ترمب يكسر البروتوكول أمام الملكة إليزابيث الثانية 3 مرات.. لكن هذا الأمر فقط جذب اهتمام الآلاف
جو 24 :
أثار الرئيس الأميركيدونالد ترمبغضباً فيبريطانيابسبب سلوكه «غير اللائق» أثناء لقائه بالملكة إليزابيث الجمعة، حيث خرق القواعد الملكية محققاً بذلك تنبؤات سابقة بإحراجه للعائلة المالكة، لكن طريقة سيره أمام الملكة أثارت مئات التعلقات الغاضبة في المملكة المتحدة.
وبحسب صحيفةThe Washington Postالأميركية لم تكن البداية موفقة عندما اضطرت الملكة البالغة من العمر 92 عاماً للانتظار بحديقة قصر ويندسور وفي حرارة الصيف اللاهبة نحو ربع ساعة قبل أن يصل ترامب وزوجتهميلانيا، حيث رصد المصورون الملكة تنظر إلى ساعة يدها.
وعند وصول الزوجين، خرق ترمب التقاليد مرة أخرى برفضه الانحناء للملكة، وبدلاً من ذلك صافحها بقوة، بينما اكتفت السيدة الأولى بمصافحة هادئة، أما الأمر الثالث فكان الأكثر غرابة لدى البريطانيين.
والتقى كلٌ من ترمب والملكة إليزابيث الثانية أمس الجمعة 13 يوليو/تموز 2018 كجزءٍ منزيارةالعمل التي يجريها ترمب إلى المملكة المتحدة. وفيما فُرِشَت السجادة الحمراء في قلعة ويندسور، احتشد الآلاف في مسيرة «أوقفوا ترمب» في ميدان ترفلغار بلندن. وقبل ساعات من ذلك، حلَّق بالون منفوخ في الهواء يُصوِّر الرئيس في صورة طفل برتقالي ضخم بالقرب من البرلمان البريطاني.
وفي حين أحدث احتجاج الجمعة وعرض اللافتات الساخرة ضجةً كبيرةً، سرعان ما تحوَّل كسر ترمب للبرتوكول إلى موضوع ساخن.
ومن بين الأخطاء التي فعلها الرئيس الأميركي، سيره مع الملكة أثناء معاينة رجال الحرس.
ووُضِعَت لقطات سيرهما معاً، التي وُصِفَت على الشبكات الاجتماعية بأنَّها مشهد «مُحرِج» و»غير مريح»، تحت المجهر. وبينما تجوب الملكة مع ترمب القلعة، حافظ الرئيس الأميركي على وتيرة سير سريعة نسبياً، ما جعل الملكة أحياناً تسير خلفه وكأنَّه يقود المسير.
ودافع بعض المراقبين على الفور عن الملكة التي بلغت عامها الـ92 هذا العام. وتساءلت مستخدمة غاضبة لتويتر، وهي مذيعة تُدعى حلا محيي الدين، مُتعجِّبةً: «هل سار ترمب أمام الملكة لتوه؟. وكتب حساب آخر: «أنا أمقت جرأة ترمب على السير أمام الملكة اليوم».
وعند نقطةٍ ما، يمكن رؤية الملكة تلوح بيديها لترمب، لكن ليس من الواضح بالضبط ما الذي كانت تشير إليه. وعلى الشبكات الاجتماعية، تكهَّن البعض بأنَّ ترمب كان يحصل على إرشادات بشأن على أي جانب من الملكة يجب أن يسير.
وإن كان الأمر كذلك بالفعل، فإنَّ الرئيس الأميركي، لم يستوعب الرسالة.
وناقش مستخدمون آخرون عبر الإنترنت أيضاً ما إذا كان ترمب والسيدة الأولى ميلانيا ترمب كسرا قواعد البروتوكول الملكية عند اختيارهم مصافحة الملكة باليد بدلاً من الانحناء احتراماً لها. ورغم استياء البعض، فإنَّ الانحناء ما هو إلا حركة اختيارية، وعدم تنفيذها ليس له علاقة بكسر قواعد البروتوكول الملكي. ومع أنَّ الانحناء ليس قاعدة ثابتة، فإنَّ البعض يعتقد أنَّها إلزامية. وجعل ترمب، المعروف بمصافحاته المطولة والقوية والشديدة، الكثيرين يراودهم بعضالقلقإزاء ما قد يحدث عند لقائه مع الملكة صاحبة أطول فترة حكم في العالم.
ونادراً ما تُعانق الملكة الآخرين، فهي معروفة بعدم إبداء أي عاطفة أمام العامة. وقد فاجأت الكثيرين في عام 2012 عند رؤيتها تطوق ميشيل أوباما بإحدى ذراعيها بمحبة. فاستجابت لها ميشيل هي الأخرى ووقفت الاثنتان تتعانقان بذراعٍ واحدة من كلٍ منهما لفترة قصيرة.
في ذلك الوقت، وصف المؤلف هذا التفاعل بأنَّه «مذهل»، وصرَّح لشبكة CNN الأميركية: «تكمن عظمة الأمر في أنَّ الملكة هي شخصٌ مقدس تقريباً. ففي النظم الملكية، تحيط هالة من القدسية بالعاهل، وهو الأمر الذي ربما لا يكون موجوداً في الجمهوريات».
وبالعودة إلى عام 1992، لاقى رئيس الوزراء الأسترالي السابق بول كيتينغ نقداً شديداً بسبب وضعه يده أسفل ظهر الملكة، وهو ما جعل الصحف البريطانية تشير إليه باسم«سحلية أوز – Lizard of Oz»(تحريف من «ساحر أوز – Wizard of Oz») نتيجة سلوكه الفظ.
غلب اللون الأزرق على ملابس الملكة في لقاء يوم الجمعة مع ترمب وعقيلته، وبدت حالتها المزاجية جيدة بالرغم من خطف الرئيس الأضواء منها.