تونس في كأس العالم.. أسباب تدفعنا للتفاؤل بـ "نسور قرطاج"، وأخرى تدعونا للتفكير بواقعية
بـ6 انتصارات وتعادلين، تأهلت تونس إلى كأس العالم في روسيا، بعد غياب عن آخر نسختين، حيث كانت المرة الأخيرة التي تأهلت فيها تونس إلى المونديال في ألمانيا عام 2006. تأهُّل المنتخب التونسي جاء على حساب المنتخب الكونغولي العنيد، في مجموعة ضمت المنتخب الليبي ومنتخب غينيا. جمع المنتخب التونسي 14 نقطة وسجل 10 أهداف، واستقبلت شباكه 4 أهداف.
مسيرة المنتخب التونسي في التصفيات مرت بلحظة حاسمة عندما كانوا متأخرين بنتيجة (0-2) أمام المنتخب الكونغولي في قلب العاصمة الكونغولية، كينشاسا، قبل أن ينتفض رجال المدرب نبيل معلول ويعدلوا النتيجة في دقيقة واحدة ويؤمِّنوا صدارة المجموعة.
لكن رغم الأداء شبه الثابت في مشوار التصفيات، ظلت الانتقادات تلاحق كتيبة نبيل معلول فيما يخص الأداء واختيارات اللاعبين، قبل أن تتوقف مؤقتاً بعد الأداء الكبير الذي قدمه "نسور قرطاج" أمام المنتخب الإسباني في المباراة الودية التي أقيمت منذ يومين وانتهت بفوز بشِقِّ الأنفس للمنتخب الإسباني بنتيجة (1-0).
سنعرض هنا أبرز العوامل التي قد تؤثر إيجابياً وسلبياً على مسيرة المنتخب التونسي في روسيا.
العوامل الإيجابية
نبيل معلول على رأس القيادة الفنية
منذ توليه مسؤولية الإدارة الفنية للمنتخب التونسي، ولا أحد يمكنه إنكار التحسُّن والتطور في أداء "نسور قرطاج"، حيث أدار 10 مباريات للمنتخب التونسي، فاز بـ5 مباريات وتعادل في 4، وخسر مباراة واحدة.
تم استدعاء نبيل معلول لإدارة الفريق بعد خروج المنتخب التونسي من دور ربع النهائي في بطولة أمم إفريقيا الأخيرة على يد منتخب بوركينا فاسو وإقالة المدرب البولندي هنري كاسبرزاك. تواجد معلول غيَّر الكثير من الأوضاع، سواء على المستوى النفسي أو الجماعي بين لاعبي الفريق، كما أعطى الكثير من الحلول الفنية على أرضية الميدان. من خلال استدعائه لاعبين محليين قادرين على تقديم الإضافة مثل غيلان الشعلالي، وإعطاء مجال أكبر للاعبين، مثل علي معلول ونعيم السليطي، لتقديم كل ما لديهم، مع تألُّق النجم الكبير يوسف المساكني تحت قيادته ليقود منتخب بلاده إلى المونديال.
عودة الروح
يمتلك منتخب تونس الآن ما كان ينقص المنتخب في فترات زمنية سابقة؛ ألا وهو التوحد وروح الفريق. كان ينقسم المنتخب التونسي -فيما سبق- إلى محليِّين ومحترفِين، وكان هذا الانقسام ما يؤثر دائماً على الانسجام والتعاون ما بين لاعبي المنتخب. لكن في هذه الفترة ومنذ وصول نبيل معلول وهنالك روح مختلفة تسود الأجواء التونسية، وتجمع اللاعبين بغض النظر عن اللغة أو الاحتراف من عدمه. هذه الروح تسهِّل التغلب على الكثير من العقبات والمشاكل التي قد تواجه الفريق أو واجهته بالفعل مثلما حدث بمباراة الكونغو، في كينشاسا، عندما انتفض الفريق وعادلَ النتيجة في أهم مباريات التصفيات.
أداء رائع في الوديات
فوز على إيران (1-0)، وفوز على كوستاريكا (1-0)، وتعادلٌ مع البرتغال (2-2)، وتعادل مع تركيا (2-2)، وخسارة من إسبانيا (0-1).. هذه هي حصيلة المنتخب التونسي في المباريات الودية التحضيرية لبطولة كأس العالم. قدَّم المنتخب التونسي عروضاً قوية للغاية، خاصة أمام نظيره البرتغالي، الذي فرض عليه التعادل بهدفين لكل منهما. وكما قدَّم مباراة كبيرة جداً أمام المنتخب الإسباني، الذي استطاع خطف هدف الفوز بشق الأنفس بعدما أضاع لاعبو المنتخب التونسي 3 أهداف محققة.
العوامل السلبية
الإصابات
ضربت الإصابات المنتخب التونسي في مقتل؛ بإصابة كل من أيمن عبد النور قلب دفاع نادي فالنسيا والمعار إلى نادي أولمبيك مارسيليا، وكان عبد النور يشغل مركز قلب الدفاع الأساسي في منتخب تونس. كما يغيب نجم المنتخب التونسي الأول؛ يوسف المساكني، الذي قاد حملة تأهل "نسور قرطاج" إلى المونديال قبل أن يصاب بالرباط الصليبي، ليتأكد غيابه عن البطولة.
كما يعاني قائد هجوم المنتخب التونسي، وهبي الزري، إصابة في العضلة الضامة لم يتعافَ منها حتى الآن، ورغم ذلك أعلن نبيل معلول اسمه في القائمة المسافرة إلى روسيا.
نقص الخبرة
إصابة أيمن عبد النور ويوسف المساكني، جعلت المنتخب التونسي يعاني نقصاً واضحاً في الخبرات التي ستكون موجودة مع الفريق في كأس العالم. تبيَّن هذا، في لقائي تركيا وإسبانيا. في لقاء تركيا، كان الفريق متقدماً حتى الأنفاس الأخيرة بنتيجة (2-1)، لكن التوتر ونقص الخبرة أعطيا الفرصة للمنتخب التركي لتعديل النتيجة. تماماً كما حدث أمام الـ"لا روخا"، حيث قدم الفريق مباراة كبيرة قبل أن يقتنص المنتخب الإسباني هدفاً في الدقيقة الـ84.
مجموعة صعبة
وقع المنتخب التونسي في مجموعة قوية للغاية، يصعب التأهل منها، يوجد بها المنتخب البلجيكي المدجج بالنجوم في مختلف الدوريات الأوروبية والمنتخب الإنكليزي الذي يسعى لتعويض خيبة الأمل جراء الخروج المبكر من كأس عالم 2014، إضافة إلى منتخب بنما.
تبدو مسيرة المنتخب التونسي في كأس العالم القادمة متأرجحة بين الأمل واليأس والتفاؤل والإحباط؛ لكنَّ المؤكد أن "نسور قرطاج" لديهم من الإمكانات ما يسمح لهم بتقديم بطولة كبيرة للغاية.
وكالات