jo24_banner
jo24_banner

إسحق فرحان نور على الطريق وإنجاز في البناء

إسحق فرحان نور على الطريق وإنجاز في البناء
جو 24 :
من حق الأردن على أبنائه الذين شاركوا في بناء نهضته العلمية، ومسيرته الحضارية، وتحدثت عنهم آثارهم أن تحفظ من سيرتهم نوراً على الطريق يهدي الأبناء الجهاد والآباء الإيمان ويسجل للصادقين بعض ما قدموا وبنوا وأحسنوا / ومن الظلم للرجل المصلح أن تختصر مسيرته بمصطلحات ولكن بحسبي أن أشير إلى بعض المعالم التي تهدى وإلى بعض اللبنات التي شادها.
وهذا ما أوجز، في النقاط التالية بإذن الله:
1- شخصية الدكتور إسحق فرحان وبيئته.
2- آثاره في الدعوة الإسلامية.
3- آثاره في التربية والتعليم.
4- آثاره في الجامعة الأردنية وجامعة الزرقاء الأهلية.
5- آثاره في وزارة الأوقاف.
6- آثاره الاجتماعية والسياسية.
شخصية الدكتور إسحق وبيئته:
ولد في مدينة عين كارم من قضاء القدس 1934م، وهاجر مع أهله إلى مدينة السلط وأتم دراسته الابتدائية والثانوية في مدرسة ثانوية السلط، وكان في دراسته من أوائل الطلاب علماً، وخلقاً، والتزاماً، وقد وجدنا فيه الأخ الكبير المعلم بتفوقه وخلقه وجده وحزمه والتزامه، وكانت دار جماعة الإخوان المسلمين الواحة التي تجمع شباب السلط وتؤاخي بينهم وتنقذهم من أمراض المجتمع وفساده وجاهليته.
د. اسحق في الجامعة الأمريكية:
أرسلته وزارة التربية والتعليم مبعوثاً إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، وعاش هناك صراع التغريب وثبت وقاوم واحتفظ بنقائه وطهره وهويته رغم ضغوط التغريب.
د. اسحق في وزارة التربية والتعليم:
شغل وظيفة تدريس الكيمياء والعلوم .. ثم شارك في تأليف بعض الكتب المدرسية، وكان الذي يميزه في التدريس أن يوفق بين قوانين العلم وفلسفة الأمة وحضارتها، فالعلوم بقوانينها واحدة، ولكن كل أمة تعرضها من خلال فلسفتها للكون والإنسان والحياة، فربط القانون العلمي بربه الذي أوجده، وربط الأسباب بخالق الأسباب وعرض قاعدة : "المادة لا تغني ولا تستحدث" عرضاً ينفق مع عقيدة المسلم: "المادة لا يفنيها ولا يحدثها الإنسان"، وهكذا.

