الإسلاموفوبيا تتصاعد في أوروبا خلال شهر رمضان
جو 24 :
شهدت الساحة الأوروبية في شهر رمضان المبارك ارتفاعا ملحوظا في ظاهرة معاداة الإسلام (الإسلاموفوبيا) من قبل السياسيين المعروفين بخطاباتهم اليمينية المتطرفة والعنصرية.
وتظهر بيانات استهداف المسلمين بشكل أكبر خلال رمضان، في مواقف معادية تنشر الكراهية والإساءة إلى الدين الإسلامي، من قبل شخصيات سياسية عنصرية في أوروبا.
وتشير البيانات إلى تسجيل حوادث وخطابات الإسلاموفوبيا بشكل أكبر في دول مثل بلجيكا وهولندا والدانمارك وفرنسا والسويد وألمانيا.
ففي بلجيكا، نشر فيليب ديوينتر -أحد أبرز قادة حزب المصلحة الفلمنكي الشهير بسياساته العنصرية واليمينية المتطرفة- أكثر من 20 منشورا على حسابه بمواقع تواصل اجتماعي، تحوي عبارات معادية للإسلام في الأيام العشرة الأولى من شهر الصيام.
واحتج ديوينتر على توزيع بلدية مدينة أنتويرب وجبات سحور على المسلمين، وقال في منشوره محرضا على إهانة شعيرة الصيام "شواء في رمضان، والقائمة تضم خنزير ومشروبات كحولية".
رسوم مسيئة
من جانبها، أعلنت عضوة الحزب وملكة جمال بلجيكا لعام 1991 أنكي فان ديرميرش عزمها فتح دعوى لدى محكمة حقوق الإنسان الأوروبية ضد القرآن الكريم، في أول أسبوع من رمضان.
وكانت ديرميرش قد نشرت سابقا على غلاف كتاب لها صورة امرأة تدوس القرآن الكريم بحذائها.
وفي هولندا، أعلن زعيم حزب الحريات المعروف بموقفه المعادي للمسلمين غيرت فيلدرز مطلع الشهر الفضيل عزمه تنظيم مسابقة للرسوم الكاريكاتيرية بعنوان سيدنا محمد أمام مبنى البرلمان الهولندي، ليضع بصمته في محاولة لاستفزاز للمسلمين مجددًا.
وعقب إعلان فيلدرز، أعادت هيئة الإذاعة العامة الهولندية نشر فيلم ترويجي قصير لحزب الحريات يحوي عبارة "الإسلام قاتل"، كان الحزب يستغله في الانتخابات المحلية.
وفي أكثر حادثة مثيرة للجدل في أوروبا خلال شهر رمضان، قالت وزيرة الهجرة والاندماج الدانماركية إنغر ستويبرغ، المكلفة بتوفير الانسجام بين أطياف المجتمع في البلاد، يجب على المسلمين الصائمين أخذ إذن من أماكن عملهم لتجنب الإضرار بالمجتمع الدانماركي.
وفي فرنسا، استهدف عدد من السياسيين في رمضان رئيسة اتحاد الطلبة بجامعة السوربون مريم بوجيتو كونها مسلمة ومحجبة.
ومن جانبها، نشرت مجلة شارلي إبدو الساخرة صورة كاريكاتيرية على غلاف المجلة الأسبوع الماضي لمريم بوجيتو تتضمن إهانة وعنصرية عبر رسمها على شاكلة قردة.
ولم تكن السويد بعيدة عن ظاهرة الإسلاموفوبيا. فقد نشر يان جونسون، المدير السابق لمجلة سامتيدن الوسيلة الإعلامية للحزب الديمقراطي الاشتراكي السويدي اليميني المتطرف، عبر حسابه على موقع تواصل اجتماعي رسوماً كاريكاتيرية مهينة للمسلمين.
بدورها، أطلقت حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا)، المعادية للإسلام والمهاجرين، حملة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "فليولّي رمضان".
كما أعلنت الحركة نيتها تنظيم حفلات شواء بلحم الخنزير في أماكن قريبة من المساجد، في مواعيد محددة خلال رمضان.
اعتداءات على المساجد
تعرض مركز إسلامي بمدينة راباللو شمالي غربي إيطاليا الأسبوع الفائت لاعتداء عنصري، حيث ترك المهاجم وراءه رسوما لصلبان معقوفة (ترمز إلى النازية) وكتابات مسيئة للإسلام على جدران المسجد، ومزّق مصاحف عدة وسرق صندوق الزكاة وعددا من مستلزماته.
وفي السويد، أقدم مجهولون مطلع رمضان على إحراق مسجد في مدينة هسلهولم، إذ تسببت النيران في إلحاق أضرار بالغة بالمسجد، وهو مكان العبادة الوحيد للمسلمين في المنطقة.
المصدر : وكالة الأناضول