تمويل الدولة عائق في وجه تطور كرة القدم الروسية
جو 24 :
عندما تفتتح روسيا مستضيفة كأس العالم، في 14 يونيو/ حزيران، مواجهاتها، فإنها ستشرك فريقا تصنيفه هو الأقل في النهائيات، بفارق ثلاثة مراكز خلف منتخب السعودية منافسه الأول.
ولا يوجد تفسير واحد لما تعانيه كرة القدم الروسية، لكن أحد جذور متاعب المنتخب الوطني ربما تكمن في الاقتصاد الروسي وتدخل الدولة بكامل ثقلها.
وبخلاف حالتين استثنائيتين بارزتين، فإن الاستثمارات الخاصة تجاهلت كرة القدم الروسية لذا فإن معظم أندية الدوري الممتاز تمولها سلطات محلية وشركات مملوكة للدولة، وهو ما يجعل الفرق عرضة لخفض الميزانيات.
وتسببت حالة عدم اليقين في عزوف العديد من الداعمين للدولة عن الاستثمار في تطوير اللاعبين الشبان، وبدلا من ذلك فضلوا جلب نجوم أجانب في صراع تحقيق أفضل النتائج عندما تكون الأحوال جيدة، مع خفض النفقات عندما تتقلص الميزانيات.
وقال أناتولي فوروبيوف الأمين العام السابق للاتحاد الروسي لكرة القدم "الكل يريد تحقيق مكاسب سريعة، لا أحد يرغب في الاستثمار في المدارس وقطاعات الناشئين، نسبة ضخمة من ميزانية الدولة تنفق على ضم لاعبين أجانب".
ومنذ 1990، شاركت روسيا في كأس العالم ثلاث مرات فقط وفازت بمباراتين فحسب، وتأهلت روسيا هذه المرة بصفتها الدولة المضيفة لكنها أصبحت في أدنى ترتيب لها على الإطلاق في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا)، وهو المركز 70 بين غينيا ومقدونيا.
حوافز ضعيفة
ويعد ليونيد فيدون من القلائل الذين يمتلكون ناديا في الدوري الروسي الممتاز، حيث اشترى سبارتاك موسكو في 2004، حين كان النادي يعاني من مشاكل مالية خطيرة.
واستحدث فيدون أكاديمية للناشئين وبنى إستادا يسع 45 ألف متفرج سيكون ضمن 12 ملعبا تستضيف نهائيات كأس العالم.
وأصبح سبارتاك بطلا لروسيا أخيرا العام الماضي بعد غياب 16 عاما، عقب احتلاله المركز الثاني خمس مرات منذ أن استحوذ عليه فيدون.
وقال فيدون "أموال الدولة موجودة ولا يمكن إنكار ذلك، لا يمكن أن تكون كرة القدم خارج هذا النظام، لا أحب ذلك، لكن لا توجد بدائل في هذه اللحظة".
وفي إطار خطة التطوير الإستراتيجية 2030، يدعو الاتحاد الروسي لكرة القدم إلى الاستعاضة تدريجيا بالاستثمارات الخاصة عن التمويل الذي تقدمه الدولة في كرة القدم.
لكن هذه الإستراتيجية تقر بضعف الحافز للاستثمار في كرة القدم في روسيا نظرا لقلة الإيرادات من مبيعات التذاكر وحقوق البث التلفزيوني.
ملء الفراغ
وأصبح الطريق ممهدا أمام مؤسسات عملاقة تديرها الدولة مثل بنك في.تي.بي وشركة روسنفت وشركة جازبروم لترك بصمتها على الرياضة الروسية.
ففي 2012 تعاقد زينيت سان بطرسبرج، الذي تدعمه جازبروم، مع البرازيلي هالك والبلجيكي أكسل فيتسل مقابل 80 مليون يورو (94 مليون دولار).
وعين النادي المدرب الايطالي روبرتو مانشيني العام الماضي مقابل 4.5 مليون يورو سنويا وفقا لمصدر، لكنه رحل بعد احتلال زينيت المركز الخامس في الدوري، وهو أسوأ ترتيب له خلال عشر سنوات.
ويحق لأندية الدوري الروسي الممتاز المكون من 16 فريقا اشراك ستة لاعبين أجانب بحد أقصى في وقت واحد، في إجراء يهدف لمنح الفرصة للمواهب المحلية الشابة.
لكن هذا الإجراء أدى إلى زيادة قيمة اللاعبين الروس وجعلهم يفضلون الدوري المحلي مع تنامي أجورهم بشكل ربما يتجاوز بكثير ما قد يحصلون عليه في أي مكان آخر.
وفي تشكيلة روسيا في كأس العالم 2018 يوجد اثنان فقط يلعبان خارج البلاد، وفي كأس العالم 2014، التي لم تحقق فيها روسيا أي فوز، كان جميع لاعبي التشكيلة الروسية يلعبون في الدوري المحلي.
* التأسيس من القواعد
ويركز كراسنودار بشكل كبير على اللاعبين الروس، لكن مؤسسه الملياردير سيرجي جاليتسكي يقول إنه يرغب أن تكون تشكيلة كراسنودار الأساسية معتمدة في الأساس على خريجي أكاديمية الناشئين في النادي.
ولم تحظ بعض الأندية الأخرى في مدن روسية أصغر بهذا القدر من الحظ، وهبطت العديد من الأندية التي تتلقى دعما من الدولة من الدوري الممتاز أو اختفت تماما.
وقال مدرب ورئيس النادي السابق فاليري جازاييف "لم نتلق تمويلا (من الحكومة المحلية) لسبعة أشهر، وصلنا لنقطة أصبح من المستحيل فيها الحفاظ على بقاء النادي".
(رويترز)