#افتحوا_الحدود .. المواءمة بين الانساني والأمني
جو 24 :
أحمد عكور - أبدى الأردنيون خلال الأيام القليلة الماضية تجاوبا واسعا مع تطورات الأزمة السورية وما تشهده مناطق الجنوب السوري من عملية عسكرية يشنّها الجيش السوري على مدينة درعا الحدودية مع الأردن.
وبينما أكد الأردن على لسان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ووزير الخارجية أيمن الصفدي "استمرار اغلاق الحدود في وجه الهاربين من العمليات العسكرية"، أطلق الأردنيون وسم ( #افتحوا_الحدود ) للمطالبة بفتح الحدود الشمالية أمام اللاجئين والهاربين من الآلة العسكرية السورية والفصائل المسلحة بمناطق الجنوب، فيما اختار آخرون مؤازرة الموقف الرسمي انطلاقا من تخوّفات أمنية عديدة على رأسها تسلل عناصر ارهابية بين اللاجئين الجدد المفترضين.
تخوّف البعض من تسلل عناصر ارهابية منطقي وله ما يبرره، لكنه لا يعني تخلّينا عن دورنا وواجبنا الانساني أولا والعروبي ثانيا؛ فهناك واقع على الأرض يقول إن هاربين من الموت يقفون على أبواب الأردن ويحتاجون إلى الحماية والايواء الفوري والعاجل، ونحن ندرك أن الآلة العسكرية في سوريا لا تميّز بين طفل أو شيخ أو امرأة أو حجر أو شجر، ولنا في الغوطة وحمص وحلب وحماة مثل!
صحيح أن المجتمع الدولي تخلّى عن واجبه ومسؤولياته تجاه الأشقاء السوريين بعد كلّ هذا العبث الذي تقوم به الدول العظمى في سوريا، وصحيح أيضا أن المجتمع الدولي يترك الأردن وحيدا -مرة أخرى- يتحمّل نتيجة كلّ ذلك العبث، ولكن هذا لا يعني أن نتخلّى نحن عن الأشقاء..
المطلوب اليوم وبشكل سريع من الدولة الأردنية إعادة تقييم للأوضاع التي تشهدها الحدود الشمالية، وايجاد آلية نُقدّم بها الانساني على ما سواه لاغاثة الملهوفين والهاربين من الموت، على الأقل، أن نستضيف الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يحبّ أحدنا أن يكون ابنه أو أمه أو والده مكانهم، ولا يمكن أن تقوم التنظيمات الارهابية بتجنيدهم..