محللون يحذرون من أي تراجع في الموقف الأردني من القضية الفلسطينية.. وتأكيد على قدرة الأردن
جو 24 :
مالك عبيدات - حذر محللون سياسيون من أي تراجع بالموقف الأردني حيال القضية الفلسطينية، أو الاستجابة لأي ضغط يُمارس على المملكة بهدف تمرير ما يصطلح على تسميتها "صفقة القرن"، لافتين إلى خطورة وحساسية المرحلة التي تعيشها المنطقة.
يأتي هذا عقب زيارة قام بها رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الأردن تناولت التطورات على الساحة الاقليمية ومستجدات القضية الفلسطينية والأزمة السورية، وما تبع ذلك من زيارة لمستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى الأردن.
وأجمع المحللون على أن زيارتي نتنياهو وكوشنر جاءت بهدف "جس نبض الاردن الرسمي" حول صفقة القرن، وتمرير رسائل ضغط على الجانب الأردني من أجل الاذعان والقبول بتلك الصفقة، لافتين إلى أهمية تصريحات الملك التي أكدت تمسّك الأردن بموقفه من سبل حلّ القضية الفلسطينية.
نوفل يُحذّر..
أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أحمد سعيد نوفل، حذّر بدوره من الوعود الكاذبة التي يطلقها رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، قائلا إن "الثقة بوعود نتنياهو وتعهداته ضرب من العبث"، مشيرا إلى أن الاحتلال الاسرائيلي أكثر من نكث بالعهود والاتفاقيات وانقلب على الشرعية الدولية.
وقال نوفل لـ الاردن24: "أعتقد أن نتنياهو جاء لتقديم وعود حول امكانية اقامة الدولة الفلسطينية والأماكن المقدسة والوصاية الهاشمية عليها"، مجددا تأكيده على ضرورة الحذر من زيارة نتنياهو وما يطلقه من وعود وتصريحات.
ورجّح نوفل أن تكون الزيارة بهدف رصد موقف الاردن من صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية على حساب المملكة، مشيرا إلى أن الانخراط فيها بأي شكل من الأشكال يعني اقامة "الوطن البديل"، ويعني أن "القدس لم تعد عاصمة الدولة الفلسطينية فعلا".
ولفت نوفل إلى أن تداعيات مثل تلك الخطوة ستكون خطير في الشارع، مرجّحا أن يصمد الأردن ويرفض كلّ الضغوطات العربية والدولية عليه من أجل قبول تلك الصفقة "خاصة وأنها تمسّ الولاية التاريخية للهاشميين على المقدسات".
الحوارات: أي تنازل يعني ضياع حقوق 800 ألف لاجئ في الأردن
ومن جانبه، قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور منذر الحوارات إن التصريح الرسمي الأردني كشف عن تمسّك المملكة بموقفه حول قضايا اللاجئين والحلّ النهائي والقدس الشريف، ولم يُظهر أي تنازلات في هذا الاطار، مشيرا إلى أن أي تنازل أردني يعني ضياع حقوق 800 ألف لاجئ لا يحملون أرقاما وطنية ويتواجدون على أرض المملكة بانتظار حل قضيتهم.
وشدد الحوارات على ضرورة عدم التساهل مع تمدد المستوطنات الاسرائيلية، وذلك لكونه سيدفع الفلسطينيين إلى هجرة أراضيهم أيضا.
وأضاف الحوارات لـ الاردن24: "قد يكون هناك ضغوط على الاردن للحديث عن ما يسمى صفقة القرن وما يتسرب من معلومات حول اعادة تاهيل غزة، وهنا لا بد من التذكير بموقف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قال بشكل صريح أن لا سلطة بدون غزة ولا دولة بدون الضفة"، مؤكدا على أن "مصلحة الأردن تكمن بعدم تقديم أي تنازلات".
وقال الحوارات إن الزيارة قد تستهدف "جسر الهوة بين الاردن واسرائيل في ظلّ الضائقة الاقتصادية التي تمر بها المملكة"، مشيرا إلى أن "الأردن قد يكون وقع فعليا تحت حصار اقتصادي كان للاحتلال دور فيه، لكن لا يبدو أن المملكة سترضخ لذلك الابتزاز".
وأكد الحوارات على أن الأردن قادر على الصمود ولن يستطيع أحد اجباره على الرضوخ طالما ظلّ متمسكا بقرارات الشرعية الدولية.
ولفت الحوارات إلى التصريحات الرسمية الصادرة عن الجانبين الأردني والفلسطيني والتي وصفت الحديث عن "صفقة القرن" بكونها "مضيعة للوقت"، مشيرا إلى امتلاك كلا الطرفين الخبرة للتعامل مع كلّ هذه الضغوط..