أمها إيطالية ووالدها سعودي.. إليك تجربة هذه السمراء الجميلة، أول عارضة أزياء سعودية في باريس
جو 24 :
شهدت الشهور الاثنا عشر الأخيرة عارضات أزياء مسلماتٍ أثرن ضجة في عالم الموضة، كانت أبرزهن حليمة آدن، العارضة الصومالية الأميركية التي أصبحت، العام الفائت، أول عارضة محجَّبة تشارك بعروض أزياءٍ أوروبية.
وهذا الأسبوع، وصلت هذه الحركة الناشئة مرحلةً جديدة في أوَّل ظهورٍ لتليدة تامر على الممشى؛ لتصبح أول عارضة سعودية تشارك في عروضٍ للأزياء.
افتتحت العارضة البالغة من العمر 17 عاماً عرض المصمِّم أنطونيو غريمالدي، ليلة الإثنين، 2 يوليو/تموز، متحركة بخفة وسط القاعة الفخمة المُذهبة بالفندق الفرنسي الأميركي في باريس، مرتدية بذلة بيضاء ببنطال، ورداء فضفاضاً على كتفيها، ارتدت تليدة أيضاً أساور ذهبية وحزاماً لامعاً على شكل مخالب طائر حول خصرها.
ولاحقاً، اختتمت تليدة العرض مرتدية ثوباً فضياً طويلاً يُزيِّنه جناحٌ من الريش على جانبه الأيسر. كان ذلك بعد أيامٍ فقط من ظهورها على غلاف مجلة أزياءٍ للمرة الأولى -وهو عدد شهر يوليو/تموز من مجلة هاربر بازار العربية- وكانت الضجة التي أثارها العالم الافتراضي من حولها قد وصلت حدَّ الحماس الشديد.
لا أصدِّق أنني هنا في باريس أخيراً
وفي واقع الأمر، ومع أننا قد رأينا عارضات أزياءٍ سعوديات من قبل، لكنَّ أياً منهن لم تشارك في عروض أزياءٍ كبرى، أو ظهرت في حملاتٍ إعلانية أو تحريرية عالمية.
وقالت تليدة قبيل عرض أزياء غريمالدي، وهي ترتدي ملابس من تصميم دار دولتشي آند غابانا وتنورة قصيرة مرصَّعة بالكريستال: «لا أصدِّق أنني هنا في باريس أخيراً. إنَّه أشبه بحلم».
وُلِدَت تليدة وتربَّت في مدينة جدة الساحلية لأمٍ إيطالية وأب سعودي، وأتى صعودها إلى مشهد الموضة العالمي في وقتٍ تشهد فيه بلادها الأم تغيّرات واضحة، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وبعد أن ظلَّت طويلاً أحد أشد المجتمعات تقييداً لحرية المرأة، بذلت السعودية مجهوداتٍ كُبرى على مدار الأشهر الأخيرة لتُشير إلى أنَّ روح التغيير قد حلَّت بها؛ إذ منحت النساء حقَّ قيادة السيارات وكذلك حق حضور مناسباتٍ عامة، مثل مباريات كرة القدم، بالإضافة لاستضافتها أوَّلأسبوعٍ للموضةفي تاريخها في شهر أبريل/نيسان الفائت.
أعرف أنَّ هناك سعوديين لن يعجبهم اشتغالي بعرض الأزياء
تحدَّثت تليدة، التي تنوي الانتقال لمدينة ميلان في سبتمبر/أيلول المقبل للدراسة، بشكلٍ إيجابي عن التغيُّرات الأخيرة التي جرت لصالح النساء السعوديات، لكنَّها كانت واقعية بشأن النقد الذي قد تجتذبه مسيرتها المهنية بعالم الموضة في بلادها.
وقالت: «أعرف أنَّ هناك سعوديين لن يعجبهم اشتغالي بعرض الأزياء. وأنا أحترم حقَّهم في أن يكون لهم رأيهم الخاص، لكنني كذلك أشعر بفخرٍ شديد كوني أستطيع توسِعة آفاق البعض فيما يخص صورة المرأة السعودية المعاصرة في أعين العالم». (أضافت تليدة أنَّها تخطِّط، بعد انتهاء العرض، للعودة إلى جدة للحصول على رخصة قيادة).
وقالت أيضاً: «من الصعب أن تلعب دوراً يريدك الناس أن تمثِّل به دولةً بأكملها، لكنِّي ممتنة للفرصة التي سمحت لي بممارسة شيءٍ رغبتُ به منذ كنت طفلةً صغيرة».