أنظار العالم إلى روسيا... لعبة الفقراء بين أيدي الأغنياء
هادئ، بسيط ومميز افتتاح نهائيات كأس العالم الـ21 لكرة القدم والتي تستضيفها روسيا حتى 15 تموز المقبل. عرض افتتاحي أراده الرئيس فلاديمير بوتين ليكرس موقع روسيا الرائد في العالم قطباً ثانياً بعد الولايات المتحدة.
"القيصر" حشد نحو عشرين زعيماً من العالم، تقدمهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إذ كان منتخب "الأخضر" طرفاً في المباراة الافتتاحية التي خسرها السعودي بخماسية بيضاء.
بوتين يعشق لعبة الهوكي على الجليد ويتقن الجودو، وهو يعرض حالياً مهاراته الكروية في تنظيم البطولة الأغلى لدكّ شباك خصومه بالاصابات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية. وقد وجّه في كلمته لافتتاح "المونديال" إشارات سياسية، فاستهلها مرحباً بالعالم في روسيا، قائلاً: "أهنئكم جميعا بانطلاق أهم بطولة في العالم. فعلنا كل شيء لكي يشعر الجمهور والمختصون بأجواء جيدة في العرس الكروي، ولكي يشعر الحضور بالرضى، ويحصلوا على أصدقاء جدد في روسيا"، داعياً الى ابعاد السياسة عن الرياضة.
وأضاف: "في بداية البطولة الرئيسية على متن الكوكب، هذا الحدث الرياضي الكبير الذي تشهده روسيا للمرة الأولى، نحن سعداء للغاية، كرة القدم في بلدنا ليست الأولى، بل هي حب من النظرة الأولى". وختم: "نحن يجمعنا حب كرة القدم، هذه الرياضة لا تفرقها اللغات أو الأعراق، وأساسها هو الإنسانية، وهدفنا أن نقرّب بين الجميع من أجل المستقبل ودعم السلام، أتمنى للجميع ولكل الفرق النجاح. مرحباً بكم في روسيا".
وأنفقت الحكومة الروسية نحو 13 مليار دولار لتنظيم الحدث، وتحدي عقوبات الغرب الذي يحاول عزلها الى مواقفها في عدد من القضايا السياسية العالمية، أبرزها التدخل في الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، وضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، الى أزمة الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال.
فتم تأهيل المدن المضيفة الـ11، وأزيلت بعض تركات الحقبة السوفياتية، وأعيد تأهيل المطارات وأنشئت مناطق مخصصة لإقامة المشجعين، وبنيت فنادق ومجمعات رياضية، يؤمل استغلالها مستقبلاً في القطاع السياحي، إذ دعا الرئيس الى "استخدام الملاعب الجديدة بذكاء".
المنتخب الروسي فاز على ضيفه السعودي 5-0 على وقع تبادل النظرات والإشارات بين بوتين والأمير محمد بن سلمان، يتوسطهما رئيس "الفيفا" جياني اينفانتينو.
المنافسة ستكون على أشدها طوال شهر، وسط ترشيحات لنيل اللقب تصب في مصلحة المنتخبات الكبيرة مثل ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وفرنسا، فيما يستعد لاعبون لتسجيل حضورهم المونديالي ومحاولة تحقيق أرقام تُحفر في سجلات البطولة.
أمس رحبت روسيا بالعالم، وستكون ملاعبها ومدنها قبلة لعشاق "الساحرة المستديرة" أو "لعبة الفقراء التي يديرها الأغنياء".