، فقد قدمت مجموعة قراءات لـ "محمود درويش وأنسي الحاج ومظفر النواب وغيرهم".
كذلك لم تغب الموسيقى عن مساءات "يا مال الشام"، حيث قام عازف الكلارينت اللبناني "طرق بشاشة" بتقديم مجموعة معزوفات موسيقية، ورافق الشاعرين عمرو كيلاني وعدنان أزروني عازف الغيتار اللبناني "طارق الأبتر".
بالشعر والموسيقى ينبض الزيكو هاوس في قلب بيروت بالحب والشوق من خلال العديد من الكتاب والشعراء والموسيقيين الذين يمرون عبره ليعيدوا للشام بعضاً من ورودها، كما مر الشاعر الفلسطيني محمود درويش عبرها وكتب لها:
دُلُّني بَرَدَى الفقيرُ كغيمةٍ
هناكَ عند نهايةِ النفقِ الطويلِ مُحاصر.