حتى سوق الجميد الكركي لم يسلم!
يشهد سوق الجميد الكركي المنتج الاشهر في محافظة الكرك كسادا غير مسبوق بوصف بائعي هذا المنتج من مربي المواشي ومن الاسر الكثيرة في ارياف المحافظة، والتي اتخذت من مهنة تصنيع اللبن الجميد عن طريق شراء اطنان من الحليب من اصحاب الاغنام والاتجار به كوسيلة كسب تساعد في تحسين اقتصاديات الاسر المعنية ، فيما تهدف اسر اخرى الى تصنيع اللبن الجميد كمؤونة للاسرة حيث ان تصنيع هذا اللبن منزليا يعني توفير الكثير من المال فيما لو تم شراؤه من قبل مصنعيه سواء من اصحاب المواشي او من المصانع العديدة الموجودة في المحافظة.
وتقول ربتا الاسرة ام محمد وام خالد ،أنهما تعملان منذ سنوات في تصنيع اللبن الجميد وبيعه مما يحقق عائدا ماليا وقالتا انه اسهم في تحسين ظروف اسرتيها المعيشية ، اضافة الى تامين حاجتيهما من هذا المنتج الذي يعد ابرز انواع مؤونة المنزل التي تحرص كل اسرة كركية على توفره لديها باعتبار اللبن الجميد عنصرا اساسيا في الكثير من الطبخات الشعبية الكركية وفي مقدمتها اكلة المنسف الاكثر شعبية على مستوى المحافظة والمملكة حتى بالنسبة للكثير من الزوار العرب والاجانب ، اضافة لاكلات شعبية اخرى كالفتة والمدقوقة.
ويبدو ان التوسع في تصنيع اللبن الجميد في محافظة الكرك وفق معنيين بحركة السوق ادى الى طفرة في الانتاج فزاد العرض عن مستوى الحاجة الفعلية للسوق من هذا المنتج ، وفاقم من ذلك الظروف الاقتصادية العسرة التي تحكم الكثير من اسر المحافظة التي قلصت انفاقها على متطلبات المعيشة غير الاساسية فلم تعد تحرص على اقتناء كميات كبيرة من اللبن الجميد والاكتفاء بالقليل منه وذلك لارتفاع سعره الذي يزيد عن (30) دينارا للرطل الواحد وبواقع عشرة دنانير للكيلو غرام.
تراجع الطلب على اللبن الجميد جراء المسببات المشار اليها وتزامنه مع وفرة الانتاج وسع قاعدة العرض على حساب قاعدة الطلب الامر الذي تسبب في تراجع الاسعار لتسجل (20_25) دينارا او اقل بحسب جودة المنتج ، ناهيك عن منافسة اللبن الجميد سوري ومصري المنشأ والذي يباع باقل من(15) دينارا للرطل مادفع الكثير من الاسر الى شراء هذا اللبن على حساب المنتج المحلي.
المنافسة حادة بالأسواق
ويقول مربي الاغنام سالم محمود ان مبيعاته من اللبن الجميد كانت تقدر بعدة الاف من الدنانير سنويا لتنخفض في الفترة الاخيرة الى مادون ذلك بكثير بسبب تراجع الطلب واثر ذلك على اسعار البيع ، مشيرا الى ان منافسة اللبن المستورد للمنتج المحلي اضر كثيرا بسوق تجارة اللبن الجميد في الكرك التي كانت تعول عليها غالبية من المواطنين كدخل مالي يشكل الى جانب منتجات الاغنام من اللحوم موردا اساسيا ووحيدا للكثير من الاسر التي تضررت احوالها الاقتصادية جراء تراجع الطلب على اللبن الجميد ، واضاف انه حتى اصحاب المطاعم الكبرى في العاصمة عمان التي كانت تشتري كميات كبيرة من الجميد الكركي لشهرته خفضوا من حجم طلبياتهم حيث وجدوا في اللبن الجميد المستورد لرخص اسعاره مايغنيها عن الجميد المصنع محليا.
مربي الماشية سالم العمرو قال من الطبيعي ان يتراجع عائدنا من بيع اللبن الجميد الذي نقوم بتصنيعه لسبب اتساع قاعدة المشتغلين بتصنيع هذا المنتج وعلى راسها المعامل الكبرى التي تفوز بالجانب الاكبر من حركة السوق كون الكثير من المستهلكين يرون ان منتج المعامل اكثر مطابقة للمواصفات والاشتراطات الصحية من اللبن الجميد المصنع خارجها ، ياتي هذا كما قال في وقت تشتري فيه المعامل اياها انتاجنا من الحليب بسعر رخيص لتجني من وراء تصنيعه كلبن جميد او سواه ارباحا طائلة وذلك على حساب مربي الماشية البسيط ، واضاف انه تقدم باقتراح لمجموعة من زملاء المهنة من مربي الماشية الاخرين في المحافظة لاقامة معمل مشترك للمنافسة بقوة في السوق.
كساد تجارة اللبن في الكرك شجع بعض ضعاف النفوس على التحايل على منتجي اللبن الجميد سواء على المستوى الاسري او على مستوى مربي الماشية وذلك بشراء كميات كبيرة من منتجهم بالدفع الاجل وباقل سعر ممكن بيد ان اؤلئك المتحايلين يماطلون في دفع المبالغ المستحقه عليهم ، واشار بعض المتضررين من هذا الى العديد من القضايا المرفوعة للمحاكم لتحصيل المبالغ المستحقه ولازالوا ينتظرون القرار القضائي بحسب اكثرهم خاصة وان بعض مشتري اللبن المشتكى عليهم مجهولو محل الاقامة.
اغراق السوق بالجميد..السبب
ويؤكد رئيس جمعية مربي الماشية في الكرك زعل الكواليت ماذهب اليه منتجو اللبن الجميد في المحافظة بخصوص تراجع الطلب على هذا المنتج، لافتا الى ان اغراق السوق المحلية بالجميد المستورد من منشأ سوري او مصري وهو سيء المواصفات ضرب المنتج المحلي حيث يباع باسعار منخفضة مايعني منافسة غير متكافئة بين المنتجين تضر بمصلحة المنتج المحلي واشار الى ان بعض التجار يسوقون اللبن المستورد على اساس انه بلدي المنشأ ليحققوا ارباحا كبيرة على حساب المنتجين والمستهلكين المحليين وبالتالي الحاق الضرر بقطاع الماشية والتسبب بخسارة المربين.
وطلب الكواليت الى وزارة الزراعة بالعمل على حماية المنتج المحلي من اللبن الجميد وذلك بوقف استيراد اللبن الجميد الى حين تصريف الكميات الكبيرة من اللبن المنتج محليا والتي تقدر بمئات الاطنان و لم تعد تجد سوقا مناسبا لها في ظل استيراد هذا المنتج
وأشار الى ان منتجي اللبن الجميد في المحافظة توقفوا عن الانتاج تجنبا لمزيد من الخسارة رغم وجود فائض من حليب الاغنام في المحافظة حاليا.