مبابي.. ما بين القذارة والجدارة!

على المستوى الشخصي لم أر لاعبًا أبدًا ما حييت بعمر التاسعة عشرة يقوم بما يفعلهكيليان مبابي لوتينوالذي غدا أفضل لاعب مراهق بالعالم منذ انطلاقته المميزة رفقة موناكو قبل عدة أعوام.

مبابي ينحدر من أصل كاميروني نسبة لوالده ووكيل أعمالهويلفريدوالذي يمتهن التدريب بكرة القدم، أمّا والدته فهي السيدة الجزائريةفايزةوالتي كانت لاعبة لكرة اليد، أسرة رياضية أفريقية النسب فرنسية التكوين، أنجبت أحد أعظم مواهب عالم الساحرة المستديرة عبر التاريخ.

كلمات المدح لن تطول، بل سنسرد بعض الأرقام التي حققها الطفل الفرنسي قبل أن نخوض في غمار الذم والانتقاد لأفعاله الصبيانية والتي قد تؤثر عليه مستقبلًا بشكل كبير وتضعه بصف نيمار، بدلًا من رونالدو وميسي.

في العامين المنصرمينكسر مبابي عدة أرقام -لن يسعنا ذكرها جميعًا- جعلته حديث الصحف الأوروبية منها على سبيل المثال ما أنجزه في كأس العالم بروسيا رفقة الديوك عندما سجل ثنائية بشباك المنتخب الأرجنتيني ليصبح أصغر لاعب يسجل ثنائية بمباراة واحدة في المونديال منذ هاتريك بيليه بنسخة السويد 1958 ضد فرنسا بنصف النهائي، وبمبارة البيرو بات أصغر مسجل فرنسي على الإطلاق بالبطولة (19 عامًا 182 يومًا).. على مستوى المشاركة بشكل عام هو أيضًا أصغر لاعب فرنسي يشارك بكأس العالم مُحطمًا رقم برونو بيلوني بمونديال 1982.

محليًا، كسر كل الأرقام المرتبطة بالسن الأصغر، فدمّر ما أنجزه كريم بنزيمه مع أولمبيك ليون وأصبح أصغر لاعب يصل إلى 20 هدف بالدوري الفرنسي بعمر (18 عامًا و10 أشهر)..على الصعيد الأوروبيأصبح ثاني أصغر لاعب يصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد غوليان دراكسلر مع شالكه الألماني في العام 2011، مبابي بالتأكيد وصل إلى هذا الدور رفقة موناكو 2017 تلك النسخة التي كسر من خلالها رقم بنزيمة مُجددًا عندما أمسى أصغر لاعب في تاريخ البطولة يصل لعشرة أهداف.

بغض الطرفعن الأرقام والتي دائمًا ما تكون خدّاعة، إلا أن اللاعب بالفعل يمتلك قدرات مُخيفة أرجعتني بالذاكرة إلى رونالدو نازاريو داليما ببداياته بأيندهوفن، جسمانيًا حتّى فإن هناك ثمة تشابه بينهما، البنية، الرأس والشعر المعدوم، الانطلاقة بالكرة والجرأة أمام المرمى، كل شيء يوحي بأنه مبابي هو الظاهرة الجديد، إلا إذا عدل عن بعض التصرفات الوقحة التي ارتكبها خلال هذا المونديال.

يبدو أن مبابي يشاهد نيمار كثيرًا، فقد عمد بالآونة الأخيرة للميل إلى لاستعراض، والذي لا أنوي الرمي إليه الآن، بل التمثيل.. بمباراة الأوروغواي بربع النهائي قبل عدة أيام، مر مبابي بجانب كريستيان رودريغير لاعب المنتخب الأوروغواياني وبدون أي التحام بينهما أو مجرد لمس صغير، وقع كيليان فجأة وأدّعى الإصابة، وهو ما أثار حفيظة الجميع وشتت أذهانهم، لاعبو المنتخبين كادا يدخلان في عراك، شاهدوا اللقطة.