دانييلا رحمة فجّرت مفاجأة: كلّ التوقعات انقلبت!
جو 24 :
الاعتراف يُخفّف ذنوب الأحكام المسبقة: طرح اسم #دانييلا_رحمة لبطولة "تانغو" لم يُحمِّس للوهلة الأولى. كانت الخشية اقتحام مزيد من الحسناوات الجوّ الدرامي اللبناني ذا البنية الهشّة والتركيبة المتراخية في إطارها العام. لكنّها أمام الدور التمثيلي الأول فجّرت مفاجأة. لم يكن مُنتَظراً أن تقدّم دور فرح بمهنية. قَلَبت التوقّعات ولم تُبقِ انطباعاً على حاله.
فرح في "تانغو" ("أل بي سي آي") غير قابلة للكراهية. امرأة جرفتها مشاعرها ورمتها في الهاوية. لعلّها الخيار الأكثر صواباً للدور. تمتلك جاذبية المرأة المعشوقة من النظرة الأولى، القادرة على أسْر رجل كعامر الباشا (باسل خياط) ورميه في شباكها. كلّ ما فيها مُجهَّز لتكون فرح: نبرتها، خطواتها الراقصة، نظراتها المُعلّقة، رغبتها في نفض غبار القلب، واهتزازها العاطفي. يلبسها الكاراكتير، أو تتلبّسه، وفي الحالتين لم تنزلق، واثقة من الاستمرار حتى النهاية.
الثقة تُطلق الشخصية نحو خيارات ليست بالضرورة رابحة. المرأة حين تُحبّ، تغامر بأوراقها. تتملّكها الرغبة في الاكتفاء. وفي استعادة اللحظة السعيدة. رحمة لم تترك مجالاً للشكّ في قدرتها على تجسيد التناقض: ما تريده وما لا تحصل عليه. ما تنتظره وما يسبقها. لم تكن شكلاً جميلاً فحسب، ولا امرأة ترقص بدلع، بل أمينة لأعماق الشخصية وما تفرضه عليها من تقلّبات وأثمان باهظة.
هذه الشخصية من دون إدانات وأحكام أخلاقية. سياق المسلسل (تأليف إياد أبو الشامات، إخراج رامي حنّا) وإشكالية المرأة الخائنة، له انطباعات تتّخذ غالباً طابعاً ذاتياً، لا شأن لها بأداء الشخصية ومحتوى المشهد. رحمة على مسافة من خذلان المُشاهد، ناجية حتى الآن من المبالغة أو السطحية أو سذاجة الحضور. مُقنعة في عرض الموضوع وترك النقاش حوله للمتلقّي. لا علاقة لها بـ"مع" أو "ضدّ". ولا بخلق المُبررات أو رفض كلّ مُبرّر. كثر يقعون من المرّة الأولى. هي ارتفعت.
النهار