خبراء لـ الاردن24: اعلان طوقان عن المفاعلات الصغيرة "اهانة مستمرة وخطر كبير"
جو 24 :
مالك عبيدات - أجمع خبراء في مجال الطاقة على أن الاعلانات المتكررة من قبل هيئة الطاقة الذرية في قضية المفاعل النووي تؤكد وجود تخبط في ادارة هذا الملف، أو عدم امتلاك القائمين عليه الخبرة والادراك اللازمين لادارته، ما يعطي صورة بكون الهيئة أصبحت موجودة من أجل تنفيع البعض ليس أكثر.
وشكك الخبراء في جدوى انشاء المفاعلات الصغيرة التي أعلن عنها رئيس الهيئة الدكتور خالد طوقان، وذلك لكونها لم تُجرّب عالميا بالشكل المطلوب، باستثناء تجربة محطة صغيرة في روسيا أثبتت فشلها من كافة النواحي.
وأعلن طوقان تحوّل الهيئة بشكل نهائي عن فكرة إنشاء المحطة النووية التي كانت تعتزم إنشاءها بتكنولوجيا روسية وبقدرة 2000 ميغاواوط، ليذهب إلى فكرة انشاء مفاعلات صغيرة قال إنها تحتاج إلى تمويل أقل، كما أن الاستعداد الدولي لتمويل هذه المفاعلات أكبر من المحطات الكبيرة.
برقان: اهانة مستمرة..
وحول ذلك، قال خبير الطاقة المتجددة والبيئة، الدكتور باسل برقان، إن حديث طوقان اهانة مستمرة للشعب الاردني منذ العام 2007، مشيرا إلى أن "هذا المشروع فاشل منذ البداية، ولم يتم اجراء الدراسات الكافية حوله، ويدفعنا للتساؤل حول الجهات التي تقف خلفه وتدعمه والغايات المرجوة منه".
وطالب برقان الجهات الرقابية بالبحث والتحقيق الجدّي في هذا الملف، والوقوف على المبالغ المصروفة عليه منذ بدء انشائه، ومحاسبة القائمين عليه في حال وُجدت أي مخالفة.
وأضاف برقان لـ الاردن24: "أيضا، الجدوى الاقتصادية للمشروع النووي عموما تؤكد فشله، حيث ستبلغ تكلفة انتاج الكيلو واط من 15-25 قرشا في ظل الاعلان من قبل رئيس الهيئة عن انشاء المفاعلات الصغيرة، وسيباع إلى الحكومة بنفس هذا السعر في حين ان تكلفة انتاج الكيلو واط من 3,5-4 قروش ويباع بهذا السعر".
وتساءل برقان: "من أين سيأتي رئيس هيئة الطاقة الذرية بالمياه والبرك الصناعية لتبريد 5 مفاعلات نووية صغيرة يعتزم انشاءها في الاردن في ظل شح المياه الذي تعاني منه البلاد والانقلاب المناخي، وكيف سيتم التخلص من النفايات النووية وهل هناك دراسة حول المخاطر اذا حصل طارئ لا سمح الله"، مؤكدا ضرورة ايجاد اجابات شافية ومقنعة وواقعية لهذه التساؤلات قبل أي حديث عن النووي".
أبو دية: جريمة.. وخطر كبير
من جانبه قال رئيس مكتب الدراسات والأبنية الخضراء، الدكتور أيوب أبو دية، إن المشروع النووي الأردني بدأ عام 2007 كفكرة لاستثمار وتعدين اليورانيوم الموجود في المملكة، وأن يغذى مشروع المفاعل النووي من انتاج اليورانيوم، وأُعلن أن ذلك سيكون في العام 2012، وأعلن بعد ذلك التمديد والتوجه نحو روسيا، ومن ثم انسحب الروس لأسباب غير معروفة.
وأضاف أبو دية لـ الاردن24: "السؤال الأهم في هذا الموضوع هل الأردن مهيأ لمفاعلات كبيرة أو صغيرة وانتاج الكهرباء منها؟ وهل نمتلك الخبرة الكافية للعمل على المفاعلات النووية، وهل لدينا القدرة على مواجهة اخطار المفاعلات النووية؟ وهل الشبكة الكهربائية تستوعب الانتاج من تلك المفاعلات وبقدرة 2000 ميغا واط لكل مفاعل في حين الشبكة الكهربائية في الاردن صغيرة وتتحمل 3000 ميغا واط من الانتاج العادي؟"، مشيرا إلى أنه وبمجرد الشبك على الشبكة ستتعرض المملكة لخطر كبير جدا.
وأكد أبو دية على أن "الأكثر خطورة الآن، هو اعلان رئيس الهيئة عن التوجه نحو المفاعلات الصغيرة؛ فلا يمتلك كثير من الناس الخبرة الكافية للتعامل مع هذا النوع من المفاعلات في العالم".
واعتبر أبو دية "حصول دولة صغيرة مثل الأردن على هذه التقنية جريمة بحقّ الشعب الأردني"، متسائلا عن سبب اشتراط الصين بناء هذه المفاعلات على أرض المملكة وتجربتها في الاردن وليس بالصين.
وختم أبو دية حديثه بالقول: "هناك تخبط في ادارة هذا الملف الذي يقوم عليه موظفون لا يبدو أنهم يمتلكون الخبرة الكافية للعمل في المفاعلات النووية، وهذا يدفعنا للتساؤل فيما إذا استمرار البعض بالعمل في هذا المشروع هو من باب الحفاظ على المكتسبات التي يحصلون عليها أم لا؟".