jo24_banner
jo24_banner

تبادل رسائل التهاني بالعيد.. هل هو تواصل حقيقي أم مجاملات غير مجدية؟

تبادل رسائل التهاني بالعيد.. هل هو تواصل حقيقي أم مجاملات غير مجدية؟
جو 24 : ما إن يقارب شهر رمضان المبارك على الانتهاء، حتى يبدأ الناس بتبادل عشرات الرسائل المكتوبة والمصورة، أو مقاطع الفيديو للتهنئة بحلول عيد الفطر السعيد، والتي أصبحت هي الطريقة المفضلة أو "الأسهل" لدى الغالبية العظمى في تبادل رسائل "التهنئة" في مختلف المناسبات.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أنها وسيلة تواصل "فعالة" في المناسبات، إلا أن آخرين يعتقدون بأنها وسيلة "تقليدية" تباعد أكثر مما تُقرب، في ظل التطور التكنولوجي الذي ساد العالم أجمع، وأصبح الجميع على اتصال ببعضهم بعضا بدون الالتقاء أو الحديث المباشر، بل يكتفون بإرسال رسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، لتعد بديلا عن التواصل المباشر.
ومنذ أن توسعت شريحة المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي ومستخدمي الهواتف الذكية، اتجه العديد من الناس لتبادل التهاني في المناسبات عبر الرسائل النصية أو الجاهزة، نظراً لسهولة الاستخدام والسرعة في إرسال أكبر عدد ممكن من الرسائل خلال ثوانٍ ولعشرات الأشخاص.
علياء جودت تتبع الطريقة ذاتها في تهنئة المحيطين بها بالمناسبات والأعياد، لكنها تُفضل الرسائل التي تكتبها بنفسها، فتراها تعبر عن ذاتها، وتقوم بإرسالها لأقاربها وزملائها في العمل، لتكون أكثر تعبيراً عن مشاعرها؛ إذ إنها لا تفضل الرسائل "الجاهزة" المتداولة، ويمكن أن يتلقاها الشخص من أكثر من صديق، وعادةً ما تضع اسمها مع نهاية كل رسالة. وتعتقد علياء أن هذه الطريقة "المُستهلكة" جعلت الكثيرين يكتفون بالرسائل النصية والصور، بديلا عن الزيارات أو التواصل سواء في العيد أو المناسبات الاجتماعية الأخرى، وكما يُقال "التكنولوجيا أبعدت القريب وقربت البعيد"، مما أضعف الروابط الاجتماعية.
أما رندا سميح فتلقت منذ أيام العديد من الرسائل، التي تشعرها من خلالها بأن هناك أحباء يتذكرونها ويتمنون لها ولعائلتها أطيب الأمنيات، مبينة "وهي إن دلت فإنما تدل على مدى التواصل الذي يربط الجميع، حتى وإن كانت تلك الرسائل تأتي بطريقة غير مباشرة وتقتصر على مواقع التوصل الاجتماعي أو رسائل الواتساب".
وفي المقابل، فإن سميح تبادل الآخرين التهاني والكلمات الجميلة والدعاء ذاته، ومقاطع الفيديو المحببة التي تتحدث عن العيد، وأهمية التواصل ما بين الأقارب والجيران والأصدقاء، بعد أن قضى الجميع شهر رمضان بأجواء عائلية جميلة ختامها "مسك في العيد".
وكانت إحصائية نُشرت في "الغد" العام الماضي، بينت أن ما يقارب 70 % من مشتركي الهواتف المحمولة في الأردن يستخدمون الهواتف الذكية، والتي تبين مدى سهولة التواصل بين المشتركين من خلال استخدام التطبيقات التي تسهم في "تواصل تقني" بين الأفراد، إلى الحد الذي أصبحت فيه العلاقات في المناسبات تعتمد اعتمادا كبيرا على "الرسائل النصية".
فيويدهات كثيرة متنوعة أطلقها البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث في مضمونها عن العيد.. ووداع شهر رمضان المبارك، سواء بطريقة فكاهية أو روحانية، وجميعها تم تداولها بسرعة وعلى نطاق واسع بين شريحة كبيرة من المواطنين.
وفي ذلك، تقول هلا حسن، إنها تهتم كثيرا بتبادل بعض الفيديوهات الجميلة والصور والأدعية مع صديقاتها، وكذلك المقاطع الغنائية المختصة بالعيد، وكيف يمكن تداولها في دول عدة، وليس فقط على مستوى المملكة.
واستلمت حسن مقطع فيديو فيه دعاء جميل وقصير، قامت بإرساله إلى صديقاتها، كما قامت بنشره عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، ليكون تهنئة لجميع من يشاهدها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتعتقد أن هذه الوسيلة أصبحت الأكثر استخداماً، على الرغم من أن التواصل المباشر هو الأفضل في جميع الحالات، ولكن أصبح تبادل التهاني بين الناس بهذه الطريقة "أمرا معتادا".
أخصائي الاجتماع الأسري مفيد سرحان، ينوه إلى أن الجانب الآخر لهذه الرسائل "الجاهزة" والمكررة سواء من حيث الشكل والمضمون، والتي تعد تقليداً للآخرين في تداولها، قد "تضعف من قيمة الرسالة والتهنئة إذا ما أرسلناها للآخر"، ويا حبذا لو كانت الرسالة عبارة عن كلمات بسيطة ومتواضعة فيها تعبير عما يجول في خاطرنا تجاه الآخرين ممن نحبهم ونتذكرهم في مثل هذا اليوم، لنبادلهم التهنئة ورسائل التذكير بالعبادات والنوافل التي نقوم بها في رمضان، ويُفضل أن "تُذيل هذه الرسالة باسم المرسل لتحمل قيمة أكبر"، على حد تعبير سرحان.
ويشدد سرحان على أن التواصل المباشر وتبادل التهاني أو المشاركة في المناسبات على اختلافها بين أفراد المجتمع من شأنها أن تقوي الصلات بينهم ويرسخ مفهوم صلة الرحم بين الصغار والكبار على حدٍ سواء، والمصافحة والابتسامة المتبادلة هي أقوى رابط بين الناس.
وفي الوقت ذاته، يرى سرحان أن تلك الرسائل على اختلاف شكلها ومضمونها، أو سواء كانت "جاهزة التصميم أو يكتبها الشخص المرسل نفسه" فإنها تعد إيجابية بحد ذاتها، وذلك لأسباب عدة أهمها "أنها تنشر الفرح والابتهاج في النفوس في كل مرة يتلقى فيها الشخص رسالة تهنئة في أي مناسبة".
وتسهم هذه الرسائل بخلق أجواء احتفالية في المناسبات، بحسب سرحان، الذي يؤكد أن وجود مثل هذه الرسائل والتطبيقات لها دور كبير في توسعة الشريحة التي نتبادل معها التهاني من المجتمع، فبسبب سهولة الإرسال يمكن للفرد أن يرسل لأكبر عدد ممكن من معارفه وأصدقائه وأقاربه، وهذه من الإيجابيات الأخرى لها.
ولكن يشدد سرحان على أهمية أن يرافق هذا التذكير والتهنئة والحديث المتبادل في الرسائل، التزام كامل من الجميع بمبادئ وحقوق هذه المناسبات، من حيث أداء العبادات والالتزامات الدينية والاجتماعية التي تترجم ما تم تبادله في التهاني والرسائل، ويكون ترجمة عملية لما عبرنا عنه فيها.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير