jo24_banner
jo24_banner

المؤتمر الصحفي لوزيري المالية والطاقة: لقد عقدت محبتكم بقلبي كما عقد الحليب الخنفشار!

المؤتمر الصحفي لوزيري المالية والطاقة: لقد عقدت محبتكم بقلبي كما عقد الحليب الخنفشار!
جو 24 :
أحمد الحراسيس - يُروى أن رجلا معروفا بالدهاء ذهب لخطبة فتاة في قرية يتّصف أهلها بالبساطة، فكان كلّما سُئل عن شيء أجاب عليه وكأنه عليم خبير به. أحسّت الفتاة بخبث الرجل وكذبه، فاختارت أن تجمع كلمة من أول حرف من اسماء إخوانها لتخرج بكلمة "خنفشار"، فسألته "أتعرف الخنفشار؟!"، لتأتي الاجابة الصاعقة: "طبعا، هو نبات ينمو في قمم الجبال، إذا أكلته الإبل عُقد لبنها، وجاء في قول الشاعر: (لقد عقدت محبتكم بقلبي .. كما عقد الحليب الخُنفشار)"..

ذُهلت الفتاة كما أهلها، ووافقت على الزواج بالرجل رغم أن القصة كلّها كانت من بنات أفكاره ولا علاقة لها بالواقع أبدا..

وغير بعيد عن ذلك، جاء مؤتمر وزيري الطاقة هالة زواتي والمالية عزالدين كناكرية، الثلاثاء، للحديث عن آلية تسعير المشتقات النفطية في الأردن، حيث أكدت الوزيرة زواتي أن الأردنيين يدفعون رسوما وضرائب على المحروقات أكثر من ضعف سعرها في بعض الأحيان، لتؤكد حجم النهب الذي يتعرض له جيب المواطن الأردني، وأن الحكومة تربح في معظم السلع أكثر من المصدر أو المُصنّع نفسه!

وبينما واصلت زواتي شرح وتبرير ارتفاع أسعار المحروقات في الأردن، انتظر الناس منها الاعلان عن الغاء معادلة تسعير المشتقات النفطية لتُصبح قائمة على سعر النفط واصلا العقبة مُضافا إليه كلف التخزين والنقل والتوزيع فقط، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث أبدا.. بل إن الوزيرة ومن بعدها كناكرية ألمحوا إلى استمرار العمل بها بقولهم "إن الضرائب والرسوم التي تفرض على المشتقات النفطية ستحسب ضمن اجمالي العبء الضريبي على المواطن الاردني".

خللان انتظرنا من الوزيرة تناولهما في مؤتمرها الصحفي؛ خلل في المعادلة وعناصرها، وخلل في تطبيق المعادلة، فمن غير المقبول أن يتحمّل المواطن كلّ تلك الضرائب والرسوم التي تصل نسبتها إلى نحو 100% من سعر المادة، ومن غير المقبول أن يُعتمد خام برنت كمؤشر على سعر المحروقات ونحن لا نستورده بل نشتري المحروقات من دول صديقة تبيعنا بأسعار تفضيلية.

نريد أن نعرف لماذا ندفع 47% رسوم وضرائب على بنزين90 لدعم الموازنة ويُطلب منّا أن ندفع ضريبة دخل أيضا، ولماذا ندفع كلّ هذه الضرائب والبدالات ثمّ يُقال لنا أن لا اعفاءات طبية ولا خدمات صحية لائقة ولا وظائف حكومية؟! نريد أن يتخذ الرئيس الرزاز قرارا جريئا بانصاف المواطن بعد رفع الدعم الحكومي الكامل عن المحروقات ليدفع المواطن الكلفة الحقيقية ليس أكثر..

كما لم تتطرق الوزيرة زواتي إلى تسعيرة الكهرباء والقرارات المتتالية برفعها بناءا على أسعار النفط عالميا، بالرغم من كون الأردن يولّد الكهرباء بالغاز وليس خام برنت!

في الحقيقة، كان يكفي رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز أن يُغرّد عبر تويتر داعيا الأردنيين للاعتذار من أسلافه هاني الملقي وعبدالله النسور على ظُلمنا لهم وانتقادنا سياستهم الجبائية، دون أن يضطر لاضاعة وقت زواتي وكناكرية في اقناع الناس وتبرير ما لا يُبرر.. وهنا لا بدّ من الاشارة إلى أن الرئيس كان واضحا منذ مؤتمره الأول؛ لا قرارات تطفئ نار الأردنيين، ولكن حملات اعلانية تبرر كلّ القرارات غير المنطقية وتُقنع الناس بها، وعليه جاءت التصريحات المتتالية للوزيرة زواتي حول تسعيرة المشتقات النفطية ورفع تعرفة الكهرباء..
تابعو الأردن 24 على google news