إصابة العشرات من القرى الحدودية باختناقات وشدة الانفجارات تهز المنازل
تصاعدت امس حدة الضربات الجوية لمناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا (الحدودية مع الاردن)، بعد انباء عن فشل المفاوضات لوقف المعارك، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء الحملة العسكرية على جنوب البلاد، ما أدى الى اشتعال النيران وتدمير العديد من المخازن بالمنطقة الحرة الاردنية–السورية، ووقوع حالات اختناق لمواطنين،و تصدع منازل وتكسير زجاج عدد منها بمنطقة جابر السرحان التي ترتبط بالمعبر الحدودي بين البلدين.
واستمرت الغارات طول ليلة امس وامس الاول، بكثافة، خصوصا في المنطقة الحرة الاردنية -السورية المشتركة،.
الرمثا.. لا تنام
على مدى عدة ليالي ، لم تنم الرمثا والقرى المحيطة بها جراء القصف الشديد المستمر على درعا ومحيطها، حيث سقطت قذائف عديدة على المنطقة ، وفق سكان المنطقة، الذي أكدوا انهم غير قادرين على عدها او احصائها او تحديد اماكن سقوطها، مشيرين الى ان اصوات انفجارات درعا مع الهزات الارضية التي وقعت صباح امس ومساء الاربعاء جعلهم غير قادرين على تحديد اماكن سقوط القذائف.
واكد مصدر امني الى "الرأي" سقوط 6 قذائف من الجانب السوري داخل الحدود الأردنية الشمالية ، وسط قصف مكثف لمحافظة درعا السورية.
وقال المصدر إن قذيفة سقطت على زاوية أحد المنازل بمنطقة الطرة في لواء الرمثا، ولم تسجل اية إصابات بشرية، مشيرا الى سقوط 3 قذائف على مدينه الرمثا بالقرب من.ملعب النشامى غرب متصرفية الرمثا وقذائف اخرى سقطت في مناطق بعيدة عن السكان.
واكد مواطنون ان حالة من الخوف والهلع يعيشها اهالي الرمثا بسبب اصوات الانفجارات الشديدة والتي تهتز لها البيوت مشيرين الى تحطيم زجاج عدد من البيوت.
تصعيد غير مسبوق
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن التصعيد الأخير "غير مسبوق" منذ بدء الحملة العسكرية على درعا، مشيراً الى استمرار الغارات صباحاً.
وأضاف "يحول الطيران السوري والروسي هذه المناطق الى جحيم" متحدثاً عن "قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لاخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر الأربعاء".
وشوهدت سحب من الدخان الأسود اثر الغارات الجوية. على أطراف مدينة درعا، أفاد مراسل لفرانس برس عن أن دوي القصف لم يتوقف طوال الليل، موضحاً أنه الأعنف منذ بدء قوات النظام هجومها.
وأفادت انباء عن تمكن القوات الحكومية الخميس من السيطرة للمرة الاولى منذ أكثر من ثلاثة اعوام على نقطة على الحدود السورية الاردنية جنوب مدينة بصرى الشام.
ويأتي استئناف الغارات على درعا، بعدما كانت قد توقفت منذ ليل السبت افساحاً في المجال امام مفاوضات تولتها روسيا مع الفصائل المعارضة بهدف وقف المعارك.
ويذكر ان العمليات القتالية في درعا تسبب بنزوح ما بين 270 ألفا و330 ألف سوري وفق الأمم المتحدة. توجه عدد كبير منهم الى الحدود مع الأردن أو الى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.
تصدع منازل في " السرحان "
وقال رئيس بلدية السرحان المهندس خلف السرحان ان القصف الذي تنفذه قوات النظام السوري ضمن جنوبها لم تعتاده المنطقة منذ الاحداث الدائرة في السوري في الخامس عشر من اذار 2011 مشيرا الى انه يتم رؤية الانفجارات والادخنة المتصاعدة الناجمة عن القصف المدفعي الذي يسانده قصفا شديدا من قبل الطيران في بعض مناطق الداخل السوري المحاذية للاراضي الاردنية.
واضاف ان احد المواطنين في منطقة جابر السرحان التي تتبع للبلدية ابلغ رئيس المجلس المحلي للمنطقة بتصدع منزله وهبوط سقف " المطبخ "، مشيرا الى انه تم الكشف الميداني على المنزل لحصر الاضرار.
ولفت السرحان الى ان البلدية ستعمد الى تشكيل لجنة للقيام بجولات ميدانية على كافة المنازل ضمن المناطق التابعة للبلدية للتأكد من خلوها من التصدعات الناجمة عن الاحداث الدائرة في الجانب السوري. وتشير المعلومات المستقاة من بعض المواطنين في مناطق السرحان الى تحطم نوافذ منازلهم بسبب شدة القصف الذي شهده الجانب السوري مساء اول امس وفجر امس.
وكانت فصائل المعارضة في الجنوب اعلنت فشل المفاوضات مع الجانب الروسي بشأن وقف المعارك بعد اجتماع عقد بعد ظهر الاربعاء ، ما دعا قوات النظام الى تصعيد الحالة الحربية واستخدام كافة صنوف الاسلحة الحربية في المعركة للسيطرة على منطقة الجنوب لا سيما معبر نصيب البري الذي يربط سوريا بالاردن.
الى ذلك علمت "الرأي" من مصادر مطلعة ان (14) مواطنا اصيبوا باختناقات بسبب قصف الطيران لبعض مواقع الجنوب السوري، مشيرة المصادر الى ان القصف اصاب مصنعا " للكبريت في المنطقة ما تسرب عنه غازات.
وحسب رئيس بلدية ام الجمال ضمن البادية الشمالية الشرقية حسن الرحيبة فان ضبابا كثيفا غطى مناطق الكوم الاحمر وام الجمال وكوم الرف بسبب كثافة الدخان الناجم عن القنابل التي سقطت بمحاذاة مناطقهم من الجانب السوري، لافتا الى ان شدة الهواء ساهم بكثافة الادخنة في المنطقة ما ادى الى اصابة(23) مواطنا باختناقات بسبب الدخان الكثيف منهم (12) مواطنا في كوم الرف و (7) مواطنين في منطقة ام الجمال و (4) مواطنين في منطقة الكوم الاحمر.
ولفت الرحيبة الى ان الحالة هذه تطلبت نقلهم الى مستشفى البادية الشمالية لتلقي العلاجات والرعاية الصحية ، فيما لا تزال ادارات الصحة في المفرق ترفض التصريحات الصحفية لتبيان الحقيقة وحجم الاضرار التي لحقت بالمواطنين.