د. إسحق في مديرية المناهج:
وكانت له آثاره الحضارية حين سبق الأردن بوضع فلسفته للتربية والتعليم قائمة على الإيمان بالله والقيم العليا للأمة العربية، وكان أساتذة مواد العلوم والإنسانيات ملتزمين بهذه الفلسفة التي وحدت الفكر والثقافة وأنقذت الأجيال من التناقض والصراع بين العلم والدين،
وحين تسلم وزارة التربية والتعليم كان مميزاً في رعايته للعلم والعلماء، وتقديم الأسس التربوية وإبعاد المؤثرات والضغوط الشخصية عن مسيرة العمل والأداء.
د. إسحق في وزارة الأوقاف:
كانت إنجازات الدكتور إسحق مميزة ويمكن اختصارها فيما يلي:
أ‌- فتح باب الخطابة والتدريس للكفاءات العلمية من المدرسين في كلية الشريعة وغيرها، وتفعيل دور الخطيب والمدرس في الدعوة إلى الله تعالى وأقام دورات لتأهيل الوعاظ.
ب‌- تفعيل دور الفتوى الجماعية ومجلس الإفتاء وأنشأ مجلس للفتوى شارك فيه من كبار العلماء.
ج‌- سن قانون جديد لإدارة أموال الأيتام قائم على المرابحة والتعامل المشروع، وإلغاء قانون الإقراض بالربا السابق الذي كانت تقوم به المحاكم الشرعية لتشغيل أموال الأيتام وكان محرجاً لقضاة الشرع.
د- عمل على نقل كلية الشريعة من وزارة الأوقاف إلى الجامعة الأردنية وشاد بناءها بتبرع من وزارة الأوقاف.
هـ- دعم كلية الشريعة التي كانت تعتمد على الأساتذة الوافدين.بأساتذة من الأردن بإرسال أكثر من عشرة معلمين من خريجي كليات الشريعة إلى جامعة الأزهر للحصول على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية فأغنى كلية الشريعة بأعضاء هيئة تدريس أردنيين كما أعنى الجامعة الأردنية بكلية الشريعة التي شاركت في بناء هوية الطالب الجامعي العربية الإسلامية عن طريق مواد الثقافة الإسلامية ونظام الإسلام.
د. إسحاق فرحان في الجامعة الأردنية:
كانت فلسفة الدكتور إسحق في التربية والتعليم هادية له في الجامعة الأردنية وذلك بسعيه لإعطاء الأستاذ الجامعي مزيداً من الحرية والاستقلال، ومقاومة الضغوط التي تسعى لتقييد حرية الأستاذ الأكاديمية ولم ينفذ كتب عزل طلبت من بعض المدرسين ولم يخترق الأصول الجامعية وأعرافها، وكذلك سعى من خلال مجلس اتحاد الجامعات العربية لتقرير مادة الثقافة العربية الإسلامية متطلباً موحداً لكل الجامعات العربية ووضع منهاج موحد لهذه المادة حتى تنشأ الأجيال العربية على ثقافة عربية إسلامية واحدة.
ومن جميل قدر الله أن يكون الدكتور إسحق وهو رئيس لجامعة الزرقاء الأهلية ممثلاً لها في اجتمع رؤساء الجامعات العربية في الجزائر قبل أشهر من هذه السنة 2006م، حين قام أحد رؤساء الجامعات يطالب بإلغاء مادة الثقافة العربية الإسلامية الذي نص عليه قانون اتحاد الجامعات العربية، وطالب هذا الرئيس بأن تكون الثقافة شاملة لليهودية وغيرها، فرد عليه الدكتور إسحق بقوة وحزم بأن لكل أمة هويتها وحضارتها وثقافتها، وأنه لا يليق بالجامعات العربية أن تجعل الثقافة اليهودية وشعب الله المختار أساساً في تربية أبنائنا وثقافتهم وأحبط الاقتراح الدخليل.
د. إسحق في جامعة الزرقاء الأهلية:
وكان الدكتور إسحق هو الباني المؤسس للجامعة من حجر الأساس حتى أصبحت صرحاً حضارياً وكليات متعددة متنوعة دعمها بالأرض التي تمكن من الحصول عليها من الحكومة بعشرات الدنمات بثمن رمزي ودعمها بالكليات التي أحسن انشاءها واستقدام الكفاءات العليمة إليها ودعمها بالأسس الإيمانية والتربوية والثقافية التي جمعت بين الأصالة المعاصرة وصدق فيها قول الشاعر:
بالعلم والإيمان أعمر موطني وأشيد جامعتي وأحفظ مسجدي
