هل يؤثر الحمل على صحة أسنان المرأة؟
جو 24 :
نقلت صحيفة "ميرور" البريطانية عن النجمة الإنجليزية "ستايسي سولومون" قولها إن الحمل أثر بشكل سلبي على أسنانها، موضحة أنه خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملها الثاني كانت تراجع طبيب أسنانها أكثر من مراجعتها للقابلة.
وقالت ستايسي: "فجأة وجدت أسناني تُنخر من اليسار واليمين والوسط، وتحول لون أسناني إلى لون مضحك، واضطررت إلى خلع بعضها بسبب تلفها الشديد وسرعان ما كان فمي مليئًا بالحشوات".
وقالت بعض النساء في حديث لـ "عربي21"، إنهن عانين من آلام الأسنان في فترة الحمل أكثر من أي فترة أخرى، حيث قالت عالية الدواهيك: "لقد حملت أربع مرات وفي كل مرة كنت أفقد أحد أضراسي".
ووافقتها فاطمة عبد الله في الأمر وقالت: "عانيت كثيرا أثناء الحمل من ألم في الأسنان والتهابات في اللثة، وكثيرا ما كنت خلال الأشهر الأولى لحملي أذهب لعلاج أسناني عند الطبيب".
وأشارت إباء الحجوج إلى "أنها قبل الحمل لم تكن تعاني من أي ألم في أسنانها، ولكن في أثنائه بدأت تتألم كثيرا خاصة على مستوى الأضراس واللثة".
رأي الخبراء
وعلق الطبيب "نايجل كارتر" المدير التنفيذي لمؤسسة صحة الفم البريطانية في حديث لـ "ميرور" على حالة النجمة "ستايسي" بالقول إنها حالة نادرة.
من جهتها، أشارت أخصائية طب النساء والتوليد، عبير مسعود، إلى أنه لا يوجد من الناحية الطبية أي علاقة بين الحمل وضرر الأسنان.
وتابعت في حديث لـ "عربي21": "ولكن الذي يحدث هو عدم عناية الحامل بأسنانها، وخاصة أن بعض النساء يصبن بحالة من الغثيان في المعدة حين يستخدمن معجون الأسنان أثناء الحمل، مما يدفعهن لعدم استخدامه، وهذا ما يؤثر على صحة الفم عموما وليس الأسنان فقط".
بدوره، أكد استشاري عقم وأطفال أنابيب ونسائية وتوليد، إيهاب أبو مرار، أن للحمل تأثير سلبي إلى حد ما يمكن أن يصل للأسنان واللثة.
وتابع مستدركا في حديث لـ "عربي21": "لكن لا يحدث هذا الأمر في جميع الحالات، بل تتفاوت النسبة بين امرأة وأخرى، لذا العناية بالأسنان قبل وأثناء الحمل ضرورية للتقليل وتفادي الآثار السلبية للحمل على الأسنان واللثة".
وأشار إلى أن "نقص الفيتامينات والمعادن والتغير الهرموني بالحمل له دور كبير، بالإضافة إلى الغذاء غير المتوازن، وضعف الدم المتوقع بالحمل، كلها مجتمعة هي كفيلة أن تسبب ألم الأسنان".
وخلص بالقول: "ضعف الأسنان متوقع لكل الحوامل، لكن التأثير يختلف من امرأة لأخرى، وذلك حسب جودة أسنانها وعنايتها بها".
من ناحيته، أوضح أخصائي طب الفم والأسنان، رأفت أبو سارة، بأن المرأة في فترة الحمل تمر بتغيرات في الهرمونات، وأهم هرمون يفرزه الجسم في هذه المرحلة هو هرمونا بروجسترون، واستروجين، وهما يعملان على زيادة تدفق الدم للجسم خصوصا في منطقة اللثة لأنها تعتبر أنسجة رقيقة، بحسب قوله.
وأضاف في تصريح لـ "عربي21": "وينتج عن زيادة هذه الهرمونات حالة من التقيؤ، وهذا القيء يكون به نسبة عالية من أحماض المعدة ويتراكم بعضها على الأسنان واللثة وخاصة المناطق التي لا تصلها فرشاة الأسنان".
وتابع: "وهذا الأمر يزيد نسبة البكتيريا والتي تقوم على أكل السكريات والكربوهيدرات، وتصبح فيها حاضنة تجعلها تفرز إفرازاتها الحامضية أكثر، وهذا الأمر هو الذي يسبب تسوس الأسنان والتهاب اللثة عند الحامل".
وأشار إلى أن "هناك اعتقادان خاطئان عند كثير من النساء بأن المرأة تفقد سنا في كل حمل لها، وبأن الجنين يأخذ الكالسيوم من عظام وأسنان الأم، وفي الواقع لا توجد أي دراسة طبية في العالم تثبت هذا الأمر، وإنما الطفل يأخذ الكالسيوم مما تتناوله الأم من طعام".
وأضاف: "لذا، على المرأة مراجعة الطبيب حتى يكتب لها الكالسيون والفيتامينات الإضافية لأن الطفل يمتص هذه العناصر من طعام أمه، وإذا لم تأخذه يتحول جزء كبير من هذا العنصر الموجود في طعامها الذي تتناوله بالكميات التي كانت معتادة أن تتناولها قبل الحمل للجنين بدلا من وظيفته الأصلية وهي ترميم العظم والأسنان".
ولفت إلى أن أهم الدراسات قالت بأن ما بين 60 إلى 75 في المئة من النساء الحوامل يعانين من التهابات اللثة "وذلك أمر طبيعي نتيجة الهرمونات التي يفرزها الجسم".
وختم حديثه بالقول: "ويرافق الحمل أيضا إرهاق يؤدي لحدوث توتر في الجهاز العصبي، وإذا كان عندها تسوس خفيف يمكن أن يتطور ويصبح التهاب عصب، وليس لأن السوس وصل إليه، بل لأن جهازها العصبي أصبح مرهق بشكل عام"، لافتا إلى أن "المرأة خلال الحمل تكون عندها طاقة، ويصبح عندها إقبال شديد على السكريات والمعجنات، مما يساهم بزيادة البكتيريا التي تفرز الحمض والذي يسبب تلف للأسنان".
ونصح الخبراء النساء الحوامل بالاهتمام بأسنانهن، وتنظيفهن بشكل دائم وبطريقة صحيحة، كما نصحوهن بمراجعة الطبيب لفحص نسبة الكالسيوم عندهن، حتى يصف لهن هذا العنصر المهم للأسنان إذا كن يعانين من نقص فيه.