معاداة الذات وتفكّك الأسرة الصحفيّة
دعت نقابة الصحفيين الى المشاركة في الاعتصام أمام صحيفة العرب اليوم في تمام الساعة الواحدة من ظهر الاحد، تنديدا بقرارات الفصل التعسفي بحق الزملاء العاملين في الصحيفة.
وكانت النقابة قد طالبت إدارة "العرب اليوم" بالتراجع عن قرار الفصل الكيدي الذي اتخذته بحق الزميل عدنان برية، إلا أن إدارة الصحيفة تجاهلت مطلب النقابة ومضت في إجراءاتها التعسفيّة.
ضعف النقابة وعدم قدرتها على الانتصار لقضايا الصحافيين، مردّه غياب التضامن والتآلف بين أبناء الأسرة الصحفيّة، فعلى النقيض من كافة النقابات المهنيّة الأخرى، تخلى أعضاء نقابة الصحفيين عن فكرة العمل المشترك وحماية المصلحة العامّة، من أجل حسابات ضيّقة ومكاسب محدودة لا تحقّق في نهاية الأمر حتى المصلحة الشخصيّة، حيث أن كافّة الزملاء معرّضون لمثل هذه القرارات التعسفيّة التي تتخذها بعض الصحف بحق العاملين فيها.
كما أن الأسرة الصحفيّة خسرت الكثير عبر محطّات مختلفة مرّرت فيها السلطة قراراتها المتناقضة مع حريّة الرأي والتعبير والحريّات الإعلاميّة، فقانون المطبوعات والنشر -على سبيل المثال- تمّ إقراره لفرض صحافة الرأي الواحد ومصادرة حريّة الصحافة، دون أن تحاول النقابة مواجهة هذا الواقع الذي تحاول بعض القوى فرضه لتحقيق مصالحها الذاتيّة الضيّقة.
أضف إلى ذلك قانون حق الحصول على المعلومة الذي ألقي به على الرفّ دون أن تتمكن النقابة من حمل صناع القرار على تفعيله، ناهيك عن كثير من الإجراءات التعسفيّة والقرارات المجحفة التي تتخذها بعض المؤسّسات بحق الزملاء الصحافيين دون أن تنتصر لهم نقابتهم.
اليوم عدنان بريّة، وغدا قد يكون أي من الزملاء في مواجهة مع قرارات كيديّة تمعن بها الإدارات، التي حرمت العاملين في مهنة المتاعب من حقهم في الأمان الوظيفي، فهل سيدافع الزملاء عن مصالحهم الشخصيّة وينتصرون لأنفسهم ؟!