وقد أخذت جامعة الزرقاء مكانها بين الجامعات الأردنية وكانت المتميز، في علم الحاسوب على الجامعات الأردنية، كما تميزت بجائزاتها العلمية لأحسن كتاب وكان من أعظم ما ميز هذه الجامعة روح الإسلام المتكامل، وروح الانتماء للأمة والوطن وقضاياه، وروح الرئيس والأساتذة الذين يجمعهم الولاء للرسالة قبل الولاء للرتبة والراتب، وسيتبقى بإذن الله هذه الخدود ملتهبة لا تخمد وهي متصلة بدين الأمة وعقيدتها.
د. إسحق في العمل الدعوي والسياسي:
كان من فضل الله على الدعوة الإسلامية في الأردن أن أنجبت رجالاً فقهوا الدين كما فقهوا العصر، وقدموا الدعوة للناس بما يرضى ربهم، ويواكب عصرهم، ملتزمين بثوابت الإسلام ومقاصد الشريعة دون شطط أو غلو أو تفريط.
وكان من هؤلاء المرحوم المهندس أحمد قطيش الذي تسلم الأمانة العامة لحزب جبهة العمل الإسلامي وكان أول من رفع شعار: "الإسلام هو الحل". الذي أصبح شعار الدعوة الإسلامية في بلاد المسلمين.
وقد تسلم الدكتور إسحق أمانة الحزب بعد التحاق المرحوم أحمد قطيش بالرفيق الأعلى، وأسس للحزب وفتح أبوابه لأبناء الأردن على اختلاف مذاهبهم وآرائهم .. وكذلك فتح باب التعاون مع الأحزاب القومية واليسارية، وشغل مركز الممثل للأحزاب الأردنية، ليكون الأردن كله في خندق واحد لمواجهة أعداء الوطن، ومكائد المستعمر وقد أبلى الدكتور إسحق وإخوانه الأخرون في النقابات للوقوف في مواجهة التهويد والتطبيع وتذكير الأمة بواجباتها الإسلامية والقومية والوطنية في المحافظة على الأرض والمقدسات والوحدة التي تجمع أبناء فلسطين والأردن مع إخوانهم في بلاد العروبة والإسلام. وكذلك رفع شعار لا عصبية ولا طائفية وإذا افتخر المسلم بإسلامه عقيدة يفتخر به النصراني العربي كجسد أو حضارة.
الدكتور إسحق ودوره العظيم في حفظ وحدة الشعب الأردني وأمنه:
سيسجل التاريخ الحديث للحركة الإسلامية في الأردن حرصها على حقن دماء المسلمين، وإطفاء نار الحرب الأهلية التي حاولت أن توقدها عناصر لبست ثياب المقاومة والتحرير وذلك لما كان العمل الفدائي موجهاً ضد العدو اليهودي المحتل شارك الإخوان المسلمون بكتيبة من خلال حركة فتح ولكن حين أنحرف العمل الفدائي عن رسالته، وحاولت قيادة فتح ومن رسمها بتوجيه السلاح نحو الجيش الأردني، أعلن الإخوان المسلمون انسحابهم من فتح .. ورفضوا توجيه السلاح للمسلم الذي حفظ الله دمه وماله وعرضه وكان للدكتور إسحق الذي كان يشغل منصباً قيادياً في جماعة الإخوان دور عظيم في هذا التوجه.
ومن خلال عمله وزيراً للتربية ووزيراً للأوقاف قام بدوره العظيم في الدعوة إلى حرب العصبية وإطفاء الفتنة ونار الفرقة بين فلسطيني وأردني أو مسلم ونصراني وكان منهج الاعتدال والوسطية والوحدة والتعاون على الخير الشعار الذي رفعته المساجد والمدارس وكان ابن عين كارم وزير التربية والتعليم ووزير الأوقاف خير من دافع عن قدسية فلسطين والأردن وربط التوجيه والإرشاد والوعظ بقضايا الأمة وأهدافها في الوحدة، والتحرير والوفاء لأرض فلسطين والمسجد الأقصى الأسير. واطفأ نار الفتنة والحرب الأهلية التي كان يسعى إليها المفسدون.
سيبقى الدكتور إسحق نوراً على الطريق وصرحاً حضارياً ترنوا إليه الأجيال بعين التقدير والإكبار قدوة حسنة ومثلاُ مباركاً كريماً للعلماء العاملين والدعاة العاملين المخلصين جزاء الله عن دينه وأمته خير ما يجزي العلماء الصالحين إنه سميع مجيب.
 
 كتب المقال عام 2006 من رفيق دربه منذ الصغر..


مع أطيب التحيات
د. إبراهيم زيد الكيلاني

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير