"لا تحاول اللحاق بي"... 5 سيّدات عربيات يحرجن الرجال في حلبات السباق وينافسن على لقب "الأسرع" في العالم
جو 24 :
شكَّل رفع حظر القيادة عن المرأة في السعودية لحظة تاريخية لنساء المنطقة العربية؛ لكن حتى قبل هذا الحدث، لم تكتفِ بعض النساء العربيات بمنافسة الرجال في القيادة على الطرقات، بل انتصرن عليهم في حلبات السباق أيضاً. ونجحت هؤلاء النسوة في المشاركة في مجال رياضة المحركات الآلية، وحتى المشاركة في بطولات سباق السيارات، كما امتهنت أخريات وظائف على غرار تعليم القيادة، وقيادة سيارات الأجرة. ومع احتفاء النساء السعوديات بإمكانهنّ صعود السيارة وقيادتها، ابتداء من شهر يونيو/حزيران 2018، فإن تقريراً لموقع Rally Star الأميركي سلَّط الضوء على 5 نساء عربيات رائدات، تألقن وأصبحن سائقات سيارات سباق مشهورات في المنطقة العربية.
آمنة القبيسي: على طريق والدها
من بين هؤلاء النسوة: ابنة سائق سيارات السباق الإماراتي خالد القبيسي، الذي صنع المجد لدولة الإمارات العربية المتحدة، حين أصبح أول إماراتي يتنافس في سباق 24 Hours of Le Mans الأسطوري في فرنسا، ويقف مرّتين على منصة التتويج. ومنذ ذلك الحين، تركت آمنة بصمتها الخاصة في عالم السباقات، كأول امرأة إماراتية تشارك في رياضة سباق السيارات مع أكاديمية "ضمان للسرعة". بدأت آمنة تمارس الكارتينغ في سن الرابعة عشرة، كما كانت أول امرأة عربية تشارك في نهائيات RMC World Finals. بعد ذلك بعامين، بدأت بالمنافسة دولياً لتصبح من بين أفضل 10 متسابقين.
نور داوود: تعشق التفحيط
تعشق ما يُعرف بـِ "التفحيط" (أي جعل السيارة تنزلق مع التحكم فيها، بأن يكون اتجاه العجلة الأمامية مخالفاً للاتجاه الفعلي الذي تسير فيه)، كما تتنافس نور داوود في سباقات الشوارع. نور، هي إحدى عضوات فريق السباق النسائي العربي Speed Sisters، الذي تمَّ تأسيسه في الضفة الغربية في العام 2009، وبدأ شغفها برياضة سباق السيارات في سنٍّ مبكرة، حيث اعتادت جمع لعب السيارات. وعلى الرغم من أن نور لطالما أحبَّت ممارسة الرياضة، إلا أن الرياضات البدنية لم تكن تستهويها على الإطلاق، حتى تعرَّفت على رياضة سباق السيارات. وفي العام 2009، شاركت نور في اختبار السرعة، وانتقلت خلال سنة 2011 إلى رياضة سباقات مختلفة، ألا وهي "التفحيط". حينها فقط، شعرت أنها الرياضة التي تلائمها وواصلت منذ ذلك الوقت مسيرتها في هذا المجال.
بيتي سعادة: لم تتخلَّ عن حلم الـ Formula 1
بالنسبة لبيتي سعادة، حبُّ السباقات يجري في دمها. ويُعدُّ والدها وشقيقها أيضاً من بين المتسابقين المشهورين في المكسيك، مع العلم أن العائلة من أصولٍ فلسطينية، وبالتحديد من بيت لحم. بيتي هي الشقراء الساحرة والعضوة في فريق السباق الفلسطيني Speed Sisters، عقدت في وقتٍ سابق صفقة رعاية مع فرع ٍمحلي لشركة السيارات الفرنسية "بيجو". وفي الوقت الراهن، تقطن سائقة سيارات السباق، التي ولدت في المكسيك، في رام الله مقر السلطة الفلسطينية وتحمل معها أحلاماً كبيرة للمشاركة في سباقات الـ Formula 1.
يارا شلبي: حياة مزدوجة لم تمنعها من الفوز برالي الفراعنة
أثناء رحلات التخييم والسفاري التي قامت بها برفقة أشقائها، وقعت يارا شلبي في حبّ سباقات الرالي، عندما كانت طفلة. تعيش هذه المرأة، البالغة من العمر 30 سنة، حالياً حياة مزدوجة. فهي أم، وتعمل أيضاً كأخصّائية في تكنولوجيا المعلومات في أحد البنوك؛ بالإضافة إلى كونها سائقة راليات فازت بمجموعة من الجوائز في السباقات، حيث كانت من بين مجموعة صغيرة من النساء اللواتي نافسن ضدّ الرجال. وفي العام 2014، فازت يارا بالمركز الأول في الفئة الوطنية من مسابقة Pharaons International Cross Country Rally، التي تنظمها مصر. كما حصلت على أولى الجوائز في El Gouna Rally Cup، بالإضافة إلى Al Remal Desert Challenge Rally، وAl Farouky Desert Challenge. وفي الواقع، لم تحقّق شلبي هذه النجاحات في مجالٍ كان حكراً على الرجال وحسب، بل تمكنت أيضاً من فعل ذلك دون أن تحظى بتدريب أو تمويل – كما يحظى السائقون الذكور، والذي غالباً ما يساعدهم على تقديم أداء أفضل. أما الآن، فهي عازمة على إنشاء مدرسة تُعنى بتعليم رياضة سباق السيارات للإناث فقط.
مرح زحالقة: تتخطى حظر التجوال والتضييق العسكري
تقطن مرح زحالقة، وهي إحدى أعضاء Speed Sister، في مدينة جنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وجدت شغفها في رياضة سباق السيارات حينما بلغت من العمر 17 سنة، بعد أن قام أحد أصدقاء العائلة باصطحابها إلى أحد سباقات الأوتوكروس، وسمح لها بأخذ سيارته في جولة حول المضمار لتدمن بعد ذلك تلك الرياضة. ومنذ تلك اللحظة، باتت زحالقة أصغر أعضاء Speed Sisters، الذي يعد أول فريق لقيادة سيارات السباق في الشرق الأوسط. كما تمَّ منح زحالقة لقب "أسرع امرأة في فلسطين". وبما أنها قضت حياتها تحت حظر التجوال والتضييق العسكري، خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أدركت زحالقة أن تحقيق أحلامها سيستدعي منها عزيمة قوية وإصراراً، وهو بالضبط ما فعلته.