نجمات انستغرام في الإمارات سيبدأن بدفع "الضريبة"
لن يتمكن "المؤثرون" في شبكات التواصل الاجتماعي في الإمارات من نشر مواد إعلانية على صفحاتهم الشخصية بعد الآن دون دفع مقابل مادي.
فالإمارات ستكون أول بلد عربي يفرض على ما يعرف بالـ "مؤثرين" امتلاك ترخيص يصل ثمنه إلى 4000 دولار أمريكي في السنة، وسيدفع المخالفون لهذا التشريع غرامة قدرها 1300 دولار.
من هم المؤثرون؟
في آذار/ مارس أصدر المجلس الوطني للإعلام في الإمارات قانونا جديدا ينظم الإعلام الإلكتروني بما في ذلك المواقع الإعلانية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويفرض هذا التشريع على كل من يقوم بأنشطة دعائية على وسائل التواصل الاجتماعي، سواء أكانوا أفرادا أو مؤسسات، الحصول على رخصة حكومية تجارية أولاً ثم دعائية. ولا يشمل هذا التشريع الترويج للأعمال التطوعية والخيرية.
ولكن بقي تعريف "المؤثر" على صفحات التواصل الاجتماعي غير معروف بدقة، فليس هناك أي تحديد لعدد المتابعين للصفحة كي يصبح الشخص مؤثرا. ووفقا للمجلس الوطني للإعلام: "نظام الإعلام الإلكتروني لا يطبق على المواقع والمنصات الشخصية لأي فرد من أفراد المجتمع إلا أذا تم استخدامها لممارسة أنشطة إعلامية أو إعلانية لأغراض تجارية بحيث تصبح هذه المنصات وسيلة للدعاية مدفوعة الأجر".
نينا علي، لبنانية مقيمة في دبي، ولصفحتها على انستغرام المعنية بالجمال والموضة والأمومة 176,000 متابع.
تقول نينا إنها كانت تستخدم انستغرام منذ سنوات "بعفوية" لمشاركة لقطات من حياتها مع الآخرين، مضيفة: "لم أكن وقتها أدرك قوة الإعلام الإلكتروني أو قوة مواقع التواصل الاجتماعي". ومع ازدياد عدد متابعيها، بدأت الشركات تتصل بها للدعاية والترويج لمنتجاتها فقررت نينا، وهي أم لثلاثة أطفال، أن تحول هوايتها إلى عمل حقيقي ومهني.
تقول نينا التي نشأت وترعرعت في إحدى الولايات الأمريكية ودرست علم النفس فيها: "السوق مشبع أكثر مما ينبغي، الكل يدعي أنه مؤثر، ربما يقوم القانون الجديد بتنظيم ذلك واستبعاد المدعين". ولا تنكر أنها وجدت صعوبة بداية الأمر في فهم تفاصيل القانون.
لكنها هي نفسها لا تعتبر أنها أصبحت شخصية مؤثرة. "من أنا لأكون مؤثرة؟ المؤثر ربما يكون مثل رئيس الجمهورية أو أوبرا وينفري أو غيرهم. الموضوع ليس عدد المتابعين؛ وإنما القدرة الفعلية على التأثير في الطريقة التي يفكر بها أو يتصرف بها الآخرون".
أما إنجي كيوان فدخلت عالم انستغرام حديثا، منذ عام تحديدا. وخلال هذه الفترة وصل عدد متابعيها إلى 25.7 ألف.
وعن قانون الترخيص الجديد، تقول منسقة الديكور: "في البداية أصابني الضيق من هذا القانون لأنني للتو بدأت أدخل السوق كما أن ما أقوم به يُعد أمراً موسمياً".
وتضيف "لكن بعد تريث، وجدت أن مع كثرة مواقع التواصل الاجتماعي لمن يصفون نفسهم بمؤثرين، أصبحت هناك حاجة للتنظيم. الترخيص سيزيح المواقع غير المؤثرة جانباً بعد أن يجد الجميع أنفسهم مطالبين بدفع القيمة الموحدة للترخيص".
يرى علي عكاوي الرئيس التنفيذي لمجموعة أي تي بي ميديا، إحدى أكبر شركات الإعلام في الشرق الأوسط ومقرها دبي، أن هذه الخطوة "ستقوي أسس صناعة الإعلام الإلكتروني، وتدعم مكانته داخل المشهد الإعلامي المتطور".
ويقول لبي بي سي: "هذه صناعة وضعها الناس. وكأي صناعة، ينبغي أن تكون لها ضوابط وقوانين".
استياءإلكتروني
أثار نظام الإعلام الإلكتروني الجديد ردود فعل بين الإماراتيين؛ حيث علق كثيرون على عدة نقاط فيه.
وفي شهر أيار/ مايو أعلنت وزارة الثقافة والإعلام السعودية عن إعدادها وثيقة لتنظيم عمل المؤثرين في المملكة قد تتضمن أيضا فرض إصدار رخصة سنوية.
وقالت الوزارة إن الهدف هو ضمان "التزام المؤثرين بالمعايير الأخلاقية، والقيم الدينية والعادات الاجتماعية"، إلى جانب ضمان التزامهم "بالمصداقية والموضوعية".