"جنوب سوداني" يحلم بصناعة التاريخ مع منتخب إسكندنافي
لم يكن يحلم الدنماركيون بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2018، تحديدا بعد وصولهم إلى الأدوار الإقصائية والتي تقام على مباراتين، كانتا أمام أيرلندا، بعد انتهاء مباراة الذهاب بالتعادل السلبي على الأراضي الدنماركية، ليقوم كريستيان إريكسن بتسجيل ثلاثية "هاتريك" ويصنع السوداني – الأوغندي بيوني سيستو هدفين، لتتأهل الدنمارك إلى نهائيات كأس العالم بفوز عريض، 5-1.
وولد سيستو في أوغندا لأبوين من جنوب السودان قبل تشكيلها، قبل أن تقرر عائلته المغادرة إلى جنوب السودان بشكل مؤقت، قبل المهاجرة إلى الدنمارك والاستقرار فيها، وتأقلمت عائلة سيستو في المجتمع الاسكندنافي، وكيف كانت الاختلافات بينه وبين نظيره في جنوب السودان.
ويقول أحد أشقاء سيستو عن الفروقات في المعيشة: في جنوب السودان كنا نعيش في مزرعة صغيرة، ولكن الآن يعيش أهلي بشكل مختلف تماما، لأن البالغين هنا هم الذي يعملون بجد، كي يأتي الجيل الناشئ ولا يحتاج إلى العمل كثيرا، وهو عكس المعيشة في جنوب السودان تماماً.
جميع أشقاء بيوني الثمانية قرروا التركيز على الدراسة أكثر من أي شيء آخر، فيما تركز شغفه على كرة القدم منذ أن كان صغيرا، وهو ما اتضح عندما انتقل عائلته تجورينغ، بعد أن أبدى نادي ميتلاند اهتمامه باللاعب الشاب، ويعد النادي من الأكبر في الدنمارك، رغم تأسيسه في عام 1999، فقد تخرج منه سابقا، المدافع الدولي سيمو كاير، والنيوزلندي وينستون ريد.
وأبدى غلين ردرشولم، مدرب الفئات السنية في ميتلاند، إعجابه بموهبة سيستو، عند رؤيته في التدريبات: من النادر جدا أن ترى لاعبا يملك من التحدي والإصرار ما هو موجود لدى سيستو. وتألق سيستو في الفئات السنية لميتلاند، قبل أن يتم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2015، ليحرز معهم بطولة الدوري الدنماركي الأولى في تاريخ الفريق، قبل أن يسجل هدفا في شباك مانشستر يونايتد في الموسم الذي تلاه، لتبدأ الأسئلة بالانتشار حول خلفية بيوني سيستو، لينتقل مطلع موسم 2016 – 2017، إلى سيلتا فيغو الإسباني.
وعرف عن بيوني بأنه كان يتمرن 24 ساعة أسبوع، أي ضعف عدد الساعات المطلوبة من اللاعبين الشباب في نادي ميتلاند، كما كان يقضي أوقات فراغه بالتدرب على تسديد الركلات الحرة. ولم يكن سيستو مواطنا دنماركيا حتى عام 2014، ليبدأ مشواره مع المنتخب المحلي، ليبدأ مع الفئات السنية تحت 21 عاما، وبعد 3 شهور فقط، لعب سيستو أولى مبارياته مع المنتخب الأول أمام ألبانيا.
واحتفل والدا بيوني سيستو عند استدعائه للمنتخب الأول بالرقص الأفريقي وارتداء ملابس من التراث الأفريقي فرحاً باستدعاء ابنهم. ويقول هاريدي، مدرب منتخب الدنمارك، أنه يسعى إلى إيجاد طريقة للاعتماد بشكل كبير على سيستو وإريكسن وجعلهما يشكلان ثنائية خارقة لدك دفاعات الخصوم.
وإحدى عادات سيستو الغريبة أثناء لعبه كرة القدم، هو أنه لا يربط حذائه أثناء لعب كرة القدم، لأنها تمنحه "راحة أكبر في المرور والمراوغة"، حسب قول سيستو في مقابلة مع صحيفة دنماركية.